قائمة الموقع

الأسد : جاهزون للحرب

2010-05-18T09:45:00+03:00

لبنان – وكالات – الرسالة نت

أجرت صحيفة السفير اللبنانية مقابلة مع الرئيس السوري بشار الأسد تطرق فيها لعدة قضايا من بينها التهديدات الإسرائيلية والعلاقات مع مصر و بما يتعلق بموقف سوريا إذا شنت إسرائيل حرباً جديدة على لبنان.

 

 و في سؤال حول ما إذا كانت سوريا ستشارك في الحرب ترجمة لصورة القمة الثلاثية الشهيرة في دمشق؟ ابتسم الأسد، وأجاب: أعتقد أن الإسرائيليين يتمنون أن يسمعوا الجواب على هذا السؤال وأنا لن أحقق لهم أمنيتهم. هذه أمور عسكرية لن نبوح بها ولن نكشف أوراقنا أو خططنا.

 

 وحول التهديدات الإسرائيلية التي رافقت الكلام عن تزويد سوريا لحزب الله بصواريخ الـ«سكود»، أكد الأسد ان كل مظاهر الحرب والسلم التي تطفو على السطح هي مظاهر وهمية، «وأنا اقول انه علينا ان نقلق إذا صمت الإسرائيليون وليس إذا هدّدوا».

 

 وأضاف: ان التهديدات التي تسمعونها وصواريخ الـ«سكود» التي يتكلمون عنها ليس لها علاقة بشروط الحرب واحتمالات وقوعها، تماماً كما ان محاولات الطمـأنة اللاحقة لا تعني ان فرص السلام تزداد.

 

 و تابع: نحن لا نثق في الإسرائيلي، ونتصرف على أساس ان نكون جاهزين للحرب والسلم في أي لحظة، والخطأ الذي ارتكبه البعض انه شطب خيار المقاومة وتحوّل الى أسير لخيار السلام، في حين أنه من المفترض ان نكون في أتم الجهوزية للخيارين معاً.

 

 وكشف الاسد عن ان الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف نقل خلال زيارته الاخيرة الى دمشق رسالة إسرائيلية من شيمون بيريز تتضمن عرضاً بالمقايضة بين الجولان وفك علاقة سوريا بإيران وحركات المقاومة، فكان جوابنا واضحاً وهو ان الواقع يثبت ان اسرائيل لا تعمل من أجل السلام، وبالتالي فإن باقي الكلام لا يفيد.

 

وشدد الأسد على ان للقيادة السورية منهجية في التعامل مع الملفات المطروحة من لبنان الى إيران مروراً بفلسطين والعراق، «فنحن لا نربط الملفات بدول بل بقضايا، وقد نصحنا من يأتي لمحاورتنا بأن لا يضيّع وقته في السعي الى الربط بين هذه الملفات». وأضاف: نحن نتكلم حول كل ملف على حدة، انطلاقاً من اننا نعرف ماذا نريد والقرار في نهاية المطاف هو قرارنا.

 

وأكد الاسد ان سوريا دخلت في المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل عام 2008 من دون أوهام، «ولن يكون هناك ما نخافه عندما تكون الثوابت واضحة ونهائية وعندما يكون القرار بعدم التنازل عن أي جزء منها مهما كان صغيراً هو قرار نهائي لا يخضع الى المساومة».

 

وأشار إلى أن المقاومة هي من أجل السلام المشرّف وليس من أجل الحرب للحرب. وتابع: إذا لم تكن قوياً، لا أحد يحترمك. الأوراق التي تمتلكها هي التي تعبر عن قوتك وتجعل الآخرين يحسبون لك حساباً، ولو أننا لم نمتلك أوراقا ما كانوا ليقتنعوا بدورنا. وحدها عناصر القوة توصلك إلى السلام الفعلي. السلام ليس غصن زيتون نلوّح به.. غصن الزيتون ينفع للدبكة، ولكن ليس للتعامل مع الواقع ولصنع موازين القوى.

 

وشدد الرئيس السوري على انه يرفض ممارسة الضغوط على حركة حماس أو غيرها من حركات المقاومة الفلسطينية كي تتخذ مواقف مخالفة لإرادتها: «نحن لا نقبل أن نفرض رأينا على أحد من الفلسطينيين. وهذا هو سبب خلافنا مع البعض. وبرأينا أن المطلوب أن يتحمل كل طرف مسؤولياته. موضوع المصالحة الفلسطينية عند مصر، أما هل نجحت أم لا فهذا موضوع آخر».

 

وأكد الأسد أن أحداً لا يريد لمصر أن تتقزّم «ونحن لا نسعى إلى أن نؤدي دوراً على حسابها، بل نريد أن تبقى مصر التاريخية ولا بأس في ان نختلف أحياناً، المهم ان نحسن إدارة خلافاتنا، تماماً كالأشقاء الذين يختلفون، ولكن ذلك لا يمنعهم من العيش في بيت واحد. لا يجب ان نعتمد قاعدة «إذا لم تكن لست مثلي فأنت عدوي»، على طريقة بوش «من ليس معي فهو ضدي». توجد أشياء لا نتفق فيها مع مصر، إلا انه يجب ألا نحوّل ذلك الى مشكلة».

 

 وأبدى الأسد اعتراضه على توصيف سوريا بانها دولة ممانعة حصراً، قائلاً: نحن لسنا دولة ممانعة فقط، لأن هذا التعبير ينطوي على دفاع سلبي، بينما ينبغي ان نكون فاعلين. الممانعة هي كالشجرة التي تظل واقفة مكانها. هي تمانع ولكنها لا تتحرك وقد تأتي عاصفة وتكسرها يوماً ما. نحن نتحرك والمقاومة بهذا المعنى هي فكرة ايجابية. وما فعلناه في السنوات الماضية كان نتاج قناعة وليس ضربة حظ. لقد كنا مقتنعين أننا سنربح التحدي، ولم نكن نجرّب. لقد واجهناهم في كل الساحات التي فتحوها ونجحنا.

 

واعتبر أن الذين استهدفوا سوريا فشلوا في اللعب على الداخل السوري «حيث ان الحالة الوطنية طاغية من دون حاجة إلى الجانب الأمني، ولذلك لا قلق لدينا من ثورات داخلية. نحن نرى ان التنوع الموجود عندنا هو عنصر غنى، ووحدتنا الوطنية متينة استناداً إلى ثوابت لا يمكن أن نخرج عنها».

 

وبالنسبة إلى العلاقة مع الولايات المتحدة الأميركية، أوضح الأسد «ان الأساس بالنسبة إلينا هو مصالح سوريا ووحدة العراق واستقرار لبنان والسلام العادل، والحوار مع الأميركيين بدأ يلامس تفاصيل هذه العناوين، وإذا أراد الأميركيون ان ينجح الحوار بيننا وبينهم، فانا أقول لهم ما سبق أن رددته أمام الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في أول لقاء معه حين قلت له أن عليه أن يتوقع مني أن أقول «لا» أكثر من «نعم». وبالفعل نجحت التجربة والآن هناك احترام متبادل».

اخبار ذات صلة