حكاية بطولية جديدة سطرها البطل منتصر الشلبي -44 عاما- عندما نفذ عملية حاجز زعترة أسفر عنها مقتل اثنين من المستوطنين واصابة ثالث بجروح بالغة، وذلك ردا على الانتهاكات الإسرائيلية الأخيرة في الضفة المحتلة ومدينة القدس.
العمليات البطولية التي نفذها الفلسطينيون كثيرة لكن ما فعله الشلبي يدحض روايات الاحتلال بأن الأبطال فقراء ومتطرفين، لكنه ترجل هذه المرة رجل أعمال معروف من بلدة ترمسعيا في مدينة رام الله ويعيش منذ سنوات طويلة في الولايات المتحدة، ونفذ عمليته بمفرده.
أنهى الشلبي عمليته وانسحب بهدوء، وجعل "إسرائيل" تستنفر بأجهزتها للبحث عنه عدة أيام وعززت قواتها في الضفة الغربية، حتى وصلت إليه بعد محاصرته حيث يتواجد في بلدة سلواد التابعة لمحافظة رام الله والبيرة.
لم يكتف الاحتلال بذلك بل يستعد جيشه لهدم منزل شلبي في زعترة كما ورد عبر وسائل الاعلام.
المعركة التي خاضها منتصر ليست حدثا عابرا بل صيحة كبرى بأن القادم أعظم، فهو شكل نموذجا فريدا مختلفا كونه رجل أعمال ويحمل الجنسية الأمريكية، ومع ذلك ركل حياته المستقرة من أجل القدس والأقصى.
عملية زعترة احتفاء الكل الفلسطيني كان فيها مختلفا، كونها تدلل على أن الضفة المحتلة تعتبر مخزون نضالي فريد يرعب الاحتلال ويفسد مخططاته وبعملية واحدة يستنزف قواه.
وأجمع رواد التواصل الاجتماعي أن لولا التعاون الامني بين السلطة الفلسطينية وجيش الاحتلال ما كان ليتم كشف مكان شلبي.
وكانت سلطات الاحتلال ادعت بأنها تلقت معلومات استخباراتية تفيد بأن شبلي يتواجد في أحد منازل البلدة، وقالت إن الاعتقال نفذ بواسطة عناصر وحدة "يمام"، وعناصر من جهاز الأمن الإسرائيلي العام (شاباك).
زوجة شلبي "أم أحمد" تحدثت قبل اعتقاله إلى وسائل الاعلام وقالت:" قبل اعتقال زوجي جاءت أجهزة السلطة الأمنية للتحقيق معي وحاولوا استفزازي (..) قلبي موجوع نفسي تصير السلطة زلام ويقفوا جنب الشعب".
وذكرت أن عناصر الأجهزة الأمنية الفلسطينية وجهوا لها أسئلة حول مركبتهم، وإن كان تمّ بيعها أو لا، ولمن؟ فأخبرتهم بأنها "لا تعرف شيئًا"، ثم طردتهم من المنزل وفق قولها.
وأضافت: بعد حضورهم للبيت توقعت مداهمة الجيش الإسرائيلي لنا، وفعلا جهزت نفسي مستعدة للاقتحام".
وذكرت أم أحمد أن الاحتلال هددها بقتل زوجها منتصر إذا لم يسلم نفسه، وذلك أثناء مداهمة منزل العائلة في ترمسعيا شمال رام الله، واعتقال نجلها أحمد، وفي الليلة ذاتها احتجزوهم في غرفة واحدة مع كلب، وأخضعوهم للتحقيق، وسألوهم عن أمور لا يعرفون عنها شيئًا، وحاولوا الضغط عليهم لانتزاع اعترافات.
ومن يعرف المنتصر يصف ملامحه قريبة من ملامح الأرض، ويعيش في الجبال والوديان والقرى والبلدات والمدن وأزقة المخيمات، شكله من الخلف يشبه حنظلة ومن الأمام كضوء قبة الصخرة، شجاع مضحي لا يهاب الصعاب والمخاطر وكأنه عشرون مستحيل، بالصمود والإقدام يساوي ألف رجل.