قائمة الموقع

هل يمكن أن ينتقل "زيكا" إلى الدول العربية؟

2016-02-03T17:08:38+02:00
هناك أدلة وثيقة ترجح صلة فيروس زيكا بالتشوهات الخلقية
واشنطن-الرسالة نت

أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ الصحية بعد أن تفشى فيروس زيكا في 24 دولة، وقالت إن هناك شكوكا قوية تشير إلى أن الفيروس تسبب في ارتفاع كبير للتشوهات الخلقية لدى المواليد الجدد، خاصة في أميركا اللاتينية، فهل الدول العربية مهددة بهذا الفيروس؟

المتحدثة الرسمية للمنظمة في قسم الشرق الأوسط رنا صيداني، تحدثت في هذا الحوار عن مدى خطورة انتقال هذا الفيروس إلى الدول العربية، وأجابت عن عدة تساؤلات:

هل يمكن أن يشكل فيروس زيكا خطرا على العالم العربي؟

تفشي فيروس زيكا بشكل كبير وبسرعة في العالم دفع منظمة الصحة العالمية لإعلان حالة الطوارئ الصحية، هذا يعني أن هناك خطورة جدية في انتشار المرض إلى مناطق أخرى. لم يقع إلى الآن تسجيل أي حالة إصابة بالفيروس في الدول العربية. إلا أن "البعوض الزاعج"، وهو المتسبب في ظهور الفيروس والناقل له، منتشر في عدة دول في الشرق الأوسط.

ماهي هذه الدول الأكثر عرضة لخطر هذا الفيروس؟

هناك سبعة بلدان في الشرق الأوسط، وهي مصر والسعودية والسودان واليمن والصومال وباكستان وجيبوتي. في هذه الدول ينتشر "البعوض الزاعج" وهو ينقل أمراضاً عديدة كحمى الضنك والحمى الصفراء وحمى التشيكونغونيا.

ولحسن حظ الدول العربية فإن انتشار الفيروس تزامن مع فصل الشتاء والطقس البارد، فالبعوض يتكاثر خاصة في فصلي الربيع والصيف. لكن ذلك لا يقلل من خطورته. وعليه، فإن هذه البلدان معنية أكثر من غيرها باتخاذ خطوات حازمة للحماية من انتقال الفيروس إليها.

كيف يمكن عمليا انتقال الفيروس إلى الدول العربية؟

هناك احتمالان، الأول أن مسافراً مصاباً بالفيروس قدم من أميركا اللاتينية إلى إحدى هذه الدول، يتعرض للسعة بعوضة، في هذه الحالة تنتقل العدوى إلى البعوضة، وهي بدورها تنقل العدوى لأشخاص آخرين. أما الاحتمال الثاني فهو المياه الراكدة، فهي تعتبر موقعاً خصبا لتكاثر الأمراض والبعوض.

ما هي مخاطر فيروس زيكا؟

لا يصنف فيروس زيكا كفيروس قاتل أو شديد الخطورة. وقد ظهر سنة 1950 في أوغندا وانتقل بعدها إلى آسيا ثم أميركا اللاتينية. له أعراض بسيطة، كالطفح الجلدي أو الحمى الخفيفة لمدة تصل أسبوعاً، ثم يتعافى منها المريض. وتجدر الإشارة إلى أنه لا يوجد حتى الآن علاج أو لقاح لهذا الفيروس، لم نسجل أي حالة وفاة بسبب هذا الفيروس في السنوات الخمسين الأخيرة. في المقابل، يشكل الفيروس خطراً على النساء الحوامل والمواليد الجدد.

ورغم أنه لم يتم إلى الآن علمياً تأكيد تسبب الفيروس للتشوهات الخلقية، فإن هناك أدلة وثيقة ترجح صلة الفيروس بالتشوهات، وذلك لتزامن انتشاره مع ازدياد حالات التشوه بصفة عالية وفي مكان واحد. وما نعرفه أن الأعاصير التي ضربت قبل أسابيع، منطقة أميركا اللاتينية، خلفت مياهاً راكدة تسببت في تكاثر البعوض وانتشاره، ما عدا تشيلي.

لكن ما نجهله هو أسئلة عديدة، مثل: ما هي علاقة الفيروس بالتشوهات؟ ما هو العنصر المسؤول عن التشوهات؟ هل سيتطور فيروس زيكا ليصبح خبيثا قاتلا؟ كيف ينتقل زيكا من البعوض إلى الإنسان؟ وما هو علاجه؟ هذه أسئلة تحيرنا. ومراكز تطوير اللقاح والمخابر العلمية منكبة الآن لحل لغز هذا الفيروس الغامض.

في انتظار حل لغز هذا الفيروس، هل هناك إجراءات اتخذتها المنظمة للحماية من هذا الفيروس؟

نعم، لقد أوصينا وزارات الصحة في الأقطار العربية باتخاذ إجراءات وقائية، كرش المبيدات للقضاء على البعوض، وتعزيز المراقبة خاصة على المسافرين القادمين من دول ينتشر فيها الفيروس. كما دعوناها إلى التخلص من المياه المخزنة والراكدة، وضرورة رصد التشوهات الخلقية والإبلاغ عنها بسرعة، وضرورة الاهتمام الكافي بالحوامل. في المقابل، أكدنا ضرورة توخي الحذر من لسعات البعوض.

لم نقيّد السفر إلى دول ينتشر فيها الفيروس، إلا أن المسافرين إلى تلك الدول يجب أن يتوخوا الحذر. كما تجدر الإشارة إلى أن المنظمة أوصت بتعقيم الطائرات القادمة من أميركا اللاتينية برش المبيدات فيها، سعيا لعدم انتقال البعوض عبر الطائرة.

هذا على المستوى الحكومي، لكن كيف يمكن للأشخاص العاديين الوقاية من هذا الفيروس؟

ما أنصح به هو ضرورة الحذر من لسعات البعوض عبر تغطية الجسم بثياب طويلة، خاصة خلال فترة النهار، وهو الوقت الذي يميل فيه هذا النوع من البعوض إلى اللسع. من المعروف أن ظاهرة تخزين المياه منتشرة في العديد من الدول العربية، لذلك ينصح بالتخلص منها كإجراء وقائي. وفي الختام، تجدر زيارة الطبيب عند الإصابة بوعكة صحية، وذلك لقطع الشك باليقين.

المصدر : دويتشه فيلله

اخبار ذات صلة