ألقى تصاعد وتيرة العمليات البطولية في مدن الضفة الغربية والقدس المحتلة ضمن أحداث انتفاضة القدس المشتعلة منذ أكتوبر الماضي بظلاله على وضع رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، لاسيما مع عجزه الواضح عن حفظ الأمن للإسرائيليين، وفقدانه السيطرة على سير الأحداث المتصاعدة.
ويبدو أن العمليات الأخيرة التي نفذها فلسطينيون داخل عمق الاحتلال الاسرائيلي، وأدت إلى مقتل إسرائيليين وإصابة أكثر من 15 آخرين ما بين مستوطن وجندي، أوجدت حالة من الإرباك لدى قادة الاحتلال السياسيين والعسكريين وخاصة نتنياهو.
ويثير ارتفاع وتيرة العمليات الفدائية السؤال حول قدرة نتنياهو على الاحتفاظ بكرسي رئاسة الحكومة، لاسيما في ظل وجود معارضين له ولسياساته، وتدهور شعبيته بين الاسرائيليين لعدم قدرته على توفير الأمان لهم.
وكان رئيس حزب "اسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان، قد طالب نتنياهو بالاستقالة من منصبه، لعدم قدرته على احتواء الأوضاع الجارية في مدن الضفة.
وفي هذا الإطار، يؤكد أكرم عطا الله المختص في الشأن الاسرائيلي، أن ما يحدث في الضفة من عمليات كشف الوجه الحقيقي لنتنياهو، وعدم قدرته على ردعها والحفاظ على الأمن، مستبعدا خلال حديث مع "الرسالة"، أن تؤدي هذه الأوضاع إلى الإطاحة بنتنياهو عن سدة الحُكم، أو تُعجل بإجراء انتخابات جديدة.
وبحسب عطا الله، فإنه يمكن أن يُطاح به في حال أقدم على الانسحاب من الحُكم، أو حدث عجز في الموازنة الاسرائيلية. وذكر أن حكومة نتنياهو مازالت قوية ومتماسكة وأكثر استعداداً لتحمل الأوضاع الجارية، وباستطاعة نتنياهو الحفاظ على مؤسساته.
ويتفق خالد العمايرة المختص في الشأن الإسرائيلي مع عطا الله، مستبعدا تعجيل الانتخابات الاسرائيلية في المستقبل القريب، موضحا أن اليمين الإسرائيلي مازالت كفته راجحة في الوسط الاسرائيلي، مشيرا إلى أن حزب اليمين يضغط على الحكومة لتكون أكثر إجراما على الفلسطينيين، في ظل تصاعد الانتفاضة. ووفق العمايرة، فإنه في حال إجراء انتخابات اسرائيلية جديدة فإن عدد مقاعد الليكود ستتناقص.
تراجع شعبية نتنياهو
ومؤخراً أجرت القناة الثانية العبرية، استطلاعا للرأي أظهر تراجع شعبية نتنياهو بشكل حاد بين الإسرائيليين، في حين ارتفع تأييدهم للحزبين الأكثر تطرفا بين الأحزاب الإسرائيلية، وبحسب الاستطلاع، تبين أن نتنياهو وحزبه الليكود سيخسران إذا جرت الانتخابات البرلمانية الآن ما لا يقل عن 4 مقاعد، ويكتفي بـ 26 مقعدا مقابل 30 في انتخابات 2015 من أصل 120 مقعدا في الكنيست. كما أظهرت أن 73% من المستطلعين غير راضين أبدا عن نتنياهو وسياساته وعدم توفير الأمن لهم.
وبالعودة إلى عطا الله، فإن تلك الاستطلاعات تعكس مزاج الرأي العام الإسرائيلي، ويؤخذ بها في إطار حملة التحريض ضد نتنياهو وتؤثر عليه في المدى البعيد، وقال "لا يوجد أي معارض جدّي ومنافس لنتنياهو، إضافة إلى انه استطاع القضاء على خصومه"، مشيرا إلى أن الانتفاضة والعمليات يمكن أن تحدث تغييرا في تراجع شعبية نتنياهو.