تصبّ دولة الاحتلال تركيزها لحسم الواقع الديني والتاريخي في مدينة القدس؛ منفذة أكبر وأضخم حملة أمنية تستهدف ترحيل السكان والمسارعة في تهويد المدينة المقدسة.
في هذا التقرير نرصد أبرز الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية التي تنفذها الدولة العبرية بواسطة أذرعها من الجماعات الاستيطانية المتطرفة، وقد ازدادت وتسارعت وتيرة الاعتداءات والانتهاكات في القدس المحتلة بالتزامن مع حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال في قطاع غزة، حيث كان أبرزها في الفترة الاخيرة:
وكثّف الاحتلال "الإسرائيلي" بعد 7 اكتوبر عمليات الهدم بحق المنشآت والمنازل التابعة لسكان مدينة القدس، حيث زادت عمليات الهدم عن 360 عملية في مختلف انحاء المدينة.
كما جرى تنظيم حفل تخريج لوحدة من جنود الاحتلال بحضور شخصيات عسكرية في ساحة البراق الملاصقة لسور المسجد الاقصى مساء الاحد الماضي حيث أطلقت فيه الأغاني الصاخبة والكثير من التصرفات الاستفزازية الأخرى إضافة الى رفع الاعلام الإسرائيلية وأداء الجنود الخريجين للقسم العسكري.
وأعلنت الجماعات المتطرفة عن عقد مؤتمر تهويدي في القدس يوم 4 ديسمبر القادم تحت عنوان ( "طريق النصر بأيدينا. ما حققناه وإلى أين نحن ذاهبون حتى النصر) حيث تقوم على تنظيمه منظمات الهيكل المزعوم ومن ابرزها منظمة بيدينو الدينية، وسيتم عقده في حي الطالبية غرب القدس المحتلة بحضور المتطرف يهودا غليك، ومن ابرز موضوعاته ستكون بحث اليات تغيير هوية هوية المسجد الأقصى وتسريع بناء الهيكل المزعوم.
وروجت العصابات المستوطنة، للبدء بتنفيذ بناء حي استيطاني جديد على بعد أمتار من بيوت المقدسيين في بلدة أم طوبا جنوب القدس، ويندرج حي " نوفي راحيل" تحت مظلة المشروع الاستيطاني الأمني الأشمل الذي يطلق عليه " التطويق والاختراق والتشتيت".
وأخلت بلدية القدس العشرات من سكان سلوان من منازلهم ودمرت ثمانية مباني، وكانت عملية الهدم الأولى يوم الثلاثاء الماضي، يوم الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وقال سكان الحي أن البلدية استغلت ذلك للهروب من انتقادات وإدانات المجتمع الدولي
تهويد مستمر!
رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي، كشف أن المنطقة الجنوبية ؛ تعرضت لسلسلة من عمليات التهويد المتواصلة، وصولا بهدم المنازل في القرى المحيطة بها تحديدا سلوان وبطن الهوى وغيرها من القرى المقدسية؛ وصولا لسطو الجمعيات الاستيطانية يدها على المنطقة، وليس انتهاء بالسيطرة على المنطقة من خلال انفاق سرية حفرت سرا خلال السنوات الماضية.
وسلوان تمثل المنطقة الجنوبية والجنوبية الشرقية للمسجد الأقصى، ويعيش عليها قرابة 60 ألف نسمة، وتمتد على 6540 دونم تقريبا، وتمثل الخاصرة الرخوة لجنوب المسجد الأقصى، وتتعرض لعمليات تدمير منذ عقود ماضية.
وقال الهدمي، إن المنطقة الجنوبية؛ تمثل البعد التاريخي الخرافي للمشروع اليهودي في القدس؛ فهي تعتبرها جزء مما تسميه "الحوض المقدس".
ويمتد الحوض بحسب العقيدة التوراتية لـ3 كم هوائي عن البلدة القديمة.
بدأ العمل فيه عام 1996، ويبدأ من حي الشيخ جراح شمالا مرورا بالبلدة القديمة ووصولا إلى بلدة سلوان وسفح جبل المكبر بهدف إضفاء صبغة يهودية على المكان، وفق الهدمي.
وأوضح أن أن المشروع يعني عمليا مسح آثار ومعالم عربية وإسلامية وتدميرها وخنق البلدة القديمة بالمسارات والبناء والأشكال التهويدية لحجب أهم معلم يدل على هوية المدينة العربية والإسلامية وهو المسجد الأقصى وسور البلدة القديمة من القدس.
وذكر أن مساحة المشروع المسمى بالحوض المقدس تقدر بنحو 15 ألف متر مربع، وتعد منطقة تحكم لـ26 حفرية إسرائيلية تتجه من سلوان إلى أسفل المسجد الأقصى والقدس القديمة.
هجمة استيطانية
من جهته، أكدّ الخبير المقدسي فخري أبو دياب، أنّ المشروع يأتي ضمن هجمة مخططة يقف خلفها ما تسمى بـ"اللجنة اللوائية للبناء والتنظيم"، وتهدف لخلق حزام تهويدي حول الأقصى.
وذكر أبو دياب لـ"الرسالة نت" أن المشروع يضم استهداف عدة مناطق بسلوان، ضمن مخطط يستهدف المناطق التي تحيط بالأقصى، وتمتد مساحته لـ26.500 دونم ، ويبدأ من حي الشيخ جراح شمالي البلدة القديمة وصولا لسلوان جنوبي المسجد الأقصى المبارك.
وبيّن أن المشاريع تتضمن انشاء وحدات استيطانية بمناطق الشيخ جراح والخان الأحمر وسلوان يقدرّ عددها بـ6800 وحدة استيطانية.
وأوضح أن من بين المشاريع المستهدفة انشاء قبور وهمية بسلوان، وحدائق توراتية تلمودية وجسر هوائي وحفريات وأنفاق.