قائمة الموقع

مقال: احتلال غزة: تعزيز نهج المقاومة وفشل ذريع للتفاوض

2010-05-19T06:26:00+03:00

بقلم : سليمان قبيلات

 

وحدها فقط جردة الخسائر الداخلية والخارجية تبدو عائقا أمام اقدام إسرائيل على اعادة احتلال قطاع غزة، بعدما انهكه الحصار المتعدد الاطراف، والعدوان الوحشي في شتاء العام الماضي، والتسليم الرسمي العربي في ترك الاحتلال مطلق اليد حيال غزة.

 

وليس من فراغ يأتي تسريب خطة الاحتلال الى صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أمس، لشن عدوان على قطاع غزة، تشمل احتلالا دائما، واعتقال الآلاف من ابنائه لتصفية المقاومة المسلحة في مهدها، وتوجيه رسالة بالغة الدلالة تتزامن مع بدء المفاوضات غير المباشرة.

 

تبدي إسرائيل فائضا من الاحساس بالثقة والطمأنينة، حيال الموقف العربي والدولي، إن على صعيد " التفاوض" وإعلاء شأن الاستيطان بصفته بقرة مقدسة، أو ارتكاب جريمة اعادة احتلال "غزة الخارجة عن النص"، فلا مكان في الفكر الإسرائيلي للارتجال او الانفعال، او حتى مغامرة الرهان.

 

وحسب "معاريف" فإن جيش الاحتلال أعد سيناريو لشن عدوان على قطاع غزة، وهو يستعد له على قدم وساق، اذ يجري البحث عن مرشحين لموقع حاكم عسكري للقطاع، وإقامة معسكرات اعتقال ضخمة لاستيعاب آلاف المعتقلين، لفترات طويلة جدا.

 

ومن مسوغات السيناريو الإسرائيلي لاعادة احتلال غزة، ما تؤكد الصحيفة أنه تركيز إسرائيلي على مساعي فصائل المقاومة لتعزيز قدراتها العسكرية، ومهاجمة الاحتلال سعيا لاشعال حرب اقليمية تشمل اطلاق صواريخ من لبنان وسورية.

 

واعتبرت "معاريف" أن سيناريو اعادة احتلال غزة ينسجم واستنتاجات العدوان الأخير على قطاع غزة، وانتقادات تقرير غولدوستون وجهات دولية، "لعدم تأمين الاحتياجات الانسانية" في القطاع خلال العدوان.

 

وحسب الصحيفة، فان جيش الاحتلال يعمل على تحديث مخزونه المعلوماتي المحوسب عن مواطني قطاع غزة، خصوصا ما يتعلق بحاملي تصاريح العمل في مناطق 1948، ما يعتبر دليلا اضافيا على واقعية مخطط الاحتلال في اعادة احتلال غزة .

 

ووفق "معاريف" فان خطط الاحتلال تستهدف أساسا الدخول إلى المدن الرئيسية في قطاع غزة والسيطرة الكاملة عليها، ما يعني إعادة احتلال القطاع وفرض سيطرة كاملة عليه.

 

ولفتت الصحيفة الإسرائيلية الى ان جيش الاحتلال يعتبر ان السلاح الموجود في حوزة فصائل المقاومة لا يشكل خطرا او رادعا، في حال القيام بعملية عسكرية واسعة وشاملة لاحتلال القطاع مجددا.

 

وكان الجيش الإسرائيلي اجرى تدريبات في مطلع العام الحالي في منطقة صحراء النقب، واظهرت امكانية اعادة احتلال قطاع غزة بشكل كامل.

 

واظهر تقرير اخباري في حينه ان التدريبات التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي جدية، خصوصا على صعيد سلاح المدرعات والمشاة، بحيث تم الاخذ بعين الاعتبار العديد من دروس وعبرالعدوان على غزة العام الماضي.

 

هاجس غزة واعادة احتلالها، لفت اليه موقع "تيك ديبكا" الإستخباري العسكري الإسرائيلي في مطلع العام الحالي، اذ نقل عن مصادر استخبارية أميركية توقعها أن تشن إسرائيل حربا جديدة على القطاع خلال العام الحالي.

 

وحسب الموقع، الذي يروج القراءة الاستخباراتية الإسرائيلية، فان الحرب القادمة على غزة "لن تكون بسبب حركة حماس، بل على العكس فان الحركة ستعمل على عدم اندلاعها لأنها غير معنية بذلك، حيث ستكون الحرب بسبب منظمات وعناصر تابعة للجهاد العالمي، التي بدأت تنتشر بالقطاع".

 

في مطلق الاحوال يعد التفكير في إعادة احتلال غزة إيذاناً صريحاً بانتهاء عهد"التفاوض" مع السلطة او سواها، فضلا عن كونه إعلاناً مدويا لازمة إسرائيلية داخلية، ستستتبع جدلا حادا حول مبررات عودة الاحتلال، ما قد يؤدي الى سقوط حكومة اليمين الحالية.

 

إطاحة حماس والاطباق على قوى المقاومة خيار يعني اطلاقها من عقالها ومنحها مزيدا من اسباب الانتشار والتمدد، وهو خيار تقدمه اسرائيل هدية للمقاومة ونهجها الرافض للتسوية و"التفاوض" واهله الذين لا تفكر بهم إسرائيل كثيرا.

 

اخبار ذات صلة