حياتهم مرهونة بـ 150 ألف جنيه

مرضى زراعة الكبد ينتظرون تسديد السفارة ديونها للمركز المعالج

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

الرسالة نت - مها شهوان

أخيراً، وبعد مماطلات عدة من قبل دائرة العلاج بالخارج تمكن مريض الكبد الوبائي "أبو أحمد" من الحصول على تحويلة للعلاج داخل المعهد القومي لزراعة الكبد في جمهورية مصر العربية، لتبدأ معاناته مع محاولات السفر عبر معبر رفح البري لعدم وجود تنسيق له من قبل السفارة الفلسطينية بالقاهرة إلى أن تمكن من السفر برفقة ابنه المتبرع الوحيد.

وبمجرد وصول الستيني أبو أحمد إلى القاهرة لتلقي العلاج في المركز التخصصي، تفاجئ بعدم السماح له بالدخول للعلاج بسبب ديون متراكمة على السفارة الفلسطينية التي لم تسدد فواتير لمرضى تلقوا العلاج، وغادروا إلى القطاع بعد شفائهم، إذ بلغت قيمة الديون المتراكمة عليها 150 ألف جنيه، الأمر الذي دفع المرضى الجدد إلى عدم الانتظار وعمل الفحوصات اللازمة على حسابهم حتى تحديد موعد العملية في الوقت الذي تنهي السفارة سداد ديونها.

وبينما ماطلت السلطة بتسديد الديوان المتراكمة عليها، توفي المريض "أبو أحمد"، وعاد إلى محملا على الأكتاف قطاع غزة، بعدما عانى إلى جانب وجعه الجسدي، ألماً نفسياً لمماطلة دائرة العلاج بغزة في منحه التحويلة كونه في الستينات من عمره. ويروي أحمد الذي رافق والده في رحلة العلاج شيئاً من المعاناة قائلاً: "منذ وصولنا مصر كنت اشتري علاج لوالدي بقيمة مائة دولار من جيبي الخاص"، وتابع بشيء من الألم: تأملت وأشقائي بعودته بعد تطمينات الأطباء بأن حالته وفق الفحوصات ستكون أفضل بعد زراعة الكبد".

ووفق مصادر مطلعة، علمت "الرسالة" أن هناك ثمانية مرضى بحاجة لزراعة كبد، خرجوا من قطاع غزة في المرة الأخيرة لفتح معبر رفح البري، وأن جميعهم أجروا فحوصات وتحاليل أرهقت جيوبهم، ولا يزالون ينتظرون تسديد السفارة الفلسطينية لديونها حتى يتمكنوا من إجراء عملية الزراعة والتماثل للشفاء.

وبحسب المصادر ذاتها، فإنه "تم طرد أربع حالات من مركز المنوفية لزراعة الكبد لعدم تمكنهم من دفع تكاليف العلاج، وذلك كنوع من الضغط على السفارة حتى تدفع ما عليها من ديون رغم أن المبلغ بسيط بالنسبة لها، إلا أن الواسطة والمحسوبية داخلها له دور كبير في مساعدة المرضى وتسهيل علاجهم".

تكاليف مرهقة

وتروي المريضة أم موسى عبر الهاتف "للرسالة" فصول معاناتها، قائلة:" بمجرد حصولي على تحويلة لزراعة كبد بمصر، خرجت برفقة ابني كونه الوحيد الذي تتطابق تحاليله مع حالتي(..) استدنت المال من المعارف للوصول إلى المعهد القومي لزراعة الكبد، لكني صدمت حينما رفضوا ادخالي للعلاج بسبب ديون السفارة الفلسطينية".

وتابعت:" لم يتبق معنا مال لسد أبسط احتياجاتنا الأساسية، فنحن ندفع ايجار الشقة، بالإضافة إلى العلاج الذي أخذه يوميا حتى يأتي موعد زراعة الكبد(..) من يوم لآخر أدخل في غيبوبة لكني لا أقوى على الذهاب إلى المستشفى فيضطر ابني لمراعاتي". وتخشى أم موسى، عدم العودة إلى أطفالها معافاة، فيدركها قطار الموت قبل زراعة الكبد.

وفي السياق ذاته، تحدث الشاب أحمد يونس المقيم برفقة والده بمصر بعدما تبرع له لزراعة الكبد، أنهم يواجهوا صعوبات من السفارة بسبب قلة المال، إذ لا توجد تغطية مالية للمرضى الذين قدموا من قطاع غزة مؤخراً.

ووفق يونس، فإن السفارة الفلسطينية تماطل بمعالجة المرضى، وأن المعهد يقوم بالدور المطلوب منه فور توفر المال، مضيفاً أن معهد زراعة الكبد بالمنوفية لا يعتمد أي تحويلة علاجية إلا بختم السفارة، لكن ذلك غير متوفر حتى اللحظة".

ويؤكد أن السفارة الفلسطينية في القاهرة، لم ترد على المرضى بشأن تسديد ديونها ليتمكنوا من زراعة الكبد رغم طرق أبوابها يومياً، مشيرا إلى أنهم يبررون ذلك بعدم وجود المال لديهم، موضحاً أن ثمن التحاليل والعلاجات التي ينفقها المريض من جيبه الخاص تفوق المبلغ الموجود في تحويلة المريض، وتابع أن "العديد من المرضى حالتهم تزداد سوءا، وباتت حياتهم معرضة للخطر".

يذكر أن مريض زراعة الكبد يكلف السلطة الفلسطينية ما يقارب الـ 35 ألف دولار للعلاج بمعهد الكبد بالمنوفية، وهو الأقل تكلفة مقارنة مع المراكز الأخرى في الدول العربية والعالم.

البث المباشر