قائد الطوفان قائد الطوفان

الإدارة الأميركية تتواطأ في تجويع قطاع غزة

المجاعة- قطاع غزة
المجاعة- قطاع غزة

الرسالة نت- خاص

تستمر (إسرائيل) في حرب التجويع التي تنتهجها ضد سكان قطاع غزة، وبدرجة أكبر على سكان شمال القطاع.
حرب التجويع التي بدأت مع شن الحرب على غزة قبل أكثر من عام، وجدت التأييد المطلق من الإدارة الأمريكية التي تعطي الغطاء لسلطات الاحتلال (الإسرائيلي) بالاستمرار في هذه السياسة.
وفي ظل اشتداد المجاعة في جميع محافظات قطاع غزة، تزعم الإدارة الأمريكية بأن الاحتلال اتخذ إجراءات لتحسين الوضع الإنساني في غزة، في وقت يقول الواقع عكس ذلك تماما.
وتؤكد تقارير مؤسسات الأمم المتحدة وصول مناطق في غزة إلى حافة المجاعة، في وقت دعت مؤسسات حقوقية لإعلان المجاعة رسميا في شمال غزة.

** المجاعة تشتد

المواطن عبد القادر محمود الذي لا يزال محاصرا مع عائلته في مشروع بيت لاهيا في شمال غزة، أكد أنه لم يتلق أي مساعدة منذ نهاية شهر يوليو/ تموز الماضي، في وقت ترفض فيه (إسرائيل) إدخال المساعدات للسكان.
وقال محمود إنهم بالكاد يجدون الطحين ويأكلون الخبز دون وجود أي نوع من الطعام، مشيرا إلى أن الطعام شحيح ويزداد سوءا يوما بعد الآخر.
واستهجن ادعاءات الإدارة الأمريكية التي تتحدث عن تحسينات في دخول المساعدات لقطاع غزة، في وقت تعطي فيه الولايات المتحدة ضوءا أخضر لجيش الاحتلال في تجويع المدنيين، كما تشارك في قتلهم عبر إمداد (إسرائيل) بالسلاح دون حدود.
في حين، طالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، الجهات الرسمية المعنية والمنظمات الدولية والأممية المختصة بإعلان المجاعة رسميّا في شمال قطاع غزة، مع مرور أكثر من 50 يومًا على منع قوات الاحتلال (الإسرائيلي) إدخال أي مساعدات أو بضائع لمئات آلاف السكان المحاصرين هناك، الذين يتعرضون لأعنف حملة إبادة جماعية للقضاء عليهم بالقتل والتهجير القسري.
وقال المرصد الأورومتوسطي في بيان إن عشرات الآلاف من الفلسطينيين، بمن فيهم عشرات المرضى في ثلاثة مستشفيات شماليّ قطاع غزة، يواجهون خطرًا محدقًا بالموت جوعًا، أو الخروج بتداعيات صحية دائمة، جراء الحصار الإسرائيلي غير القانوني.
وأوضح أن (إسرائيل) تمنع إدخال أي مساعدات إنسانية إلى شمال غزة منذ 25 سبتمبر/ أيلول الماضي.
وأضاف المرصد: "وفي 1 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، منعت إسرائيل البضائع، لتبدأ بعد أربعة أيام بشنّ هجوم عسكري واسع لا يزال مستمرًا حتى اليوم ضد جميع السكان في جباليا وبيت لاهيا، وفصلت بموجبه وبشكل فعلي محافظة شمال غزة عن باقي قطاع غزة".
وأشار المرصد إلى أن السكان الذين لا يزالون في شمال غزة يقبعون تحت حصار خانق ويتعرضون لقصف متواصل ومتعمد، ويبقون بلا إمدادات طعام أو ماء أو علاج، فيما يصبح هدفًا للاستهداف المباشر والقتل من الطائرات المسيّرة كل من يحاول الخروج بحثًا عن طعام أو ماء.
ووثق المرصد شهادات صادمة لفلسطينيين أُجبروا على الخروج من شمال قطاع غزة عن حالة الجوع المتفشية وعدم توافر الطعام، محذرًا من أن ذلك ينذر بارتفاع معدلات الجوع وسوء التغذية الحاد والأمراض المقترنة بهما، واتساع رقعتها خصوصاً بين كبار السن والأطفال والحوامل.
وتجدر الإشارة إلى أنه على مدار أكثر من 40 يومًا، استهدفت قوات الاحتلال بالتدمير والقصف مئات المنازل ومراكز الإيواء هناك، وقتلت أكثر من ألفي مواطن وأصابت أكثر من 4 آلاف آخرين، وأجبرت عشرات الآلاف على النزوح قسرًا من المحافظة، فيما لا يزال عشرات الآلاف في المنازل ومراكز الإيواء.

**  تحذير أممي!

وأعلنت الأمم المتحدة مواجهة نحو 133 ألف شخص "انعداماً كارثيا" للأمن الغذائي شمال غزة، لافتةً إلى انهيار الأنظمة الغذائية الزراعية في القطاع وتدمير الإنتاج المحلي للغذاء. 
جاء ذلك في جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي حول حماية المدنيين أثناء الصراعات المسلحة بحث خلالها مخاطر المجاعة شمال قطاع غزة.
واستمع المجلس إلى إحاطة من كل من مدير مكتب الطوارئ والصمود بمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «الفاو» راين بولسون ومساعدة الأمين العام لحقوق الإنسان إلزي كيريس.
وقال بولسون، إن «رجالاً ونساء وفتياناً وفتيات يتضورون جوعاً بشكل فعلي فيما يستعر الصراع وتمنع المنظمات الإنسانية من توصيل المساعدات إلى المحتاجين». 
واستشهد بولسون بتحذير لجنة مراجعة المجاعة بشأن وجود احتمال كبير بأن المجاعة «تحدث الآن أو أنها وشيكة الحدوث» في مناطق بشمال قطاع غزة. 
وأفاد بأن التحليلات الجغرافية المكانية تشير إلى أن ما يقرب من 70% من أراضي المحاصيل -التي أسهمت في ثلث الاستهلاك المحلي- دمرت أو لحقت بها أضرار منذ بدء تصاعد الأعمال القتالية في الحرب على غزة. 
وأوضح مدير مكتب الطوارئ لـ«الفاو» أن غزة -قبل اندلاع الحرب العام الماضي- كانت مكتفية ذاتياً إلى حد كبير بالإنتاج الحيواني والمحاصيل الزراعية. 
وحذر من أن الدمار الواسع لأنظمة الأغذية الزراعية بالقطاع فاقم الأزمة الإنسانية والجوع وزاد مخاطر المجاعة، مؤكداً أن «الوقت ما يزال متاحاً لإنقاذ الأرواح وذلك حتمية إنسانية ومسؤولية أخلاقية». 
وقال المسؤول الأممي، إنه «بحلول وقت إعلان المجاعة سيكون الناس لقوا حتفهم بالفعل من الجوع مع حدوث عواقب لا يمكن تغييرها تستمر لأجيال»، منبهاً بأن فرصة تقديم هذه المساعدة متاحة الآن وليس غداً.

البث المباشر