وجهت إسرائيل ضربة قوية للأردن برفضها تطبيق الاتفاق الذي توصل إليه الجانبان، بشأن ترتيبات تدنيس المستوطنين للحرم القدسي الشريف، وهو الاتفاق الذي كان طرفاه كل من الملك عبد الله ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، برعاية وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري.
وكشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في عددها الصادر الأحد، النقاب عن أن ما تم تطبيقه من الاتفاق هو ما يخدم الجانب الإسرائيلي، لا سيما السماح لأعداد كبيرة من المستوطنين اليهود بتدنيس ساحات الحرم.
وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل تصر على إملاء تفسيراتها لما ورد في بنود الاتفاق، خصوصا ما يتعلق بقضية كاميرات المراقبة، حيث إنها تصر على أن تتولى أجهزتها الأمنية مهمة الإشراف على إدارة هذه الكاميرات، دون أن يكون للأوقاف الإسلامية والمخابرات الأردنية أي دور في ذلك.
ونّوهت الصحيفة إلى أن المفاوضات التي يجريها فريق تفاوضي يمثل المخابرات العامة الأردنية والأوقاف، مع ممثلين عن ديوان نتنياهو والأجهزة الأمنية الإسرائيلية، منذ ثلاثة أشهر، لم تسفر عن أي تغيير في الموقف الإسرائيلي.
وتعني الاستجابة للموقف الإسرائيلي، تمكين الأجهزة الأمنية من توظيف الكاميرات في مطاردة الفلسطينيين الذين يقدمون للحرم للصلاة، وتركيب قرائن تدينهم أمام المحاكم الإسرائيلية، في الوقت الذي يمنح فيه الجانب الإسرائيلي القدرة على تبرئة المستوطنين من أي تجاوز لبنود الاتفاق مع عمّان.
وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل تصر على أن تحصل هي وحدها على الصور التي تقوم الكاميرات بالتقاطها، ورفضت عرضا أردنيا بأن يتم عرض هذه الصور على موقع إنترنت، يبث الصور بشكل مباشر.
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل تصر على حقها في فرض رقابة على عملية بث الصور، بحيث يكون لها الحق في عدم بث الصور التي ترى أن بثها من شأنه أن يمس بأمنها.
وذكرت الصحيفة أن إسرائيل تصر على أن يتم نصب الكاميرات في جميع مناطق الحرم، وضمنها المساجد، من أجل تحسين قدرتها على مراقبة المرابطين ورصد تحركاتهم.
ونقلت الصحيفة عن محافل سياسية ودبلوماسية غربية، قولها إن استمرار تعطيل الاتفاق مع الأردن يحمل في طياته خطر انفجار الأوضاع داخل الحرم القدسي الشريف.
ونّوهت المحافل إلى أن حلول عيد الفصح اليهودي في شهر نيسان/ أبريل المقبل يحمل في طياته مخاطر جمة، حيث إن أعدادا هائلة من اليهود ستكون معنية بتدنيس الحرم في هذا العيد تحديدا، ما يفضي إلى احتكاكات بالغة الخطورة.
يذكر أن النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي باسل غطاس، قد وثق أداء اليهود صلوات داخل الحرم القدسي الشريف، بخلاف ما نص عليه الاتفاق الأردني الإسرائيلي، الذي يحظر على اليهود أداء الصلاة في الحرم.