قائد الطوفان قائد الطوفان

خلال ورشة عمل نظمتها الرسالة ..

قراءة في انتفاضة القدس والسيناريوهات المتوقعة

قوات الاحتلال الاسرائيلي (الأرشيف)
قوات الاحتلال الاسرائيلي (الأرشيف)

غزة-خاص الرسالة

تواصل انتفاضة القدس صعودها في الضفة المحتلة رغم اشتداد سطوة الملاحقة والتضييق ضد ناشطيها من قوات الاحتلال والأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية.

وأمام التغول (الإسرائيلي) وغياب الأفق السياسي والكبت والضغط الذي تمارسه السلطة على الفلسطينيين جاءت الانتفاضة لتعيد الأمل بتحريك ساحة الضفة بعد أن حاول الاحتلال والسلطة معا القضاء على المقاومة فيها إلا أن الأحداث التي تشهدها منذ شهور تؤكد أن سنوات الهدوء الذي نعم به الاحتلال انتهت.

"الرسالة نت" حاولت الوقوف على ما يجري في الضفة والبنى التحتية للمقاومة، والتعرف على فرص نهوضها والسيناريوهات المتوقعة للانتفاضة، خلال ورشة عمل داخلية بمقرها في مدينة غزة بعنوان "قراءة في أحداث الضفة والسيناريوهات المتوقعة"، استضافت خلالها الأسير المحرر محمود مرداوي الخبير في الشأن الاسرائيلي، حيث أكد أن الانتفاضة تجاوزت محاولات الاحتواء، وتمكنت من تحقيق العديد من أهدافها، رغم خفوت المظاهرات الشعبية في الضفة.

وعزا مرداوي تراجع العمل الشعبي في أحداث الانتفاضة، إلى عوامل عدة منها ما يتعلق بتشديد إجراءات الاحتلال، إضافة إلى سلوك السلطة الأمني واشتداد وتيرة التنسيق بينها وبين الاحتلال، وملاحقتها المتواصلة لحراك الانتفاضة في محافظات الضفة.

وأكدّ أن هذا الدور يزداد يومًا بعد يوم ضمن سياسة موحدة بين السلطة والاحتلال، إذ أن ما تعجز عنه أجهزة أمن السلطة تنفذه سلطات الاحتلال، موضحا أن سلوك السلطة وقياداتها نابع من قناعات سياسية مرتبطة بمستقبل وجودها القائم على استمرار التنسيق الأمني، لكنه أشار إلى أن هناك رهانا على قيادات حركة فتح وجناحها العسكري للعودة مجددًا إلى الميدان.

وقال: إن سلوك السلطة يقف عائقًا كبيرًا أمام تطور الانتفاضة"، موضحًا أنها تلتزم فقط تجاه الأحداث التي تتعلق بالقضايا الكبرى التي لا تستطيع احتواءها مثل حرق عائلة دوابشة وغيرها.

ووفقًا لقراءته، فقد استبعد أن تحل حماس بديلا عن وجود السلطة في الضفة، لحسابات تتعلق بحرص الحركة على طبيعة الأوضاع هناك، ورغبتها في سياسة الشراكة وليس الاحلال والإبدال، مشيراً إلى أن الأحداث في الضفة بدأت تتسع من حيث انتشارها الجغرافي، رغم الإجراءات غير العادية التي يتخذها الاحتلال في القدس والأراضي المحتلة.

وأضاف أن الانتفاضة اتسمت في الفترة الأخيرة بطابعها التنظيمي من حيث الأداء، رغم عفويتها لهذه اللحظة وعدم وجود مرجعية سياسية أو ميدانية موحدة لإدارتها، معرجاً على طبيعة الظروف الميدانية في الضفة من حيث تصاعد وتيرة الأداء النوعي وتنفيذ العمليات العسكرية.

وأكد مرداوي أن الفصائل عامة بما فيها الحركة الإسلامية تريد أن تستمر المواجهات مع المحافظة على أقل قدر من الخسائر في صفوف الشباب الفلسطيني، معتبرا أن المهم هو إشغال الاحتلال وتهيئة الظروف للانتفاضة وتجاوز السلطة.   

وبين أن السلطة تحاول قمع الانتفاضة واحتواءها، حيث قامت ليلة الاثنين الماضي بإطلاق النار على المتظاهرين في طولكرم ونابلس، موضحاً أنها شنت حملة اعتقالات في ظل وجود أكثر من 80 جيبا (إسرائيليا) في نابلس.

وذكر أن السلطة غيرت قراءتها للأحداث وفهمت أن الأمور بدأت تخرج عن السيطرة لذلك تحاول احتواء الأحداث قبل وصول يوم الجمعة الذي يعتبر مفصلي، فإما أن يدفع باتساع وتجذر حالة الغضب وامتداداها لتصل كل مدن وقرى الضفة أو انتهاءها.

وقال مرداوي "وصول الهبة للأرياف مهم جداً لأنها هي من تمثل حقيقة الضفة لأن المدن عبارة عن رموز"، موضحا أن الأرياف عبارة عن تجمعات كبيرة من السكان حول المدن والمناطق الجغرافية الأمر الذي يمكن السكان على الحركة والمناورة.      

البث المباشر