يضرب الأراضي الفلسطينية منخفض جوي جديد حيث البرد القارس والأمطار الغزيرة التي جاءت لتغرق شوارع البلاد وبيوتها في يومها الأول.

المنخفض الجديد أطلق عليه روّاد مواقع التواصل الاجتماعي في الشام بشكل عام وفلسطين بشكل خاص اسم "نعمة"، لكنه في واقع الأمر سيكون نقمة على الغزيين كونه سيغرق منازلهم لاسيما من يسكنون المناطق المنخفضة وذلك بحسب الأرصاد الجوية.

وفضل عدد آخر إطلاق اسم "قسطينا" على المنخفض نسبة الى احدى قرى فلسطين.

وفي هذا السياق أعلن جهاز الدفاع المدني في غزة، أمس الأحد، بداية المنخفض عن تمكن طواقمه من إخلاء 13 فردا من داخل منازل تطايرت أسقفها في المنطقة الوسطى لقطاع غزة.

وذكر الجهاز أن منزلين في مخيم النصيرات وآخر في دير البلح تطايرت أسقفها "الاسبستية" وتم إخلاء 13 مواطنا كانوا بداخلها خوفا على حياتهم، فيما تم معاينة 5 منازل آيلة للسقوط.

ودعا المواطنين لأخذ الحيطة والحذر في التعامل مع أجواء المنخفض حاليا، والاتصال على أرقام الطوارئ.

وكانت دائرة الأرصاد الجوية قد حذرت المواطنين من خطر تشكل السيول والفيضانات في الأودية والمناطق المنخفضة.

يقول الراصد الجوي عاصم عصيدة إن منخفضاً من أصل قطبي تعمق منذ أمس الأحد، حيث ستهطل أمطار غزيرة أحياناً من الشمال وحتى أواسط النقب، بينما ستهوي الحرارة بشكل ملموس لتلامس الصفر مساءً على المناطق الجبلية وأعلى بقليل في باقي المناطق مع رياح شديدة، وسيستمر المنخفض حتى مساء الأربعاء حيث سينحسر تدريجياً.

وفيما يتعلق بالكميات المطرية المتوقعة قال عصيدة إن بعض المناطق ستتجاوز حاجز الـ 150 ملم خلال 4 أيام من الأمطار المتفرقة، محذرا من خطورة تشكل السيول والفيضانات خلال ذروة المنخفض خاصة يومي الثلاثاء والأربعاء.

المنخفض الجوي "نعمة" على من يحتمون بجدران منازلهم التي لم تهدم خلال العدوان الإسرائيلي على القطاع، لكنه نقمة على من هدمت منازلهم ولم يجدوا مأوى يحميهم من البرد والأمطار الغزيرة، لاسيما سكان الكرفانات الذين لا يزالون ينتظرون بناء بيوتهم التي قصفها الاحتلال في عدوانه الأخير على غزة.

وفي هذا الجانب أعلنت لجنة الطوارئ في بلدية غزة عبر بيان لها، حالة الطوارئ ابتداء من السبت الماضي وحتى الأربعاء المقبل تحسبا للمنخفض الجوي المتوقع أن يضرب البلاد، مؤكدة

جهوزية طواقمها وفق الإمكانيات المتاحة للتعامل مع أي طارئ قد يحدث نتيجة المنخفض المتوقع.

وأوضحت البلدية أن طواقمها ستعمل على مدار الساعة للتعامل مع أي أضرار قد تحدث نتيجة تساقط أمطار غزيرة، لافتة إلى أنها جهزت بركتي عسقولة والوحيدي وسحبت المياه منهما استعدادا لاستيعاب أي كميات جديدة من مياه الأمطار.

 وبينت أنه تم وضع ثلاث مضخات متنقلة في منطقة النفق وذلك بهدف ضخ المياه المتجمعة إلى البركة البديلة في أرض الوحيدي بهدف تخفيف الضغط على بركة الشيخ رضوان، داعية المواطنين في المدينة إلى ضرورة اتباع إرشاداتها المعلنة عبر وسائل الإعلام المختلفة للتعامل مع احتمالية أي منخفضات جوية متوقعة.

وناشدت البلدية المواطنين الامتناع عن إلقاء النفايات على مصارف مياه الأمطار وعدم فتح مناهل الصرف الصحي في المدينة؛ حتى لا تتسرب مياه الأمطار إلى شبكات الصرف الصحي وتؤدي إلى طفحها في الشوارع والمنازل الموجودة في المناطق المنخفضة.

وأهابت البلدية بأصحاب البيوت المغطاة بالإسبست أو الزينكو بضرورة وضع أثقال كافية عليها لمنع تطايرها في حال هبوب رياح سريعة على المدينة، كما دعت أصحاب البيوت المنخفضة عن الشارع إلى وضع أكياس من الرمل على أبواب وعتبات بيوتهم لمنع تسرب المياه إليها، والاتصال مع البلدية في حال حدوث أي تسرب للمياه داخلها.

كما أعلنت بلدية خانيونس استعدادها لمواجهة المنخفض الجوي ودعت المواطنين لضرورة الحذر وعدم التنقل إلا للضرورة في اوقات المنخفض، مؤكدة جهوزية طواقمها للعمل على مواجهة أيّ حدث.