سمحت السلطات (الإسرائيلية) أول أمس الثلاثاء، بتصدير كميات من محصول الفراولة المعروف لديهم باسم (التوت الأرضي) من قطاع غزة إلى الضفة الغربية بعد حظر استمر لنحو تسعة أعوام.
وتعتبر الفراولة من أشهر وأنجح المحاصيل التي ينتجها قطاع غزة منذ سبعينيات القرن الماضي، وتقدر المساحة المزروعة بحوالي 950 دونمًا في حين وصلت عام 2005 إلى 2500 دونم، تتركز معظمها في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، حيث ينتج الدونم الواحد قرابة طن من الفراولة.
ويكلف إنتاج الدونم الواحد من الفراولة المزارع قرابة 4500 دولار أمريكي، بالمقاييس والمواصفات العالمية والمعدة أصلا للتصدير وليس للسوق المحلي زهيد الثمن.
فرحة المزارعين بالتصدير
بدوره، أعرب المزارع في بلدة بيت لاهيا خالد العطار عن سعادته لسماح الاحتلال بتصدير كميات من الفراولة للضفة المحتلة، بعد أن منعوا تصديرها منذ سنوات.
وقال العطار إن الموسم وفير وجيد والأرباح ستزيد مع التصدير، داعيا وزارة الزراعة للضغط على الاحتلال من أجل استمرار التصدير.
وعن سعر الفراولة في الأسواق، ذكر أن السعر مناسب ويباع الكيلو الواحد في الأسواق بخمسة شيكل.
في حين اضطر المزارع صابر ناصر لتحويل أرضه من محصول الفراولة لزراعة الخضراوات، ابتداء من الموسم الجاري، بسبب الخسارة التي مني بها بسبب منع التصدير الموسم الماضي.
وقال ناصر: "لدي 7 دونمات، كنت أزرعها فراولة الأعوام الماضية، ومع منع الاحتلال للتصدير اضطررت لبيعها في السوق المحلي بخسارة، وهو ما دفعني لتحويل الزراعة لخضراوات باعتبارها مجدية اقتصاديا".
ويمكّن تصدير المحصول للضفة المزارعين من الحصول على أرباح وفيرة، رغم المشقة الكبيرة التي يعانيها المزارع في عمليات انتقاء الحبات المصدّرة، حيث تعد الطريقة الوحيدة لإنقاذ موسم الفراولة ويفتح للمزارعين باب رزق جديد وتحقيق مكاسب مادية جيدة.
وتأثر الوضع الاقتصادي في المجالات كافة، وكان المزارعون من أكثر الفئات التي حصدت الخسائر المالية جراء الحصار (الإسرائيلي) المفروض منذ تسع سنوات.
من جهته، قال مدير عام التسويق والمعابر في وزارة الزراعة بغزة المهندس تحسين السقا إنه جرى تصدير خمسة أطنان ونصف من محصول التوت الأرضي عبر معبر كرم أبو سالم جنوب قطاع غزة.
وأوضح السقا أن الكمية المذكورة سيتم تسويقها في الضفة الغربية للمرة الأولى منذ منتصف عام 2007 إثر فرض (إسرائيل) حصارها المشدد على قطاع غزة.
وأشار إلى أن الاحتلال وافق على تصدير 150 طنا من محصول التوت الأرضي إلى الضفة الغربية شهريا، بمعدل 10 أطنان كل يومين.
وجاء ذلك بعد أن سمحت (إسرائيل) خلال الشهرين الماضيين بتصدير 600 طنا من نفس المحصول من قطاع غزة إلى الأسواق الأوروبية، وفق السقا.
وتقدر مساحة الدونمات المزروعة بالتوت الأرضي في قطاع غزة بنحو 950 ، وتحظى زراعتها بتمويل مالي من هولندا.
موسم خضراوات متميز
وفي سياق متصل، أكد وكيل وزارة الزراعة محمد جادالله، أن قطاع غزة استطاع تصدير (13 ألف) طن من الخضروات خلال العام 2015 إلى أسواق الضفة الغربية وأراضي الـ48 والخارج، مشيراً إلى أن ذات العام شهد إنتاج ما يزيد عن (330 ألف) طن من هذا الصنف.
وذكر جاد الله أنه بعد عام فقط من الحرب التي شنت على القطاع من قبل الاحتلال (الإسرائيلي)، استعاد القطاع الزراعي عافيته.
ويرى أنه فضلاً عن توفير المزارعين الفلسطينيين الأمن الغذائي لسكان القطاع، فقد ساهموا بتوفير الأمن الغذائي لأهلنا في الضفة المحتلة وأراضي الـ 48 و للخارج.
وبالمقارنة بين عامي (2005-2015)، أوضح جاد الله أن إجمالي إنتاج الخضراوات العام الماضي بلغ 335 ألف طن، في حين كان في عام 2005 299 ألف طن، بما يعني أن هناك زيادة في الإنتاج قدرها 364 ألف طن.
أما بالمقارنة بين المساحة الزراعية المحصولية بين عامي (2014-2015)، أشار جاد الله إلى أنها بلغت العام الماضي 81.5 ألف دونم، أما في العام الذي سبقه فكانت 79 ألف دونم.