غزة /لميس الهمص
حركة خجولة ليست كالمعتاد وصفها التجار لمرتادي الأسواق مع قرب العيد، فقد تزاحمت المواسم على راتب شهر واحد: رمضان والعام الدراسي الجديد والعيد في ظل الغلاء الكبير وارتفاع الأسعار الذي طال معظم السلع الأساسية، ما يزيد الأعباء على المواطنين، وينعكس سلباً على القدرة الشرائية لهم.
"الرسالة.نت" جابت أسواق غزة ورصدت الحركة التجارية وإقبال المواطنين على الشراء.
حركة بطيئة
فبالرغم من الطبيعة الاعتيادية في مظاهر استقبال العيد هذا العام، إلا أن ضعف الحركة الشرائية كانت الأبرز ، حيث يرى أحد أصحاب محلات بيع الملابس أن الإقبال على الشراء ليس كما يأملون ، وعزا ذلك إلى الوضع الاقتصادي الصعب من إغلاق وأوضاع الموظفين الذين يترقبون صرف رواتبهم قبل العيد .
ويجمع التجار على أن ارتفاع الأسعار خارج عن إرادتهم وطال جميع الدول ، وقال التاجر أبو أيمن:" لا نرفع الأسعار بإرادتنا ، إذ إن الغلاء ظاهرة عالمية، كما أننا لا نتجه لشراء العديد من ألأصناف بسبب ارتفاع أسعارها ولمعرفتنا أنها لا تتناسب مع وضع المواطنين العام".
وأشار إلى أن التجار يحافظون على هامش ربح بسيط حتى لا يتكبدوا خسارة ، فاستغلال أصحاب الأنفاق وارتفاع الأسعار أيضا من بلد المنشأ يشكل السبب الرئيس للأزمة.
وبحسب احمد علي صاحب محل لألعاب الأطفال فأن الإقبال متفاوت بين حين وآخر، بالرغم من أن الإقبال على الألعاب والملابس يحتل الصدارة ، مبينا أن أسعار المنتجات لاسيما الألعاب ترتفع أوقات الأعياد.
ولا يتوقع التاجر حسين عليان صاحب محل لبيع المكسرات نجاح موسم البيع في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية والمادية للمواطنين، معربا عن خشيته من استمرار حالة الكساد وضعف الإقبال على ما يعرضه ، خصوصاً وأنه اشترى كميات كبيرة منها ، موضحاً أن الوضع حتى الآن لا يبشر بالخير كثيراً.
وتمنى أن تنشط الحركة خلال الخمسة أيام الأخيرة وخصوصا إذا صدقت الشائعات بصرف رواتب الموظفين قبل العيد.
غلاء فاحش
في حين اصطحبت أم إبراهيم أطفالها الصغار إلى ميدان فلسطين وسط مدينة غزة محاولة إدخال البسمة على شفاههم بشراء بعض حاجيات العيد من حلوى وألعاب، إلا أنها اصطدمت في غلاء الأسعار الذي دفعها لتقنين الشراء بقدر المستطاع.
أما العامل أبو إبراهيم والذي يعيل ستة أطفال قال:" لا اعرف كيف سأتدبر أموري خلال فترة العيد فلدي ستة أطفال يطلبون مني شراء ملابس وأحذية جديدة لاستقبال العيد وأنا أحاول تأجيل الأمر لكنني لا استطيع شراء هذه المستلزمات", مبيناً أن العيد لا يقتصر فقط على شراء الملابس والمستلزمات فهناك العيدية التي توزع على الأقارب وعبء المصاريف الإضافية خلال هذه الأيام المباركة.
فيما يتمنى الموظف الحكومي أبو سميح أن يتلقى راتبه خلال هذه الأيام ، كما فضل تسجيل المتطلبات الملقاة على عاتقه على ورقة وقلم وحساب ثمنها قبل أن يقدم على أي خطوة غير مدروسة تنهي.
ولم تفلح جميع محاولات أبو سميح لاستبعاد الكماليات في تخفيض قيمة المبالغ المطلوبة منه من كسوة لأبنائه الصغار وشراء حلويات العيد والعيدية ، ففضل جعل الأمور تسير دون حساب علها تخرج بنتيجة أفضل من ذلك .
واضطر استبعاد شراء ملابس جديدة لأبنائه مكتفيا بما اشتروه مع بدء العام الدراسي قبل ما يقارب الشهر.
وتحدث المواطنين أن الغلاء طال أيضا المكونات الأساسية للمواد الغذائية كالطحين والسميد والسكر والعجوة، فكان الارتفاع ملحوظا على مكونات الحلويات التي تصنع للعيد الأمر الذي اضعف شراء هذه المواد، وبالتالي صناعتها .
ويبرر البعض حالة الركود الحاصلة لتوجه شرائح المجتمع من ذوي الدخول المحدودة والمتوسطة الإنفاق نحو المواد الأساسية، مثل: المواد الغذائية والخضراوات ومستلزمات المدارس ، بدلا من احتياجات العيد .
وما بين ضعف الحركة الشرائية للمواطنين ، وانتظار الرواتب علها تصرف قبل العيد ، تبقى حركة الأسواق على حالها لحين تكشف الحكومة عن قرارها بشأن موعد صرف الرواتب .