مقال: الحب في زمن الحرب

وسام عفيفة
وسام عفيفة

بقلم/ وسام عفيفة

رغم تكرار العنوان أدبيا في رواية الكاتب الروسي جنكيز إيتماتوف أو قصيدة نزار قباني، إلا أن الحكاية تتكرر في كل زمان ومكان.

بالأمس كان المشهد لافتا بل سرياليا بكل معنى الكلمة، حيث تغطي الزهور والبالونات والدببة الحمراء واجهة المحال التجارية، وليس بعيدا في الزمان والمكان، تغطي الدماء الحمراء المشهد فلسطينيا وعربيا.

في مقارنة لا تبدو عادلة بين طقوس يوم الحب ذات الأصول الخرافية، والحب في زمن الحرب بطقوسه المأساوية، يرتفع الثمن لكل هدايا العاشقين المحتفلين حيث أن بعضهن لم تعد تقنع بوردة حمراء وتشترط الهدية iphon6، بينما يهدي العاشقون في زمن الحرب أرواحهم ويلونون ثرى الوطن بحمرة دمائهم، وعلى المركب بين الحياة والموت يهدي لاجئ فلسطيني وسوري الحياة لأطفاله بالتخلي عن سترة نجاة كي ينجون من الغرق في عرض البحر ثم يودعهم بدموع قلبه، ويتنازل طفل عن بقية من أنفاسه لشقيقته تحت أنقاض منزل قصفه مجرمون يمارسون الحرب، في مشهد تعجز عن وصفه كل دراما الرومانسية، حتى تلك التي صورتها قصة جاك داوسون وروز ديويت بوكاتر في فلم "تايتنك".

الحب في زمن الحرب والحصار والدمار له معنى آخر لدى أهل غزة مرتبط بالوفاء للمقاومة، رغم الألم والمعاناة، والسخط على الجميع إلا انهم يقفون درعا حاميا وشريكا في البذل والتضحية كتفا إلى كتف مع المقاتل في الميدان. 

وفي زمن الحرب يتحول الحب إلى عاطفة مضادة للرصاص، لا يعرف سرها ومفعولها أولئك الذين يمارسون الحرب من اجل الاستمتاع بالموت والخراب.

وباسم الحب أهدي تلك الفلسطينية كلمات وفاء في زمن الحرب أستعيرها من ملاحظات قباني:

أحبُّكِ أيّتها الغاليهْ

أحبُّكِ أيّتها الغاليهْ

أحبُّكِ مرفوعةَ الرأسِ مثلَ قبابِ دمشقَ ..

ومثلَ مآذنِ مصرَ ...

فهل تسمحينَ بتقبيلِ جبهتِكِ العاليهْ ؟

أحبُّكِ ..

تحتَ الغُبارِ ، وتحتَ الدمارِ ، وتحتَ الخرائبْ

أحبُّكِ .. أكثرَ من أيِّ يومٍ مضى ..

لأنَّكِ أصبحتِ حبّي المحاربْ ..

البث المباشر