سجون الاحتلال.. مسالخ للقتل والتعذيب

الرسالة نت -الضفة المحتلة

على مدار الأشهر الماضية، تنتشر عشرات الصور والفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي التي توثق الأوضاع الصعبة التي يخرج بها المعتقلون من سجون الاحتلال الإسرائيلي.

جميعهم يخرجون في هيئات متشابهة، بشعور رؤوسهم ولحاهم الكثيفة، وبأجساد ضئيلة، ووجوه شاحبة، ويعانون أمراضا وظروفا صحية صعبة.

مرشد الشوامرة من بلدة الرام شمال القدس المحتلة، أحد المعتقلين الذين أفرج عنهم مؤخرا من سجون الاحتلال في ظروف صعبة كغيره من المعتقلين.

يروي الشوامرة تفاصيل مروعة عن الفترة الأخيرة التي قضاها في سجون الاحتلال، حيث أمضى 16 شهرا بين سجني “النقب” و”ريمون”، كان أصعبها الأشهر التي أعقبت بدء العدوان على قطاع غزة قبل عام.

انتهاكات غير مسبوقة

يقول الشوامرة الذي تعرض لتجربة السجن والاعتقال خمس مرات سابقة إنه لم يشهد ظروفا أخطر مما شهده في تجربته الاعتقالية الأخيرة، حيث انتهجت إدارة سجون الاحتلال فيها سياسات تعسفية غير مسبوقة، وتعرض خلالها المعتقلون لأعمال تنكيل هي الأصعب لدرجة استشهاد العديد منهم جراء ذلك.

ويؤكد أن تصاعد الممارسات العنصرية بحق المعتقلين بدأ قبل بداية العدوان على قطاع غزة في شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2023، حيث كان الوزير المتطرف إيتمار بن غفير يقتحم السجون بشكل دوري ويهدد المعتقلين، لكنه استغل ظروف العدوان وحرب الإبادة لتنفيذ مخططاته العنصرية والفظائع بحق المعتقلين

يشير الشوامرة إلى أنه في اليوم التالي لاندلاع العدوان على قطاع غزة تم اقتحام الأقسام وغرف المعتقلين بشكل وحشي، وتم الاستيلاء على كل متعلقاتهم الشخصية من ملابس وغيرها، بالإضافة إلى مصادرة أجهزة التلفاز والمذياع وغيرها من الأدوات داخل السجون، كما أوقفت سلطات الاحتلال زيارات الأهالي والصليب الأحمر بشكل كامل، فضلا عن تقييد زيارات المحامين.

يضيف: بعد ذلك اليوم لم نكن نعلم أي شيء عن العالم الخارجي ولا عن عائلاتنا وأهالينا، كما أننا تعرضنا لعمليات تعذيب وحشية لم يسبق لها مثيل، معتبرا أن إدارة السجون تسعى من خلال ذلك لقتل المعتقلين تماشيا مع مخططات بن غفير.

ويتابع: لم تترك إدارة السجون أي نوع من الجرائم إلا وارتكبته بحق المعتقلين ابتداء من الضرب، والتعذيب، والتجويع، كما أنها ذهبت إلى أبعد حدود الانتهاكات عندما مارس الضباط عمليات تدريب بالذخائر الحية داخل الأقسام وبين المعتقلين.

كما يشير الشوامرة إلى أنهم تعرضوا للتجويع الشديد، فإدارة السجون كانت تقدم لهم كميات ضئيلة جدا من الطعام لا تتعدى في مجموعها نصف كوب من الأرز على مدار اليوم.

الضرب بهدف القتل

وعن عمليات الضرب والتنكيل، أكد أن السجانين كانوا يضربون المعتقلين بشكل وحشي بالهراوات الحديدية بقصد القتل، مشيرا إلى أنه تعرض في أحد الأيام لعمليات ضرب شديدة بالهراوات الحديدية من ثمانية سجانين مجتمعين، وهو ما أدى إلى إصابته بكسور شديدة في قفصه الصدري، مؤكدا أنه لم يقدم له أي علاج بعد تعرضه للإصابة البليغة وبقي لا يقوى على الحركة لفترة طويلة.

يستذكر الشوامرة واحدة من أصعب الحالات التي حدثت في القسم الذي كان محتجزا فيه في سجن “النقب”، وهي حادثة استشهاد الأسير ثائر أبو عصب في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 والذي تعرض للضرب حتى الموت من السجانين لمجرد أنه سأل أحد السجانين إن كانت هناك هدنة مرتقبة في غزة، وبعد استشهاده أبقاه السجانون ملقى على الأرض.

خرج الشوامرة في نهاية المطاف من السجن محملا بمضاعفات صحية صعبة قد يطول علاجها، حيث فقد أكثر من 20 كيلوغراما من وزنه، كما أن نسبة دمه انخفضت بشكل كبير، فضلا عن الالتهابات الشديدة التي يعاني منها، والمشاكل في الكلى.

ووفقا لآخر الإحصائيات الصادرة عن مؤسسات الأسرى حول حملات الاعتقال من الضفة الغربية بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، فإن حصيلة الاعتقالات بلغت أكثر من 11 ألف حالة اعتقال في الضفة بما فيها القدس المحتلة، وهذه الإحصائية تشمل من أفرج عنهم لاحقا ومن تم الإبقاء على اعتقالهم.

وأكدت أن “هذه المعطيات لا تشمل أعداد حالات الاعتقال من غزة، علما أنّ الاحتلال اعترف أنه اعتقل أكثر من 4500 مواطن من غزة، أفرج عن المئات منهم، مع الإشارة إلى أن الاحتلال اعتقل المئات من عمال غزة في الضفة، إضافة إلى مواطنين من غزة كانوا متواجدين في الضفة بهدف العلاج”.

البث المباشر