قائمة الموقع

مقال: أمجد سكري وكسر الحواجز

2016-02-01T07:28:25+02:00
بقلم: إبراهيم المدهون

عملية حاجز بيت ايل لها دلالات مهمة في المسيرة النضالية وانتفاضة القدس، حيث المكان الامني المحصن وشخصية المنفذ ابن الأجهزة الامنية، التي استهدفت وعمل ضدها من الداخل لتصفى من أي حس وطني، إذ يأتي من قبلهم أحد عناصر الشرطة مل الحياة رغم المغريات والرواتب والحوافز والعيشة الهنية، فاعتبر وجود الاحتلال وعربدة المستوطنين في آخر تغريداته ما يسمم الحياة ويجعل كل ما فيها لا يستحق البقاء فيها لهذا قرر ان ينتفض.

ظن الاحتلال الاسرائيلي أنه يمكن تحويل الاجهزة الامنية لحائط صد لحمايته والذود عنه، فآتاهم الله من حيث لم يحتسبوا، هذه الأموال التي أنفقها المجتمع الدولي، وهذه الأجهزة الأمنية التي أشرف عليها ضباط أمريكان وإسرائيليين ليحاولوا صناعة فلسطيني جديد ومطيع وملتزم بتعاليمهم، يحمي المحتل ويمنع العمليات تفاجئهم أنها قد تتحول في أي يوم من الايام لمقاومة تطلق النار عليهم وتخترق حصونهم وتقتل مستوطنيهم، وتهز كيانهم كما فعل الشهيد أمجد سكري رحمه الله.

ما فعله الشهيد أمجد انه وضع كل الاتفاقيات والاغراءات وحالات التخويف تحت قدميه، وداس بنعليه على كل المخططات لمسخ الهوية والشخصية الفلسطينية، وأعتقد أن خلف هذا الفارس العشرات بل المئات من منتسبي هذه الأجهزة على أتم الاستعداد للانخراط بالانتفاضة ومشاركة شعبهم، والتحول من صف المحاربين للثورة للمنخرطين الفاعلين المؤثرين كما فعل أمجد.

يحدثني أحد الأصدقاء عبر الفيس معزيا في شهداء الانفاق السبعة رحمهم الله، وهو ضابط في الامن الوقائي يعيش في الضفة فيقول اعيش حالة انفصام رهيبة وصراع داخلي عنيف، فانا من جهة اقدر المقاومة واحب ان اشاركها واتمنى ان اكون احد أبطالهم، وافرح للعمليات البطولية ووالله بكيت في زفة شهداء الانفاق وتأثرت كثيرا، وفي الوقت نفسه تأتيني الأوامر والتعليمات والبرمجيات العصبية لأعاديهم فلا استطيع وامام قهر الحاجة وسيستم الرواتب والمرتبات وتعقيدات الحياة اتوه ما بين ما اريد وما اقدر عليه، يقول لي أمتلك مسدسا على جيبي وحينما ارى المستوطن بطريقي في كل مرة أحاول أن أخرجه وأطلق النار على رأسه، ويقسم لي أنه تمر أيام وليال لا ينام فيها أرقا وتعبا من هذه الحالة المؤلمة والمؤرقة.

للأسف السلطة وأجهزة الأمن في الضفة تحتكر السلاح والبنادق، فقد صادرت وفككت جميع مجموعات المقاومة حتى التي تتبع لكتائب الأقصى، واعتقلت المقاومين وابتزتهم وحيدتهم ومنعتهم ونشرت ثقافة الانكسار امام المستوطن والمحتل، ولهذا الامل الوحيد بقي في الروح الوطنية لدى الأفراد ممن نجوا من حالات الانسلاخ وهم كثر، والانتظار الان لتحرك هؤلاء الشباب والبدء بعمل عسكري عفوي ضد الصهاينة على الحواجز والمستوطنات كما فعل أمجد، وفي حال استمرت وتكررت هذه العمليات فسيجبر الاحتلال على التفكير ألف مرة قبل بناء مستوطنة أو إقامة حاجز أو اعتقال وقتل الفلسطيني، وسيبدأ المستوطن بالفرار من الضفة والانحسار.

اخبار ذات صلة