مع مرور أيام الانتفاضة، التي تجاوزت المائة يوم واستمرار لهيبها، يزداد شغف الفلسطينيين بأن تحقق أهدافها وتساهم في حلحلة الحالة الفلسطينية في ظل تأزم الملفات بسبب الانقسام والتفرد بالقرار الفلسطيني.
"الرسالة نت " حاورت القيادية في الجبهة الديموقراطية ماجدة المصري للحديث حول الانتفاضة وتأثيراتها على الساحة الفلسطينية، وأبرز المعيقات التي تواجهها.
مشهد وحدوي
وفي السياق قالت :" إن المواطنين في الضفة هبوا بسبب مسلسل العدوان ضدهم وانغلاق الأفق السياسي وحالة الإحباط السائدة لدى غالبية الشباب.
تصاعد الاشتباك مع الاحتلال سينهي حالة التردد لدى السلطة
ووصفت ما يجري بالضفة الغربية بالهبة لافتقارها للبرنامج والقيادة الموحدة، معتبرة أن المواطنين باتوا مؤمنين بأنه "ماحك جلدك مثل ظفرك" خاصة في ظل انغلاق الأفق السياسي وفشل المفاوضات التي استمرت عقدين من الزمن.
وبحسب المصري فإن المواطنين أرادوا ان يقولوا كفى للاحتلال الذي تغول على كل مقدراتهم واعتدى عليهم في غزة وامتدت يده للقدس التي سعى لتقسيمها حتى وصل التغول لكل المدن التي عاث فيها المستوطن خرابا طال عائلة الدوابشة والطفل الخضير.
تحول الهبة لانتفاضة وتصاعدها سيحل العديد من الملفات الفلسطينية العالقة
وشددت على عدم الاستهانة بكلمة هبة خاصة وان ما يحدث هو تجسيد للمقاومة الشعبية التي اجمع عليها الكل الفلسطيني بما فيها المركزي وحركتا حماس وفتح، موضحة أن الواجب يقضي باستمرار تغذيتها ودعمها وخلق قيادات ميدانية موحدة.
وبحسب المصري فإن مشهد الانتفاضة وحدودي في الميدان وضاغط باتجاه الوحدة السياسية، مشيرة إلى أن ما حدث حتى اللحظة في الضفة حقق إنجازات لا يستهان بها تتمثل في الإعلان السريع عن وقف التقسيم المكاني والزماني ما يعني ان الهبة ارعبتهم.
وبينت أن ارسال كيري للمنطقة يدلل على حالة الذعر الدولية، لافتة على أن الإنجاز الأهم هو إعادة القضية الفلسطينية للواجهة من جديد على المستوى العالمي والإقليمي بعد أن غطت عليها قضايا المنطقة.
ستقضي على التردد
وحول الأسباب التي تحول دون اتساع الانتفاضة قالت: "الانقسام هو سبب رئيسي لأن البعض يحاول استخدامه كفزاعة للجم التحرك، بالإضافة لموقف القيادة التي مازالت تراهن على المفاوضات وتتخذ من الهبة طريق لتحسين الوضع التفاوضي وفرض شروط جديدة.
مطلوب تنفيذ قرارات المجلس المركزي
واعتبرت القيادية في الجبهة الديموقراطية أن استمرار الهبة وتوسعها وتحولها لانتفاضة، من خلال ادامة حالة الاشتباك بأشكاله المختلفة وإلغاء التنسيق الأمني، بالتزامن مع حالة اشتباك في الأمم المتحدة هو ما سيؤدي لحل عادل للقضية على قاعدة الشرعية الدولية وانهاء التفرد الأمريكي بالقضية الفلسطينية.
وقالت: تحول الهبة لانتفاضة واستمرارها كفيل بالقضاء على حالة التردد لدى القيادة الفلسطينية في موضوع إعادة صياغة العلاقة مع الاحتلال، وكذلك التوجه للأمم المتحدة لرعاية دولية لعملية سلام جديدة، بالإضافة إلى انها ستحسم وتجعل السلطة تتوجه لمحكمة الجنايات الدولية.
وتضيف: قدمت السلطة ملفات لكن هناك تردد في الإجراءات العملية على الأرض لمسألة الاحتلال، مؤكدة أن هناك تلكؤ في القضية.
وشددت المصري على اعتقادها بأن حالة الاشتباك الدائرة في الضفة ستدوم وان خفت في بعض الأيام لأن قيادة الاحتلال متطرفة والحكومة هي يقودها مستوطنون وتساهم في المزيد من تأزم الوضع، مستبعدة أن تكون على يد الحكومة الحالية أي مفاوضات عادلة.
وترى أن الانتفاضة ستحسم التردد في انجاز ملف الوحدة الوطنية، محملة مسؤولية تعطيل الملف لحركتي حماس وفتح.
وعن دور فصائل اليسار في الضغط لعقد الإطار القيادي المؤقت كونهم ضمن المجلس المركزي بينت أنهم يدعون باستمرار لاجتماع القيادي الموحد وصياغة خطة وطنية متكاملة لكل مناحي الحياة السياسية والاقتصادية ودبلوماسية لمواجهة مخاطر المرحلة.
وأوضحت أن البيان الختامي لاجتماع المجلس المركزي تضمن الدعوة لعقد الإطار القيادي، مشيرة إلى وجود شروط متبادلة تقف دون عقده لذا فإن الملف يحتاج لضغط شعبي ليحسم الأمر.
المشكلة في التنفيذ
وفي تقيميها لموقف السلطة من انتفاضة القدس ذكرت المصري ان موقف السلطة متردد لأنها لازالت تراهن على العمل السياسي بالرعاية الأمريكية لتحصيل الحقوق رغم أن تلك النظرية أثبتت خطأها وفشلها.
ولفتت إلى ان تردد الموقف هو الذي يدفعها لاعتراض بعض الفعاليات الداعمة للهبة الشعبية، مشيرة إلى أنهم يتلمسون بعض الإجراءات التي تعيق وتكبل استمرار الانتفاضة رغم أن حماس تدعو لاشتعالها في الضفة.
وعن رؤيتها لخطاب رئيس السلطة الأخير والمضامين الجديدة التي احتوته قالت: إن الإشكالية لديهم لا تتعلق بالمضمون بقدر التنفيذ على أرض الواقع، ذاكرة أن المطلوب هو تنفيذ قرارات المجلس المركزي في قضية التنسيق الأمني، وصياغة العلاقة مع الاحتلال والموضوع الاقتصادي واتفاقية باريس، والدعم الواسع لخيار المقاومة الشعبية والذي بموجبه يمكن أن تتحول الهبة لانتفاضة من خلال تعبئة أبناء الشعب للانخراط في المقاومة.
الوحدة في الميدان ضاغطة باتجاه وحدة سياسية
وحول مدى فعاليتهم في النظام الفلسطيني خاصة وانهم أعضاء في المركزي رأت أن اليسار لا يستطيع حسم الكثير من القضايا كقرارات المركزي الأخيرة مضيفة: "على ارض الواقع هناك جهات معينة هي التي تملك إمكانية التنفيذ.
وبينت أن اليسار يضغط لأجل حل المشكلات كما ضغط في غزة وقدم مبادرة لحل قضية المعبر لكن حماس تطلب تعديلات، مؤكدة أن اليسار وأمام القوتين الأكبر من حيث العدد والامتداد ما يمكنهم فعله هو الضغط والرقابة والتعبئة الشعبية، مبينة أنهم بحاجة لعمل طويل ومتواصل ولخطاب أفضل موجه للجماهير لتحقيق التغيير.
وشددت أنهم مع تعزيز القيادة الجماعية والديموقراطية في مختلف اطر منظمة التحرير وفي الحالة الفلسطينية ككل، مشيرة إلى أن القرار الجماعي شرط هام لاتخاذ القرار الصحيح.