الذكرى الثالثة لرحيل خنساء فلسطين

مريم فرحات ( أم نضال ) النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني عن كتلة التغيير و الإصلاح
مريم فرحات ( أم نضال ) النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني عن كتلة التغيير و الإصلاح

الرسالة- تقرير خاص

يوافق  اليوم17  مارس، الذكرى السنوية الثالثة لرحيل "خنساء فلسطين" مريم فرحات ( أم نضال ) النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني عن كتلة التغيير و الإصلاح.

هي مريم محمد يوسف فرحات ولدت في غزة لعام 1949م، وسكنت حي الشجاعية من قطاع غزة، تزوجت من فتحي فرحات، ومن خطواتها الأولى في ركب الثائرين، أن حملت بمولودها الأول أثناء الامتحانات الثانوية "التوجيهي"، وقد تحصلت على معدل 80% .

واشتهرت أم نضال بلقب "خنساء فلسطين"، بسبب التضحيات الكبيرة التي قدمتها، بدء من احتضان المقاومين والمطاردين طيلة سنوات الانتفاضتين ، وليس ختامًا عندما قدمت ثلاثة من ابناءها شهداء من بينهم أحد ابرز قادة القسام ومصنع صواريخها نضال فرحات، وأول استشهادي تودعه امه محمد فرحات.

وكانت أم نضال أول امرأة فلسطينية تصطحب نجلها اثناء تصويره لوصيته قبل التوجه لتنفيذ عملية استشهادية، من خلال ظهورها في وصية محمد قبل استشهاده، وكانت تودعه لحظة بلحظة، حتى اثناء تنفيذه لعملية اقتحام مستوطنة عتصمونا عام 2002 وقتل يومها 15 اسرائيليًا.

وتوفي عنها زوجها الذي رافقها سنوات التضحية، وتعرض للتعذيب الشديد على يد الاحتلال والسلطة الفلسطينية بعد مجيئها، وبقيت ام نضال تدفع بابناءها نحو الشهادة لتفجع باستشهاد نجلها الثاني نضال فرحات خلال محاولته تصنيع طائرة بلا طيار.

بدايات النضال  لأم النضال كانت في عام 1992م ، عندما آوت في بيتها، المناضل الذي وصفه الإسرائيليون "بذي الأرواح السبعة"، القائد عماد عقل قائد الجناح العسكري لحركة حماس، واستشهد في منزلها بالرابع والعشرون من نوفمبر لعام 1993، بعد أن تحول إلى جبهة حرب بينه وبين ما يزيد عن مائتي جندي "إسرائيلي" قبل اقتحامهم المنزل واستشهاد عماد عقل.

واختطف الاحتلال نجلها وسام عدة ليحكم عدة سنوات بتهمة ايواء عقل، وتبدأ رحلة مطاردة نجلها الثاني نضال الذي شق طريقه في تصنيع وتطوير صواريخ القسام برفقة عدد من المهندسين ابرزهم عدنان الغول وتيتو مسعود وغيرهم من الرعيل الأول للقسام.

و في العام اغتالت طائرات الاحتلال 2005 ابنها الثالث الشهيد رواد بعد قصف سيارته في مدينة غزة.

وبعد اشهر قليلة خرج نجلها وسام من سجون الاحتلال، لتدفعه مجددًا في ساحات الجهاد والمقاومة، ويغدوا واحدًا من اولائكم الذين يدفعون الاحتلال ثمنًا باهضًا على جرائمه.

وبعد فوزها في انتخابات المجلس التشريعي التي اجريت عام 2006م، خاضت مسيرة المقاومة والسياسة لتكمل دربها ونضالها من أجل نيل الشعب الفلسطيني لحقوقه كاملة وفق قولها لوسائل الإعلام.

بقيت ام نضال نموذجًا ورمزًا تحتذي به نساء فلسطين اللواتي سرن على دربها وبات مشهد تسجيل وصية الشهيد برفقة ابويه امراً اعتياديًا لدى شعب انتهج طريق الخنساء، واصبحت واحدة من رموز القضية الفلسطينية وأهم معالمها الوطنية.

وفي يوم 17مارس 2013 توفيت النائبة بالمجلس التشريعى الفلسطينى مريم فرحات في مستشفى الشفاء بقطاع غزة، بعد صراع مع المرض استمر سنوات، وقضت فرحات سنوات في رحلات العلاج بين مصر وغزة وسوريا.

البث المباشر