ندد مفكرون وشخصيات سياسية مصرية، باتهامات وزارة الداخلية المصرية لحركة حماس، بالتورط في عملية اغتيال النائب العام هشام بركات.
وعدّوا خلال أحاديث متفرقة لــ"الرسالة نت" الاتهامات الجديدة بأنها "تشويه إعلامي وعبث سياسي"، موضحين أن الهدف منها "لفت الانتباه عن أخطاء النظام وإخفاقه في التوصل إلى قتلة بركات، والتغطية على أخطاءه وعجزه في معالجة القضايا الداخلية المصرية".
فقد اعتبر المفكر المصري فهمي هويدي، اتهام السلطات المصرية حركة حماس باغتيال النائب العام هشام بركات "مثيرا للسخرية والنقد، وليس محمولاً على موضع الجد". وقال هويدي في حديث خاص بـ"الرسالة نت"، الاثنين، إنّ هذه الاتهامات تقابل بالتنديد والسخرية في الشارع المصري، والإعلام الجديد يضج بحالة من التندر اتجاه ما يتم تداوله ضد حماس".
وتابع أن "الشرطة المصرية عندما تعجز عن إثبات شيء أو تحقيق إنجاز في موضوع أمني، فإنها سرعان ما تحيل الاتهام أما لحماس أو الإخوان المسلمين"، فيما رأى أن توقيت الاتهام مرتبط بمحاولة السلطات المصرية التغطية على جريمة مقتلَ الطالب الإيطالي (جوليو ريجيني)، وصرف الانتباه عن جريمة إعدامه، التي تشغل القاهرة منذ سبعة أشهر.
وقال هويدي: "إن ما يجري ضد حماس زوبعة إعلامية"، منبهاً أن الأهم هو ما ستقوله محكمة النقض التي تستأنف أمامها القضايا الكبرى، وليس ما تقوله النيابة أو حتى المحاكم ذات الاختصاص الأقل.
حياة غزة
من جهته، رفض المفكر المصري محمد سيف الدولة مستشار الرئيس المصري السابق، الاتهامات الموجهة لحركة حماس بالضلوع في اغتيال النائب العام هشام بركات.
وقال سيف الدولة لـ"الرسالة نت": "لم يثبت على حماس أي أعمال مماثلة ضد مصر أو غيرها من الأطراف العربية؛ لأن بنادقها لم توجه إلا للعدو، كما أنه ليس لها أي مصلحة في التورط مع السلطات المصرية التي تتحكم في شرايين حياة غزة من خلال المعبر".
وأكدّ أن حماس هي الطرف الوحيد القادر على تقديم ردود تفصيلية تجاه الاتهامات التي تعرضت لها، مبيناً أن أفضل طريقة لنفي الاتهامات استعداد الحركة للتعاون مع السلطات المصرية في كافة التفاصيل المتعلقة بالحادث.
من جهته، وصف الخبير القانوني البارز الدكتور سيف الدين عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية ومستشار الرئيس المصري السابق، اتهامات النيابة، بالساذجة، مقللا من أهميتها القانونية والسياسية.
وقال عبد الفتاح لـ"الرسالة نت": "إن النيابة تتعامل باستخفاف شديد مع قضية المقاومة واتهام حركة حماس"، معتبرًا إياه "دليل إفلاس سياسي من جانب الحكومة".
واعتبر هذه الاتهامات، مكايدة سياسية وحالة من العشوائية في الأداء القضائي والسياسي، مشيدًا في الوقت نفسه بمواقف حركة حماس، وقال إنها تقوم بدور مهم في مواجهة الكيان وهي رأس حربة في الدفاع عن أمتها.
بدوره وصف الخبير الاستراتيجي عبد الله الأشعل، اتهام حماس بـ"البائس"، مؤكدًا أن هذا الاتهام لا يصب في مصلحة إنهاء الخلاف، منبهًا حكومة بلاده إلى ضرورة تحسين العلاقة مع حماس والعمل على إنهاء الأزمة معها، حفاظًا على الأمن القومي المصري.
وقال الأشعل لـ"الرسالة نت": إن اتهام الحركة مجددًا يثير حالة من السخرية والتهكم، خاصة في ظل عدم وجود أدلة في أي اتهامات سابقة"، مشيرا في الوقت ذاته إلى ضرورة العمل على إنهاء الأزمة المتعلقة بهذه القضية.