الاحتلال يعلن الحرب على القمح الممتد على حدود غزة

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

الرسالة نت -أحمد أبو قمر

يخشى مزارعو القمح على حدود غزة، أن يقدم الاحتلال على اتلاف محصولهم الذي يبشر بموسم ممتاز بسبب كثرة الأمطار التي هطلت على قطاع غزة خلال الشتاء.

تصريحات الاحتلال في الأيام الأخيرة حول محصول القمح الوفير على الحدود ومدى الخطورة التي يشكلها لأمنه بسبب كثافته على خلاف المواسم الماضية، دفعت بالمزارعين للخوف من اقدام الاحتلال على رشه بمبيدات قاتلة أو حرقه خلال الفترة المقبلة.

وتجدر الاشارة إلى أن المساحة الكلية المزروعة بالمحاصيل الحقلية في غزة بلغت قرابة 36 ألف دونم، معظمها مزروعة في المناطق الحدودية، منها حوالي أكثر من 23 ألف دونم قمح.

 الخسائر ستكون كبيرة

بدوره، قال المهندس نزا الوحيدي مدير عام الإرشاد في وزارة الزراعة: "يبدو أن الاحتلال بدأ جديا في التخطيط لتدمير محصول القمح، وقد أغاظه ما يرى من خصب هذا العام رغم كل محاولاته التي تراوحت بين الحرق ورش المبيدات وإطلاق النار".

وأضاف الوحيدي، أن ما يدعيه الاحتلال أن حقول القمح يمكن أن تخفي المقاومين هو باطل، نظرا لمحدودية ارتفاع المحصول عن سطح التربة، مشيراً أن الاحتلال لا يعتمد في المراقبة على أعين الجنود والطرق القديمة التقليدية فهو يستخدم الأشعة والرادار والتصوير بالطائرات دون طيار وبالونات المراقبة المثبتة على طول السياج.

وكان موقع "والا" العبري قد نقل تخوفات لدى قيادة فرقة غزة بجيش الاحتلال (الإسرائيلي) من أن يستغل مقاتلو حركة حماس حقول القمح القريبة من الحدود مع غزة لتكون بمثابة غطاء يستخدمونها لفتح مخارج للأنفاق داخل الحدود، لتنفيذ عمليات تسلل للمعسكرات والمستوطنات القريبة.

ولفت الوحيدي إلى أن المزارع يضطر إلى زراعة المناطق الحدودية بالقمح نظراً لأنها منطقة تماس يحظر الاحتلال زراعتها بالأشجار ذات السيقان المرتفعة أو الأوراق الكثيفة، كما أن حجم الخسائر في القمح تكون أقل من بقية المزروعات الأخرى حال تعرضت للتدمير.

ولفت إلى أن الخسائر التي قد يتكبدها المزارعون حال أقدم الاحتلال على تنفيذ مخططه، ستكون بالملايين، وسيخسر المواطن قيمة محصوله، وكذلك تدمير في البنية التحتية، ولن تكون الخسارة أقل من ألفي دولار للدونم".

 نوايا مبيتة

ونقل موقع "والا" عن قيادة جيش الاحتلال قولها إن كمية الأمطار التي هطلت على مناطق شرقي القطاع خلال هذا الموسم وزادت بنسبة 30% عن العام الماضي، رفعت من خصوبة موسم القمح، حتى وصل ارتفاع المحصول إلى نحو مترا، ما يشكل غطاءً للمسلحين الفلسطينيين في المنطقة.

وتعكس هذه التصريحات "النوايا المبيتة" لدى جيش الاحتلال لوضع القمح على قائمة أهدافه لإتلافها، بعد استهدافها للبيوت البلاستيكية على طول الحدود مع غزة.

وذكر تقرير "والا" أن كميات الأمطار التي هطلت ساهمت في نمو سنابل القمح في الحقول المحيطة بغزة، والمحاذية للشريط الحدودي مع (إسرائيل) إلى نحو كيلو متر كامل، في حقول واسعة ومترامية الأطراف تمتد على آلاف الدونمات بالقرب من السياج الحدودي، ولن يبدأ حصادها قبل أواسط شهر أيار/ مايو المقبل.

وأوضحت مصادر عسكرية في القيادة الجنوبية لجيش الاحتلال، أن هذه الحقول تشكل نقطة الضعف المحتملة في كل ما يتعلق بحفر الأنفاق من قطاع غزة وتسلل عناصر المقاومة إلى ما وراء خطوط الاحتلال.

وبحسب المصادر، فإن حقول القمح تمكن الفلسطينيين في القطاع من فتح منافذ ومخارج للأنفاق الهجومية دون أن يتم اكتشاف ذلك، كما تمكن عناصر المقاومة من الزحف باتجاه السياج الحدودي مستعينين بالغطاء الذي توفره حقول القمح، وإخفائهم عن أعين الجنود وكاميرات المراقبة.

كما وتحدث الوحيدي عن استعانة وزارة الزراعة بمؤسسات دولية وعلى رأسها اللجنة الدولية للصليب الأحمر لتوضيح ونشر حقيقة جرائم الاحتلال بحق المزارعين وأراضيهم.

وأكد أن العام الحالي هو الأفضل بالنسبة لزراعة القمح والأكثر تميزاً مقارنة مع سابقه في معدلات وتوزيع الهطول الذي انعكس إيجاباً على نمو وغزارة المحصول.

وتوقع أن تعطي المساحة المزروعة بالقمح إنتاجًا أكثر من ثمانية آلاف طن، مشيراً إلى أن محصولي القمح والشعير من أكبر المحاصيل فجوة والتي يغطى معظمها بالاستيراد من الخارج.

ولفت إلى أن فلسطين عامة من أفضل المناطق في إنتاج الحبوب في حال كانت الأمطار مناسبة وتزيد على 400 ملم في السنة، حيث التربة مناسبة والظروف المناخية عامة تساعد في نجاح المحصول.

 

البث المباشر