أكد إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أنّ المقاومة الفلسطينية مستمرة في مرحلة الإعداد والتطوير وامتلاك كل وسائل القوة وبنائها والاستعداد لأي مواجهة قادمة مع الاحتلال "الإسرائيلي".
وقال هنية خلال خطبة الجمعة في مسجد العمري الكبير شرق مدينة غزة، "يظن البعض أن التهدئة التي تسكت فيها أصوات المدافع للراحة ولكنها معركة يقودها القسام في صمت للإعداد والتجهيز".
وشدد على أنّ "كتائب القسام وفصائل المقاومة في مرحلة الإعداد الدائم والمستمر، وليس على شكل حالة طوارئ، بل حالة ملازمة للمجاهدين في كل أحوالهم، فوق الأرض وتحتها (..) ولا يمكن لأحدٍ أن يوقف معركة البناء والتطوير".
وأضاف: "هنا شرق غزة أبطال تحت الأرض يحفرون الصخر ويبنون الأنفاق، وغربها يجربون الصواريخ يوميًا مع كل صباح (..) مستمرون بطريق الجهاد، والمقاومة تواصل طريقها نحو تحرير الأرض".
ووجّه هنية كلمته لعوائل شهداء الأنفاق السبعة، "تشابكت أياديهم، وتعاهدوا على الموت في سبيل الله، وأصبع السبابة يشهد لهم(..) وارفعوا رؤوسكم عاليًا واشمخوا بشبابكم الذين يصنعون الحياة لكم والموت لأعدائكم".
وأشار إلى أنّ شباب الأنفاق يقضون الليل بالنهار في عتمة الأرض، يبحثون عن وطن حر، وعن القدس وقبة الصخرة، مؤكدًا أنّ غزة تفوقت على نفسها بما صنعت، وانتصرت على أسباب ضعفها بمقاومتها".
وتابع: "إنّ شهداء الإعداد السبعة أصبحوا كأهل غزة جميعًا حجّة على الأمّة العربية والإسلامية"، موجّهًا نداءه للشعوب بأن تتوحد وتوجّه بوصلتها اتجاه فلسطين والقدس.
ولفت هنية إلى أنّ أنفاق غزة "نفذ المجاهدون منها عمليات عدة، منها ناحل عوز، وأسر شاؤول آرون، وقاتلوا من نقاط الصفر، ونزلوا خلف خطوط العدو، وبسببها قال المتحدث العسكري: نفذ المجاهدون عملياتهم وعادوا إلى قواعدهم بسلام".
وشدد على أنّ الأنفاق سلاح استراتيجي للمقاومة، تحمل الموت للاحتلال، وقد حققت إنجازات نوعية في معركة العصف المأكول.
واستطرد هنية: "إن الأنفاق كانت تمثل السحر في تحرير فيتنام، ولكنّ أبطال القسام صنعوا ضعف أنفاق فيتنام بغزة، لتدافع عن فلسطين وتحمي أهلها وتشكل نقطة الانطلاق نحو التحرير".
وأعرب عن فخره بتماسك أهل غزة، مشددًا على أنّهم يمثلون جبهة قوية رغم سنوات الحصار "وتكالب" الأعداء، والحروب الثلاثة.
وفي ذات السباق دعا هنية إلى وحدة الشعب الفلسطيني خلف خيار المقاومة والانتفاضة والثوابت، مؤكدًا أنّ "الشراكة الحقيقية هي على الدم والقرار والعمل من أجل تحرير فلسطين".
وأردف: "لا نريد كراسي ولا مناصب، ولا سلطة، فنحن بحاجة إلى وطن وحرية، (..) وأقول لكل المشككين اتركوا هذه اللغة ولا تعبثوا بمعاناة شعبنا لأننا نعيش بلا خبز أو ماء لكننا لا نستطيع العيش دون كرامة، فغزّة لحمها مُر كما فلسطين".
وأعلنت كتائب القسام الذراع العسكرية لحماس، عن استشهاد سبعة من مقاوميها بفعل انهيار نفق أرضيي للمقاومة عليهم، نتيجة سوء الأحوال الجوية، مؤكدة أنّهم جميعًا من كتيبة الدرج والتفاح.
وقالت الكتائب إن الشهداء السبعة هم "ثابت الريفي "25 عاما"، وغزوان الشوبكي "25 عاما"، وعز الدين قاسم، "21 عاما" ووسيم حسونة "19 عاما"، ومحمود بصل "25 عاما"، ونضال عودة "24 عاما"، وجعفر حمادة "23 عاما"، مشيرة إلى أن جميعهم من كتيبة التفاح والدرج.