عمان – الرسالة نت
يحفل سجل الاحتلال الإسرائيلي بسلسلة مذابح ومجازر دموية بحق الشعب الفلسطيني، وصفتها المنظمة الأممية "بجرائم حرب ضد الإنسانية"، توارت مفردات السلام والتعايش خلف ألسنة نيرانها.
وتتواصل عمليات القتل والتنكيل الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة حتى اليوم، في وقت تنشط فيه جهود أميركية لإحياء عملية السلام واطلاق المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية غير المباشرة، التي اصطدمت بالقرارات الاستيطانية قبل أن تبدأ رسمياً.ولم تكن مذبحة قريتي الشيخ وحواسة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في تشرين الثاني (ديسمبر) 1947، وذهب ضحيتها 30 فلسطينياً بين شهيد وجريح معظمهم من النساء والأطفال، أولى المذابح، حيث تعود جرائم الاحتلال إلى بدايات وطأة أقدام المستعمر الإسرائيلي أرض فلسطين.
وقد ارتكبت قوات الاحتلال ثلاثين مذبحة خلال العام 1948 سجل منها 6 مجازر "موثقة" خلال شهر أيار (مايو) وحده من ذات العام وهي: عين الزيتون في الثاني من الشهر نفسه والبرير وخبيزة في الثاني عشر منه وأبو شوشة في الرابع عشر منه والطنطورة في الثاني والعشرين والخصاص في الخامس والعشرين من ذات الشهر.
وقد استشهد نتيجة جرائم الاحتلال كثير من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، حيث ذهب ضحية انقضاض الكتيبة الثالثة من لواء الكسندروني اليهودي على قرية الطنطورة في الثاني والعشرين من شهر أيار (مايو) 1948 زهاء 200 شهيد من مختلف الأعمار والأجناس.
بينما دمرت قوات شتيرن والآرغون والهاجاناة الصهيونية التي شكلت فيما بعد النواة المؤسسة للجيش الإسرائيلي، أكثر من 531 قرية فلسطينية وهجّرت زهاء 900 ألف لاجئ فلسطيني إلى المناطق المجاورة.
- مذبحة قريتي الشيخ وحواسة في بداية عام 1948، حيث هاجمت القوات الصهيونية بُعيد منتصف الليل البيوت النائية في أطراف هاتين القريتين راح ضحيتها زهاء 30 فلسطينياً بين شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال.
- مذبحة قرية سعسع في 14 – 15 نيسان (فبراير) 1948 التي أسفرت عن تدمير 20 منزلاً فوق رؤوس ساكنيها وإستشهاد 60 عربياً معظمهم من النساء والأطفال.
- مذبحة رحوفوت في 27 شباط (فبراير) 1948 في مدينة حيفا حيث تم نسف قطار القنطرة، ما أسفر عن إستشهاد 27 عربياً وجرح 36 آخرين.
- مذبحة كفر حسينية في 13 آذار (مارس) 1948 حيث هاجمت "الهاجاناة" القرية ودمرتها، ما أسفر عن إستشهاد 30 عربيا. كما اقترفت في السابع والعشرين من ذات الشهر مذبحتين في ذات الموضع أسفرتا عن إستشهاد 64 عربياً وجرح أكثر من 120 آخرين.
- مذبحة دير ياسين في التاسع من نيسان (إبريل) 1948 التي إرتكبتها منظمتان عسكريتان صهيونيتان هما الآرجون وشتيرن وقد راح ضحيتها زهاء 260 عربياً من أهالي القرية العزل، وبعد الاستيلاء على القرية اقترفت قوات الاحتلال شتى أنواع التنكيل ضد الشعب العربي الفلسطيني حيث أوقفت العشرات من أهالي القرية صوب الحائط وأطلقت النار عليهم، كما قامت بعمليات تشويه ضد بعض العرب وألقت بنحو 53 من الأطفال الأحياء وراء سور المدينة القديمة.
- مذبحة ناصر الدين في 14 نيسان (إبريل) 1948 حينما فتحت قوات من الوحدات العسكرية الصهيونية السرية "المستعربين" نيران أسلحتها على أهالي القرية المدمرة بالكامل حيث لم ينج منهم سوى 40 عربياً استطاعوا الفرار إلى القرية المجاورة.
- مذبحة اللد في أوائل تموز (يوليو) 1948، وتعد أشهر مذبحة ارتكبتها قوات البالماخ مما تسبب في استشهاد 250 فلسطينياً مدنياً، وقد تناثرت جثث الفلسطينيين رجالاً ونساء وأطفالاً في الشوارع عقب المذبحة.
ويشهد شهر أيار (مايو) بعضاً من جرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، حيث يصادف اليوم الأحد وقوع مذبحة عين الحلوة التي نفذها جيش الاحتلال في 16 أيار (مايو) 1984 عشية الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، والتي أسفرت عن سقوط 15 فلسطينياً بين شهيد وجريح عدا عن تدمير 140 منزلا واعتقال 150 شخصاً. وفي 20 أيلول (سبتمبر) من العام نفسه داهمت القوات الإسرائيلية قرية سحمر الواقعة جنوب لبنان والتي أسفرت عن نحو 13 شهيداً و40 جريحاً.
كما اقترفت قوات الاحتلال في الثلاثين من أيار (مايو) عام 1955 مذبحة أخرى في مدينة خان يونس ذهب ضحيتها 20 شهيداً وجرح 20 آخرين، أعقبته بعدوان آخر في الأول من أيلول (سبتمبر) من العام 1955 أسفر عن 46 شهيدا عربياً وجرح 50 آخرين.
وكان الاحتلال ارتكب مذبحة قطاع غزة في الثاني من شباط (فبراير) 1955 ذهب ضحيتها 39 شهيداً و33 جريحاً، وفي الرابع والخامس من نيسان (ابريل) من عام 1956 قصفت مدافع الجيش الإسرائيلي مدينة غزة حيث استشهد 56 عربيا وجرح 103 آخرين.
فيما ارتكبت سلطات الاحتلال في العشرين من أيار (مايو) 1990 مجزرة عيون قارة على يد أحد جنود الاحتلال، راح ضحيتها سبعة شهداء من العمال الفلسطينيين كانوا متوجهين إلى أعمالهم في الأراضي الفلسطينية المحتلة العام 1948.