عقد من الحصار على قطاع غزة كان كفيلًا ليطلقوا العنان لصرخاتهم منددين بحرمانهم من أبسط الحقوق كالعلاج والسفر والتعليم عبر وسم #عشر_سنين_حصار.
واجتاحت المنشورات التي تضمنت الوسم عبر مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك وتوتير حاملة بين طياتها آمال وألام الغزيين ومن تضامن معهم لفك الحصار الذي بدأ عقب فوز حركة المقاومة الإسلامية حماس في الانتخابات التشريعية عام 2006.
ولم تقتصر المشاركة بالحملة الالكترونية التي أطلقتها هيئة الحراك الوطني لكسر الحصار وإعادة الإعمار مساء أمس الاثنين على الجانب المحلي، بل شارك فلسطينيون من الخارج إلى جانب نشطاء عرب وأجانب.
وبرزت "تغريدات" لعدد من الدعاة تنديدًا بحصار غزة ومطالبة بإنهاء معاناة قرابة مليوني إنسان يعيشون ظروفًا اقتصادية وإنسانية صعبة.
إنجازات المقاومة
وفور دعوة هيئة كسر الحصار النشطاء للمشاركة في الحملة انهالت "التغريدات" التي تعلن تمسكها بالمقاومة الفلسطينية رغم عشر سنوات من الحصار تخللها ثلاثة حروب "إسرائيلية".
وغرد الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا: "ثلاث حروب وحصار والالاف من الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى وحرمان من أساسيات الحياة لهدف واحد هو تسليم سلاح المقاومة، لكن الفشل هو مصيرهم".
واستحضر المغردون قدرات المقاومة التي تطورت بشكل لافت خلال السنوات العشر الأخيرة فكتبت الناشطة اسراء أبو عودة على حسابها "فيس بوك":" #عشر_سنين_حصار حوصرت فيه أجسادنا وبقيت عقولنا تفكر كيف ننتقم فضربنا تل أبيب ..حوصرت فيه أجسادنا وبقيت قلوبنا متصلة بالواحد الأحد انه ناصرنا ومعيننا فكانت مخيمات تاج الوقار التي خرجت آلاف الحافظين لكتاب الله".
الحصار ألقى بظلاله على الوضع الانساني والاقتصادي والصحي حيث بات الأمر كارثيًا في القطاع كما وصفه المتحدث باسم هيئة كسر الحصار أدهم أبو سلمية خلال مؤتمر صحفي.
وقال أبو سلمية: "الاحتياجات والخدمات الأساسية الإنسانية للمدنيين بغزة، باتت مهددة بشكل واضح، بفعل الحصار الخانق لاسيما وأن القطاع يشهد أعلى كثافة سكانية في العالم".
ولفت الى أن حوالي80% من السكان يتلقون مساعدات إغاثية وغذائية من مؤسسات دولية.
في حين ذيل أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة بغزة وسم #عشر_سنين_حصار بالقول: "إن جريمة الحصار الذي تفرضه سلطات الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة إهانة للمجتمع الدولي الذي يتغنى بمبادئ حقوق الانسان".
لم يكن الغزي وحده من صرخ لاستمرار حصار قطاعه حيث ندد الداعية السعودي الشيخ محمد العريفي، باستمرار الحصار للعام العاشر، وحرمان سكانها من حقوقهم في العلاج والتعليم والسفر والتجارة".
في تغريدة له على حسابه في موقع "تويتر" قال العريفي: "بعد دخول الحصار عامه العاشر! حصار غزة يحارب أحلام مليون و800 ألف إنسان! يحرمهم أبسط حقوقهم العلاج والتعليم والسفر والتجارة".
معبر رفح
وتزامنًا مع الذكرى العاشرة لفرض الحصار على غزة كان معبر رفح حاضرًا بقوة حيث شهد العام الماضي، إغلاقًا شبه كامل لمعبر رفح، واقتصر فتحه خلال 21 يومًا فقط بشكل متباعد لبعض الحالات الإنسانية.
الشاب محمود بسام شارك بالحملة بالقول: "إغلاق معبر رفح من أبشع صور الحصار والخنق بحق أهل غزة، ساهم إغلاقه بشكل شبه كامل منذ 24 أكتوبر/تشرين الأول من عام 2014 في عزل القطاع تماماً".
وفي سياق منفصل كشفت هيئة الحراك الوطني لكسر الحصار وإعادة الإعمار أن أكثر من 272 ألف مواطن باتوا عاطلين عن العمل بفعل الحصار، إلى جانب أكثر من 150 ألف عامل و100 ألف خريج جامعي بلا عمل.
المواطن طارق شمالي كانت نظرته عميقة للحصار بتبعاته حيث قال عبر صفحته على الفيس بوك "نحتاج إلى سياسات حكومية جديدة تتوائم مع الوضع الاقتصادي السيء الذي يخيم على القطاع، ونحتاج إلى سياسة حكومية تأخذ بالحسبان دعم صمود الحاضنة الشعبية للمقاومة لا ملاحقتها في لقمة عيشها".
وعرض خلال منشوره ما يحتاجه القطاع بعد عشر سنوات من الحصار، مضيفًا: "نحتاج إلى التخلص من بعض الوجوه العكرة التي تتصدر الفعل الحكومي وتسيء بشكل يومي إلى الوجه المشرق لغزة ومقاومتها.
الحملة الالكترونية هي محاولة لتسليط الضوء على جانب من ظلم الاحتلال بعدوانه وحصاره على قرابة مليوني مواطن في قطاع غزة يتطلعون للحرية، في ظل خدمات أساسية متردية بشكل كبير لسكانه، لاسيما وأن ساعات قطع الكهرباء تمتد من 12 إلى 16 ساعة يوميًا، في حين أن 40% من السكان يتلقون فقط من أربع إلى ثماني ساعات من إمدادات المياه كل ثلاثة أيام، و90 إلى 95% من هذه المياه غير صالحة للشرب وفق احصائيات للمرصد الأورومتوسطي.