وصلت إلى معبر باب السلامة الحدودي مع سوريا شاحنات محملة بتجهيزات وخيام قادمة من الأراضي التركية، وذلك لتخفيف الأوضاع المأساوية التي يعيشها النازحون السوريون من ريف حلب الشمالي.
وقال مراسل الجزيرة في سوريا منتصر أبو نبوت إن النازحين أمضوا ليلة صعبة جدا وتفاقمت معاناتهم بسبب البرد وسوء الأحوال الجوية، وعدم وجود مكان آمن يلجؤوون إليه، في ظل تواصل القصف الروسي لمناطقهم.
وأوضح أن النازحين بحاجة إلى مساعدات ومواد إغاثية عاجلة رغم وصول بعضها من الجانب التركي، وقال إنهم نظموا احتجاجا على المعبر الحدودي لمطالبة السلطات التركية بالسماح لهم بدخول أراضيها.
على الطرف التركي أفاد مراسل الجزيرة عمر خشرم بأن محافظ ولاية كلس عقد اليوم السبت مؤتمرا صحفيا أكد فيه وجود أكثر من ثلاثين ألف نازح سوري على الحدود، مشيرا إلى أن سلطات بلاده قدمت مواد إغاثية ووجبات غذائية للنازحين.
تجهيز مخيمات
وأضاف المحافظ أن سلطات بلاده تجهز لإقامة مخيمات جديدة وتوسيع القديمة منها لاستقبال اللاجئين فيها، مشيرا إلى استعدادات لاستقبال موجات أخرى منهم مع استمرار القصف الروسي والسوري لمناطقهم.
كما طالب المجتمع الدولي بالضغط على روسيا والنظام السوري من أجل وقف قصف المدنيين بهدف تهجيرهم، موضحا أن هدف القصف الجوي العنيف للمدنيين هو تهجيرهم وتفريغ مناطقهم.
وفي هذا السياق، أشار مراسل الجزيرة إلى أن السلطات التركية تمنع حتى الآن النازحين السوريين من اجتياز الحدود التركية، لافتا إلى وجود أمني مكثف عند المعبر الحدودي.
وأضاف أن اجتماعات مكثفة تعقد على الصعيدين الأمني والإنساني في تركيا لمواجهة أزمة نازحي ريف حلب، إذ أبدى الهلال الأحمر التركي وإدارة الكوارث والطوارئ استعدادهما لاستقبال جميع النازحين الذين يفدون على الحدود السورية التركية.
وارتفع عدد النازحين السوريين الفارين من الغارات الروسية وقصف النظام السوري إلى نحو خمسين ألف شخص، ويبقى مرشحا للارتفاع في ظل استمرار القصف الذي بدأ الاثنين الماضي ضمن هجوم واسع للنظام تحت غطاء جوي روسي مكثف.
وينتظر نحو عشرين ألفا من النازحين -وأغلبهم من النساء والأطفال والمسنين- أمام البوابة الحدودية في كلس على الحدود، بينما ينتظر نحو ثلاثين ألفا آخرين عند نقطة إكدة قرب معبر باب السلامة بانتظار قرار من السلطات التركية يسمح لهم بدخول أراضيها.