قالت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) إنها استهدفت معسكر تدريب لتنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا على الحدود مع تونس.
وأكد المتحدث باسم البنتاغون في مؤتمر صحفي بفرجينيا، أن الولايات المتحدة هاجمت موقعا لتنظيم الدولة، وأنها ستواصل ضرب التنظيم أينما أطل برأسه وسنحت الفرصة لذلك بالتعاون مع شركائها، للحيلولة دون حصول التنظيم على ملاذات آمنة، وحماية للأمن القومي والمصالح الأميركية.
وأكد المتحدث أن الغارة الجوية التي استهدفت منطقة العلالقة بمدينة صبراتة وأدت لمقتل أربعين شخصا، ليست العملية الأولى ولن تكون الأخيرة.
ورجح مسؤول أميركي مقتل قيادي ميداني في تنظيم الدولة الإسلامية يدعى نور الدين شوشان، يشتبه في علاقته باعتداءين في تونس العام الماضي، في غارة جوية بطائرة أميركية فجر اليوم على موقع للتنظيم بمدينة صبراتة الليبية.
ويشتبه في أن شوشان يقف وراء هجومين، الأول على متحف باردو في العاصمة التونسية في مارس/آذار الماضي أسفر عن 22 قتيلا، والثاني على فندق في سوسة في يوليو/تموز أودى بحياة 38 شخصا، بينهم ثلاثون بريطانيا.
وقال رئيس بلدية مدينة صبراتة في غرب ليبيا حسين الذوادي، إن مسؤولين زاروا موقع الغارة وعثروا على أسلحة في المبنى. وأضاف أن بعض التونسيين وأردنيا واثنين من النساء بين القتلى، مشيرا لوجود ناجين من بينهم عدد من التونسيين الذين وصلوا إلى صبراتة في الآونة الأخيرة.
وذكر الذاودي أن السلطات أجرت تحقيقا مع أحد الجرحى الستة الذين أصيبوا في الغارة، وقال إنه أتى مع آخرين بهدف التدرب على القتال، وأن الجماعة التي أقلته إلى صبراتة عصبت عينيه طوال مدة الطريق.
وأصدر المجلس البلدي لصبراتة بيانا نشره على موقعه الإلكتروني، أكد فيه مقتل 41 شخصا في الغارة وإصابة ستة آخرين بجروح، وأشار إلى أن المنزل الذي استهدفته الغارة الأميركية "مستأجر لأشخاص من جنسيات غير ليبية من ضمنهم تونسيون، يعتقد أنهم ينتمون لتنظيم داعش".
ونقل البيان ذاته عن مصدر أمني في صبراتة قوله إن "المنزل كان يحتوي على أسلحة متوسطة كالرشاشات وقاذفات آر بي جي، وعدد من الأسلحة الأخرى وجدت تحت ركام المنزل".
من جهته أوضح المسؤول الإعلامي في وزارة الدفاع الأميركية بيتر كوك، أن العمل جار على تقييم نتائج الغارة، مشيرا إلى أن مقتل نور الدين شوشان يمثل ضربة كبيرة لتنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا.
وقال كوك في بيان له إن "تدمير المعسكر والقضاء على شوشان يعني التخلص من شخص لديه خبرة في التنسيق، ويتوقع أن يكون لذلك تأثير على قدرات داعش على تنسيق أنشطته في ليبيا، بما في ذلك تجنيد عناصر وبناء قواعد في ليبيا والتخطيط المحتمل لهجمات خارجية على المصالح الأميركية في المنطقة".
وجاءت الغارة الأميركية المذكورة على صبراتة بعد غارة شنتها في يناير/كانون الثاني الماضي، قتل فيها قيادي آخر في تنظيم الدولة هو العراقي وسام نجم عبد زياد الزبيدي، المعروف باسم أبو نبيل. وتقدر وزارة الدفاع الأميركية عدد مقاتلي التنظيم في ليبيا بخمسة آلاف، يأتي عدد كبير منهم من تونس.
يذكر أن الغارة المذكورة تأتي في وقت تبحث فيه الدول الكبرى احتمالات التدخل عسكريا في ليبيا لوقف تصاعد خطر تنظيم الدولة الإسلامية، الذي يسيطر على مدينة سرت على بعد 450 كيلومترا شرق طرابلس.
وتسعى الأمم المتحدة لتوحيد السلطات المتنازعة في ليبيا في حكومة وفاق وطني تتولى مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية "والجماعات المتشددة الأخرى، وبينها أنصار الشريعة القريبة من تنظيم القاعدة".
يشار إلى أن هذه أول مرة تنفذ فيها القوات الأميركية ضربة في صبراتة (قرب من الحدود التونسية) دائرة نفوذ قوات فجر ليبيا، بعدما اقتصرت الضربات الأميركية في السابق على المناطق الواقعة في شرق ليبيا، وتحديدا درنة والمنطقة المحيطة بها.