اتهم صلاح البردويل القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس، "فتح" بإدارة ظهرها لجهود تحقيق المصالحة الوطنية، محملاً رئيس السلطة محمود عباس المسؤولية الكاملة عن ذلك، مشدداً في سياق آخر على أن حركته "لا تخشى تهديدات الاحتلال ولا من يستقوي به".
وقال البردويل في حديث خاص بـ "الرسالة"، إن تهديدات الرجوب تناقض تلك التي أدلى بها سابقًا والتي لام فيها حركته لتآمرها ضد حماس وغزة"، مشيراً إلى خطورة هذه الظاهرة إن كانت تعبر عن الموقف الحقيقي لحركة فتح. وفي معرض رده على تهديدات الرجوب وتصريحات عزام الأحمد، أكد البردويل أن هذه المواقف تمثل "نسفا لكل الجهود الأخيرة التي تمت في سبيل تحقيق المصالحة".
تصريحات فتح تؤكد أنه لا يوجد جولة قادمة للمصالحة
وكان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب هدد باتخاذ إجراءات وصفها بالحاسمة ضد حركة حماس، بينما اشترط رئيس وفد حركة فتح لحوارات المصالحة عزام الأحمد التزام أي حكومة مقبلة ببرنامج منظمة التحرير.
وحذر البردويل من زيادة وتيرة عداء السلطة ضد غزة والفصائل الفلسطينية وفي القلب منها حركة حماس، مشيرا إلى أنها تشكل انقلابًا ومخالفة للمواقف الأصيلة التي كان ينبغي على السلطة القيام بها لإنهاء حالة الانقسام، موضحا أن هذا العداء إصرار على التفرد من السلطة بالقرار، والاستمرار في الحكم بدون مراعاة لمبدأ التوافق.
جواب رسمي
وبين البردويل أن حركته اتفقت مع فتح على مسودة اتفاق، وأنه تم التوافق على أن يتشاور وفدها مع قيادته، معتبرًا تصريحات قادة فتح الأخيرة "دليل على أن الحركة أدارت ظهرها لهذه المسودة".
وأضاف "يبدو أن قيادة فتح طلبت من وفدها بعد التشاور عدم التعاطي مع أي أوراق تم اقتراحها وصياغتها"، مؤكداً أن هذه المواقف دليل على أن عباس من يتحمل المسؤولية الكاملة عن إفشال جهود المصالحة، ولا يرغب في إتمامها، مشيراً إلى أن المصالحة بحاجة لقرار رسمي من حركة فتح وليس الأمر مناطًا بحركة حماس.
واستبعد القيادي في حماس عقد لقاء جديد مع حركة فتح، مضيفاً أن حركته كانت تعتقد أن المعيق لاستئنافها (لقاءات المصالحة) هي جولة أبو مازن في الخارج، ولكن تصريحات فتح تؤكد أنه لا يوجد جولة آتية".
اختيار خليفة لعباس في رئاسة السلطة شأن وطني وليس فتحاويا
واعتبر تصريحات الرجوب بشأن عدم وجود جولة جديدة للمصالحة "جوابا رسميا من حركة فتح بشأن رفض استئناف المصالحة، ما لم تبلغ حركته بموقف جديد تؤكد أن تصريحات الرجوب والأحمد لا تمثل الموقف الحقيقي للحركة".
وأوضح أن الفصائل الفلسطينية تعي جيدًا من يعطل المصالحة بشكل واضح وصريح ومستفز، داعيًا إيها للإعلان الصريح عن الطرف الذي يرفض المصالحة ويعرقلها. وطالب البردويل بعض الفصائل التي تحمّل الحركتين مسؤولية تعطيل المصالحة، إلى توجيه أصابع الاتهام نحو الطرف الحقيقي على ضوء التهديدات التي تطلق من قيادة فتح ضد المصالحة.
تصريحات ملغومة
واستهجن البردويل تصريحات القيادي بحركة فتح نبيل شعث التي قال فيها إن قوى الأمن الفلسطيني ستستلم معبر رفح قريبًا، ورأى أن هذه التصريحات "الملغومة" تحمل "أشياءً غير مرغوب فيها"، موضحاً أن البعض لا يزال لا يؤمن بأن القوات الموجودة حاليًا هي وطنية وفلسطينية، رغم ما قدمته من تضحيات جسام على مدار ثلاثة حروب ضارية شنت على قطاع غزة.
وأشار إلى خطورة اختزال إشكاليات قطاع غزة في معبر رفح، مبيناً أن الاشكالية الحقيقية تكمن في تجاهل فتح لكافة ملفات المصالحة، موضحاً أن حركته اتفقت مع فتح على تشكيل حكومة بالتزامن مع تفعيل المجلس التشريعي، وإجراء انتخابات شاملة تتضمن التشريعي والوطني والرئاسة، مرورًا بالمصالحة الاجتماعية، منبهًا إلى أن الحكومة تتولى جميع المهام الملقاة على عاتقها ومن بينها القيام بتنفيذ مهام إدارة المعابر والإعمار.
ونبه القيادي في حركة حماس، إلى خطورة أن "يكون تهديد بعض قادة فتح لغزة مدعوماً من الاحتلال وباتفاق معه"، مؤكدًا أن حركته "لا تخشى الاحتلال ولا من يستقوي به، وأن أي يد ستمتد لغزة بسوء ستقطع".
حماس لا تخشى تهديدات الاحتلال ولا من يستقوي به
وشدد على أن الخيار الوحيد لإنهاء حالة الانقسام يكمن في "الوحدة والمصالحة بعيداً عن التشنجات الحزبية المقيتة، والاستقواء بالأعداء". وأضاف أن حركته حريصة على دعم الصف الفلسطيني لمواجهة الاحتلال ودعم انتفاضة القدس، وليست في وارد الدخول في أتون مشاحنات تعززها قيادة السلطة.
وفيما يتعلق بصراعات قيادة فتح حول خلافة عباس، فبيّن البردويل موقف حركته منها، موضحًا أن هذه القضية تتعلق بجانبين الأول اختيار خليفة لعباس برئاسة فتح والثانية تتعلق باختيار خليفة له برئاسة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والسلطة.
واختتم البردويل قائلاً: "اختيار خليفة لعباس في رئاسة حركة فتح هو شأن فتحاوي داخلي لا علاقة لنا به، ولكن ما له علاقة بالمنظمة والرئاسة هو شأن وطني فلسطيني يجب التوافق عليه من خلال الانتخابات".