يخوض وفد حركة المقاومة الإسلامية حماس نقاشات مهمة في العاصمة القطرية بعدما أنهى زيارته للقاهرة والتي جاءت بعد قطيعة كبيرة واتهامات خطيرة حول ضلوع الحركة في اغتيال النائب العام المصري هشام بركات.
زيارة وفد حماس لمصر حصدت اهتماما واسعا على الصعيد الفلسطيني، حيث علّق عليها أهالي قطاع غزة تحديداً آمالاً كبيرة حول إمكانية إحداث اختراق في الواقع الصعب والمعقد في قطاع غزة والذي يزيده تعقيداً إغلاق السلطات المصرية لمعبر رفح.
وعكس السماح لوفد حماس بالخروج من مصر إلى الدوحة شيئا من المرونة التي تبديها السلطات المصرية اتجاه الحركة، بخلاف الحال طوال الفترة الماضية التي شابها الكثير من التحريض والاتهامات المستمرة ضد حماس.
تسريبات عديدة تتحدث عن زيارة مرتقبة لحماس إلى السعودية التي ساهمت على ما يبدو في اتمام اللقاء بين الحركة والمخابرات المصرية، وفق بعض المراقبين، بيد أن حماس نفت تصريحات للقيادي أحمد يوسف بهذا الخصوص، ومع ذلك فإنه لا يمكن التشكيك بتغير الموقف السعودية اتجاه حماس نحو شيء من المرونة، خاصة في ظل التقارب السعودي التركي القطري والرؤية الموحدة حول عدد من الملفات في المنطقة بما ألقى بظلاله على العلاقات الحمساوية السعودية ومن ثم المصرية.
ومن هنا يصعب الجزم بأن دعوة حماس إلى القاهرة تمت برغبة مصرية أحادية، وإنما برغبة إقليمية متعددة الأطراف للمحور الذي تقوده المملكة العربية السعودية، وفق مراقبين.
وتبدو أجندة وفد حماس تتضمن ملف المصالحة مع حركة فتح، وفي هذا السياق، قال القيادي في الحركة المتواجد بالدوحة حسام بدران أن لقاء سيجمع حركته مع فتح، مبيناً أن اللقاء المرتقب منوط بحركة فتح، بعد أن تأتي بالردود النهائية من قياداتها حول ما ترتب عن اللقاء الماضي، وبالذات موقف الرئيس محمود عباس. وأشار في تصريحات صحفية إلى أن وفد حماس الذي خرج من غزة مؤخراً يجري مباحثات داخلية مع قيادة الحركة بالدوحة.
الحديث عن لقاءات قريبة مع حركة فتح في الدوحة لاستئناف المباحثات التي جرت الشهر الماضي ليست بمعزل عن العلاقة مع القاهرة خاصة أن المصالحة ضرورة حتمية لحل الكثير من العقد المرتبطة بالعلاقة مع مصر التي تشترط وجود حرس الرئيس على معبر رفح لإعادة فتحه بشكل مستمر كما طلبت من حماس تواجد قوي لحكومة الحمد لله في غزة لتسهيل عدد من الملفات في القطاع وهو ما سيخضع للنقاش في الدوحة.
ولا يمكن فصل المصالحة المتعثرة عن باقي الملفات المتشابكة خاصة المتعلقة بقطاع غزة، حيث إن معظم الإشكاليات الموجودة والدول التي تحاول زحزحتها بما في ذلك المقربة من حماس وعلى رأسها قطر وتركيا، تعتبر أن المصالحة أساسية لتمرير كل الحلول عبر حكومة توافق فلسطيني يعترف بها المجتمع الدولي.
وفي كل الحالات لا يمكن القول إن زيارة حماس للقاهرة ومن ثم للدوحة وغيرها من العواصم العربية إن صحت التسريبات تعني كسر الجمود السياسي الذي أحاط بالحركة منذ سنوات بقدر ما يعكس حجم الضغوط التي تمارس عليها من عدة أطراف لتقديم تنازلات ومرونة كبيرة في مواقفها لفك الحصار السياسي والمالي الذي تعاني منه.
وتلعب هذه المحاور على عامل الوقت وتدهور الأوضاع في قطاع غزة ما يشكل ضغطا كبيرا على الحركة في محاولة لتطويعها.
وتسعى أطراف إقليمية متناقضة لدفع حركة حماس للاصطفاف معها، بيد أن الحركة ترفض الانجرار إلى لعبة المحاور، وتدفع جراء ذلك ثمنا باهظا على صعيد الحصار، حيث تحاول حماس الموائمة في علاقاتها مع الجميع على قاعدة دعم القضية الفلسطينية.
وهذا ما أكده عضو المكتب السياسي لحماس محمود الزهار، الذي قال إن حركته لن تلعب لعبة المحاور، التي لن يستفيد منها إلا الغرب، موضحاً أن حركته تسعى لإقناع الأطراف كافة، بإبعاد حماس عن الخلافات الدائرة، وأن حركته فقط توجه جهودها، نحو القضية الفلسطينية، ضد الاحتلال الإسرائيلي.