قالت البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة إن مجلس الأمن الدولي سيعقد اجتماعا طارئا اليوم الأربعاء لمناقشة تجربة كوريا الشمالية قنبلةً هيدروجينية، في حين تتوالى ردود الفعل الدولية التي تدين هذه التجربة.
وقالت المتحدثة باسم البعثة الأميركية هاجر شمالي في بيان اليوم إن "الولايات المتحدة واليابان طلبتا إجراء مشاورات طارئة في مجلس الأمن فيما يتعلق بالاختبار النووي المزعوم لكوريا الشمالية".
وأضافت "في وقت لا يمكننا تأكيد إجراء اختبار في هذا الوقت، ندين أي انتهاك لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وندعو مجددا كوريا الشمالية إلى الالتزام بتعهداتها والتزاماتها
الدولية".
وما إن أعلنت كوريا الشمالية أنها أجرت اليوم الأربعاء أول تجربة ناجحة لقنبلة هيدروجينية حتى توالت ردود الفعل الدولية التي تدين هذه الخطوة.
فقد حملت الولايات المتحدة بعنف على ما وصفتها بـ"استفزازات" كوريا الشمالية، لكنها أكدت أنها غير قادرة في الوقت نفسه على تأكيد ما إذا كانت بيونغ يانغ قد أجرت التجربة بالفعل.
وقال البيت الأبيض إن أميركا سترد بالطريقة المناسبة على أي استفزازات من كوريا الشمالية وستواصل حماية حلفائها في المنطقة.
وجاء في بيان الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض لنيد برايس "لا يمكننا تأكيد هذه المعلومات حاليا (..) لكننا ندين كل انتهاك لقرارات مجلس الأمن الدولي وندعو كوريا الشمالية من جديد إلى احترام التزاماتها وتعهداتها الدولية".
وأضاف أن الولايات المتحدة "سترد بشكل مناسب على كل الاستفزازات الكورية الشمالية".
وفي كوريا الجنوبية، أدانت سول بشدة التجربة النووية واعتبرتها "تحديا خطيرا" للسلام العالمي، مؤكدة أنها ستتخذ كل "الإجراءات الضرورية" لمعاقبة جارتها الشمالية اللدود.
وفي بيان تلاه رئيس مجلس الأمن القومي عبر التلفزيون، قالت حكومة كوريا الجنوبية "ندين بشدة إجراء كوريا الشمالية تجربتها النووية الرابعة في انتهاك واضح لقرارات مجلس الأمن الدولي على الرغم من تحذيراتنا وتحذيرات الأسرة الدولية".
وتابعت محذرة "سنتخذ كل الإجراءات الضرورية بما في ذلك فرض عقوبات إضافية من قبل مجلس الأمن الدولي (...) ليدفع الشمال ثمن التجربة النووية".
وفي تصريح في هذا الصدد، أكد تشو تاي يونغ -وهو مسؤول أمني كبير في مكتب الرئاسة بكوريا الجنوبية- أن بلاده ستتخذ جميع الإجراءات الممكنة بما في ذلك عقوبات محتملة للأمم المتحدة لضمان أن تدفع بيونغ يانغ الثمن بعد أن أجرت تجربتها النووية الرابعة.
وفور الإعلان عن التجربة، دعت الرئيسة الكورية الجنوبية بارك غيون هي إلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن القومي لبلادها.
واعتبرت اليابان على لسان رئيس وزرائها شينزو آبي أن التجربة الكورية الشمالية تمثل "تحديا خطيرا" لجهود العالم للحد من الانتشار النووي و"تهديدا جديا" لليابان.
وقال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوغا اليوم الأربعاء إن اليابان تحتج بشدة على التجربة، مشيرا إلى أنها ستجري اتصالات وثيقة مع حكومات الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية والصين وروسيا بشأن هذه الأزمة.
وفي بكين، لم يصدر عن الحكومة الصينية أي رد فعل رسمي حتى الآن، لكن وكالة الأنباء الرسمية (شينخوا) قالت إن الاختبار النووي لكوريا الشمالية يتعارض مع هدف نزع السلاح النووي، وحذرت من أن أي ممارسات تعرقل الاستقرار في شمال شرق آسيا "غير مرغوب فيها وغير حكيمة".
وأفاد مراسل الجزيرة في العاصمة الصينية عزت شحرور بأن حكومة بكين ستعقد مؤتمرا صحفيا بعد قليل لتوضّح فيه وجهة نظرها فيما جرى في بيونغ يانغ اليوم الأربعاء.
وحذت بريطانيا حذو هذه الدول حين اعتبر وزير خارجيتها فيليب هاموند -الذي يزور الصين حاليا- في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر أن "التجربة إذا تأكدت ستكون استفزازا سأدينه بلا تحفظ" و"خرقا خطيرا" لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
من جانبها نددت منظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية برابع تجربة نووية تجريها كوريا الشمالية. وقال مديرها لاسينا زيربو إن "هذا العمل يشكل خرقا للمبدأ المتفق عليه عالميا ضد التجارب النووية، وتهديدا خطيرا للسلم والأمن الدوليين".
وكان التلفزيون الكوري الشمالي أعلن أن التجربة التي حضرها زعيم البلاد كيم جونغ أون كانت ناجحة وأجريت بسلام وإتقان، مؤكدا أن بيونغ يانغ تملك الآن قدرات القنبلة الهيدروجينية.