قائمة الموقع

مقال: تهديدات ثوري فتح ما بين التحليل والفكاهة

2016-03-07T06:38:53+02:00
بقلم: إبراهيم المدهون

هدد المجلس الثوري لحركة فتح حركة حماس بتفعيل خيارات أخرى لاستعادة غزة بزعم إنهاء معاناة سكان القطاع، في حال استمرار حماس بالمماطلة بملف المصالحة، حقيقة قد قوبل هذا التهديد بالسخرية من قبل أهالي غزة أولا ومن قبل عناصر حركة حماس ثانيا.

وبعيدا عن الحالة الكوميدية في البيان دعونا نناقش بهدوء خيارات فتح مع هذا التهديد، مع تأكيدي أن التهديد يضر بالمصلحة الفلسطينية ويهدد لغة الحوار البناءة، ويعاكس صالح القضية الوطنية التي تتعرض لمخاطر إسرائيلية متراكمة، وهو حديث ممتد لما قاله قبل أيام جبريل الرجوب الذي هدد باستخدام القوة تجاه حماس، ولحظتها طُلب فتحاويا من حماس ألا تلقي له بالا ولمح الكادر الفتحاوي أن أبو رامي في أحايين يفقد السيطرة على أقواله أمام الإعلام، مستدلين أنه هاجم الرئيس عباس قبل فترة قصيرة.

كما أن خيار القوة غير واقعي، ففتح لا تملك قوة عسكرية او سياسية لتفعل ذلك، إلا إن اعتمدت على التهديدات الاسرائيلية في شن عدوان جديد على القطاع. وأرجح ان تهديد المجلس الثوري نتج عن الصراعات الفتحاوية الداخلية، فهنالك تيار يقوده الأسير مروان البرغوثي يحاول لملمة الجراح وترتيب البيت الفلسطيني، في المقابل هنالك تيارات فتحاوية وأمنية ضد هذا التوجه، فالرئيس أبو مازن ومن حوله لا يرغب بقدوم تيار يحمل رؤية إصلاحية، فمراكز القوى الأمنية والسياسية في الضفة قلقة من التغيرات الايجابية لصالح الوئام الوطني والمصالحة بين فتح وحماس.

ولا شك أن هذا الخطاب يجنح إلى توتير الساحة الفلسطينية بعد الهدوء ومرحلة التفاؤل، ومن يستخدم القوة ضد غزة هو فقط الاحتلال الإسرائيلي خصوصا أن الاحتلال يصرح بتشديد العدوان على غزة وحركة فتح لا تمتلك جيشا ولا دبابات لتقاتل حماس، وفتح في غزة مبتعدة عن القوة والتفكير في هذا الاتجاه وتدرك موازين المعادلة وتحترمها، لذلك التهديد لم يكن له معنى ولم يأخذ الصدى المطلوب، ولم تأخذه حماس على محمل الجد ويهدف فقط لتوتير الساحة الفلسطينية.

وورقة الاقليم المتمرد الذي قد يأتي على فكر أحد، ويعتمد عليها البعض في تصريحاته تعتبر أخطر ما يمكن التفكير به من أي سياسي مبتدئ ساذج لا يدرك تعقيدات القضية الفلسطينية، وأي إعلان سيصب حتما لصالح انفصال قطاع غزة كمشروع وطني مستقل، وقد يستثمر من قبل بعض القوى الإقليمية لدعمه في إطار خطة دولة غزة المرفوضة حمساويا في ظل جهود المصالحة. وقد يؤدي لانهيار مبرر وجود السلطة، وسيفكك الوحدة المعنوية الفلسطينية.

لهذا لا بديل فلسطيني عن المصالحة إلا المصالحة، وأي خطاب آخر يعتبر خطابا ناقصا مرفوضا وشاذا ويفتقد للواقعية.

اخبار ذات صلة