قائمة الموقع

السلطة تلهث خلف وهم المفاوضات لتشتري استمرار وجودها

2016-03-09T13:54:34+02:00
محمود عباس وجو بايدن (الأرشيف)
غزة-محمد عطا الله

تلهب انتفاضة القدس المشتعلة منذ أكتوبر الماضي ظهر السلطة الفلسطينية، وتثقل كاهلها، كما تؤرق سلطات الاحتلال الإسرائيلي العاجزة عن التصدي لحالات المقاومة الفردية، فالأولى تخشى الانهيار مع استمرار تصاعد وتيرة الانتفاضة، والثانية يربكها فقد الأمن ويجهد أجهزتها الأمنية على أكثر من صعيد.

وبحسب مراقبين، فإنه كلما زادت انتفاضة القدس اشتعالاً كلما خبت فرص استئناف مسيرة التسوية بين السلطة وحكومة الاحتلال، فاستمرار القبضة الأمنية التي تفرضها سلطات الاحتلال على مدن الضفة الغربية المحتلة، فضلاً عن التوسع الاستيطاني، وتهويد المسجد الأقصى، يؤجج الانتفاضة ويدفعها باتجاه العمل المسلح، وهو ما تخشاه السلطة وحكومة الاحتلال.

ويعيش رئيس السلطة محمود عباس حالة إحباط سياسي غير مسبوقة، لاسيما مع تعثر جهوده لإقامة مؤتمر دولي يحدد فيه جدول زمني لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية؛ بسبب انشغال الإدارة الامريكية في انتخاباتها الداخلية، وفق المراقبين.

وفي ظل انغلاق الأفق السياسي أمام الرئيس عباس، كشف مسؤولون في السلطة أنه يعتزم اتخاذ قرارات حاسمة خلال الفترة المقبلة، لإلزام المجتمع الدولي من أجل الضغط على (إسرائيل) للعودة لطاولة المفاوضات والالتزام بشروط الشرعية الدولية.

محاولات رئيس السلطة تلك رأى فيها مختصون بالشأن السياسي، أنها أقرب لبيع "الوهم" للشعب الفلسطيني، على ضوء حالة الإفلاس واليأس التي يعيشها عباس مع سقوط آخر أوراقه السياسية -المفاوضات- التي كان يناور بها.

محاولة "إلهاء"

ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي فايز أبو شمالة، أن السلطة الفلسطينية لا تملك القدرة على تقديم أي إنجاز سياسي في الوقت الراهن، مبينا أن كل ما يطرح هو محاولة "لإلهاء" الشارع الفلسطيني بوجود مبادرة أو حلول سياسية يمكن تقديمها.

ويوضح أبو شمالة في حديث لـ "الرسالة" أن أي إجراءات سياسية ستتخذها السلطة ستكون وهمية ولن يتمخض عنها شيء جديد، لا سيما في ظل عدم قدرتها على تطبيق أبسط القرارات، وهي الصادرة عن المجلس المركزي بتحديد العلاقة مع الاحتلال.

وأشار إلى أن مستقبل السلطة السياسي انهار وسينتهي مع الوقت، لافتا إلى أنها لا تمتلك سوى اتخاذ قرارات القمع والملاحقة للانتفاضة الحالية والمحافظة على التنسيق الأمني مع (اسرائيل) "فقط".

صراع مفتوح

ويتفق الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل مع سابقه، مشيرا إلى أن السلطة تعيش في مرحلة "رمادية" قائلاً: "هناك تردد وحسابات سياسية لأي قرار تتخذه السلطة، وهي تنتظر الآن ما سينبثق عن المبادرة الفرنسية".

وأكد عوكل لـ "الرسالة" أن السلطة الفلسطينية لم تنجح في العودة إلى خيار المفاوضات مع الاحتلال، كما أنها غير قادرة على الانخراط في الانتفاضة، "وتعيش مرحلة رمادية معدومة الخيارات". ولفت إلى أن بقاء الوضع الحالي سُيجبر السلطة مُرغمة على الذوبان في الانتفاضة خلال المرحلة المقبلة، متوقعاً أن تتصاعد الانتفاضة وتدخل مرحلة الصراع المفتوح نهاية العام الحالي.

وبين أن الحالة الضبابية التي تعيشها السلطة تعود لمشكلتها في عدم دخولها الانتفاضة، تزامنا مع رفض الاحتلال إعطائها أي إنجاز سياسي.

ويبدو أن السلطة الفلسطينية باتت عاجزة عن اتخاذ أي قرارات من شأنها أن تُحدث تحولا مصيريا في القضية الفلسطينية، لاسيما أنها رهنت مستقبلها بالاحتلال.

 

اخبار ذات صلة