أكد الصحفي البريطاني الشهير، ديفيد هيرست، أنه ثبت بما لا مجال للشك معه أن ادعاءات روسيا، بأنها تدخلت لإنقاذ الدولة وليس زعيم الدولة، إنما هي ادعاءات واهية، ويكفي دليلا على ذلك ما تستهدفه القنابل الروسية على الأرض السورية.
وقال هيرست في مقال ترجمه موقع "هافنغتون بوست" إن الروس تمكنوا حتى هذه اللحظة من إنقاذ الأسد من ورطته، ولكن بتكلفة باهظة، تمثلت في تحطيم الدولة السورية.
وشدد على أن روسيا زجت بنفسها في الصراع وهي تقول إنه من المحال تحقيق نصر عسكري، إلا أن الأسد -فيما يبدو- بات الآن يعتقد أن مثل هذا النصر العسكري ممكن. ومع كل تدفق للاجئين إلى خارج البلاد، تزداد الدولة ضعفا، وتتلاشى إمكانيات تحقيق السلام.
واتهم هيرست أمريكا بالتخلي عن اللاجئين السوريين، والحكومات العربية بخذلانهم، والأوروبيين بإغلاق الباب في وجوههم، حتى تحولوا لحقيقة سياسية هامة، على حد وصفه.
وقارن الكاتب المصير المتشابه بين السوريين والفلسطينيين الذين سبقوهم إلى التشرد، حينما أقيمت دولة إسرائيل في فلسطين عام 1948.
وقال هيرست: "في كلتا الحالتين، كان الشعبان يشكلان الأغلبية المطلقة من السكان، وفي كلتا الحالتين، أخرج الناس من ديارهم بالقوة؛ بسبب تفوق قدرات المستعمر المتسلط عليهم. وفي كلتا الحالتين، أقنعتهم الحكومات العربية بأنهم سيعودون قريبا إلى ديارهم، وبأن الحكومات العربية ستقاتل نيابة عنهم؛ للحفاظ على حقوقهم. وفي كلتا الحالتين، بات الشعبان ضحية للخذلان وللخيانة".
وعرض هيرست في مقالته عددا من القصص المأساوية التي توثق تاريخيا ما تعرض له الشعب السوري من عذابات ليس التشرد واللجوء أقلها.