تعهد مسؤولون عسكريون وسياسيون أردنيون بمنع المسلحين الذين سيطروا على معابر بين العراق وسوريا من العبور إلى أراضي المملكة، وقام الجيش الأردني باستعراض علني للقوة على حدود البلاد مع جاره الشرقي.
وحلقت مروحيتان على ارتفاع منخفض فوق معبر الكرامة، في حين شوهدت عشرات من المركبات المدرعة وعربات "هامفي" المزودة بأسلحة آلية شرقي بلدة الرويشد الأردنية لتحل محل قوافل الشاحنات التي كانت تتدفق في العادة على إحدى طرق التجارة الرئيسية مع العراق.
وقال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أمس الأربعاء إن الأردن يسيطر بشكل كامل على أراضيه، محذرا من أن القوات المسلحة الأردنية ستلقن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام درسا قاسيا إذا حاولوا الاقتراب بوصة واحدة من الحدود.
وفي السياق قال قائد حرس الحدود الأردني العميد الركن صابر المهايرة للصحفيين إن تأمين الحدود أمر أساسي في حالتي الحرب والسلام، والواجب هو منع من وصفها بالجماعات "المتطرفة" من التسلل، مشددا على أن المملكة لن تسمح لأي شخص بدخول أراضيها بطريقة غير قانونية.
وبالإضافة إلى الإجراءات الأمنية العلنية، قال مسؤول أردني إن السلطات على اتصال مع زعماء عشائر في محافظة الأنبار بغرب العراق لمحاولة كبح نفوذ مقاتلي تنظيم الدولة.
وقال ضابطان عراقيان إن عشرات الدبابات ومدافع الهاون والقاذفات الصاروخية جرى تحريكها الأسبوع الماضي من قواعد رئيسية للجيش في منطقة الحدود، ونشرت عند الموقع الحدودي.
لكن الخطر الحقيقي على الأردن من غير المرجح أن يكون تهديدا عسكريا مباشرا، وقالت مجموعة سوفان للاستشارات الأمنية إن الخشية ليست في أن تنظيم الدولة سيغزو الأردن. فعلى عكس العراق، فالأردن لديه جيش محترف ووجود قوي بمحاذاة حدوده، لكن الخشية أن هذا التنظيم سيزعزع استقرار المملكة من خلال محاولات دؤوبة للتسلل والقيام بما وصفتها بـ"أعمال إرهابية".
ودعت أمس القوات المسلحة الأردنية وسائل الإعلام للقيام بجولة تفقدية لنقاط الحراسة في معبر الكرامة الواقع على الحدود الفاصلة بين الأردن والعراق.
وقال وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام والاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني إن المعبر الحدودي مفتوح، ولكن الحركة في حدودها الدنيا بسبب الأوضاع الأمنية في العراق.
وتؤكد مصادر في الحكومة الأردنية أن هناك سيطرة تامة على الحدود.
ومعبر طريبيل -الذي يبعد عن عمان حوالى 370 كيلومترا، وعن بغداد حوالى 570 كيلومترا- هو المعبر الوحيد بين البلدين، وكان يشهد حركة نقل للمسافرين والبضائع، بالإضافة إلى نقل النفط الخام العراقي إلى الأردن من خلال الصهاريج.
واستعادت القوات الحكومية العراقية مساء الاثنين السيطرة على معبر الوليد الحدودي بين العراق وسوريا، بعدما تمكن مسلحون من السيطرة عليه لساعات.
ويشن مسلحون من العشائر مع عناصر من تنظيم الدولة هجوما منذ نحو أسبوعين سيطروا خلاله على مناطق واسعة في شمال العراق ووسطه وغربه بينها مدن رئيسية مثل الموصل (350 كيلومترا شمال بغداد) وتكريت (160 كيلومترا شمال بغداد).
ويسيطر المسلحون على معبر القائم (340 كيلومترا غرب بغداد) الواقع أيضا في محافظة الأنبار التي تتقاسم مع سوريا حدودا مشتركة بطول نحو ثلاثمائة كيلومتر، بينما تسيطر قوات البشمركة الكردية على ثالث المعابر الرسمية مع سوريا في محافظة نينوى شمال غرب العراق