استبعد رئيس حزب الغد المصري المعارض أيمن نور، قبول حركة حماس التورط في أي معارك خارج فلسطين، لاسيما في سيناء المصرية، عازياً تغير موقف النظام المصري من الحركة إلى شعوره بخطورة أن يكون هناك دور تركي بديل في القضية الفلسطينية.
وقال نور لـ"الرسالة نت" من أنقرة: "إن حركة حماس تمثل قلب المقاومة الفلسطينية، وتشكل قيمة ومعنى خاص في قلوب كل المصريين بحجم وقيمة القضية الفلسطينية"، مبيناً أن هذه القيمة لا ترتبط ولا تتأثر بعلاقاتها الرسمية.
وأرجع خلاف بين حماس وبعض الأنظمة العربية لطبيعة ارتباط الأخيرة بالمشروع الإسرائيلي، مضيفًا "من الطبيعي أن يكونوا على طرفي نقيض مع حركة حماس".
ورأى نور أن خيارات حماس في هذه المرحلة تتناقض مع خيارات المرحلة العربية، بما في ذلك مرحلة "الحكم الذي يدير مصر"، منوهًا إلى أن محاولة إيجاد مساحة من التقارب مع النظام المصري لمصلحة الشعب الفلسطيني في غزة وإدارة الحياة اليومية وتسهيل حركة العبور "لا يغير من طبيعة المواقف بين الأطراف".
وأوضح أن النظام المصري لجأ للتباحث مع حماس لتهدئة الأوضاع، مستدركاً بأن ذلك "ليس دليلاً كافياً على أنه تغيير على طبيعة المواقف"، ومضى يقول: "غزة تريد الحفاظ على مساحات من العلاقات المطلوبة مع مصر بالحد الأدنى، وهي حريصة على ذلك".
وتعليقًا على الأنباء التي تتحدث عن طلب مصري لتوريط حماس في سيناء، قال: إن حماس لن تقع في هذه الخطيئة، وهي دائما تفاخر أنها لا توجه سلاحها إلا للعدو، وأي تورط لها في أي معركة خارج فلسطين هي خطيئة كبرى لن تتورط فيها".
وأضاف أن "حماس غير مضطرة ولا ينبغي لها أن توافق على أي طلب يدفع بها إلى خارج حدود نطاق صراعها مع الاحتلال، تحت أي ذريعة أو سبب"، وتابع أن "أي ثمن سياسي لعودة العلاقة بين حماس ومصر ضمن المألوف قد نتفهمه، ولكن اقحامها في معارك وتحويل وجهتها، هو ثمن غير مقبول وحماس لا يمكنها أن تتورط فيه".
وقال رئيس حزب الغد المصري: "إن حماس بحكم خبرتها، لا يمكنها أن تتورط في أي اتفاق لا يناسب طموحات الشعب الفلسطيني، ولا تستطيع أي قوة أن تضغط عليها بما يخالف الثوابت التي تمسكت بها".
معاناة غزة
وفيما يتعلق بتأثير التقارب بين الجانبين على الدور المصري تجاه القضية الفلسطينية، أكدّ أن مصر في المرحلة الأخيرة تعاني من تغير في وزنها الاستراتيجي وتأثيرها الإقليمي، مستبعدًا في الوقت ذاته أي إمكانية لحدوث أي تسوية عادلة في المرحلة الراهنة. وقال: "إن التبعية بين النظام والاحتلال لا تعطي دورًا محايدًا لمصر له علاقة بأي تسوية عادلة".
وعزا التحركات المصرية الأخيرة تجاه حلحلة الأوضاع مع غزة، لـ"شعور السلطات بخطورة أن يكون هناك دور تركي بديلا عنها في القضية الفلسطينية"، ومضى يقول: "أن الطرف المصري بات يستشعر خطورة تخليه عن القضية الفلسطينية ودخول الوسيط التركي بقوة على خط التفاوض لرفع الحصار عن غزة"، مؤكدًا أن من مصلحة مصر أن تنجز أي اتفاق ينهي معاناة غزة للحفاظ على دورها وموقعها كراعي للقضية الفلسطينية.
وأضاف نور "من المهم تحقيق المكاسب للقضية والانتصار لحقوق الشعب الفلسطيني، سواء كان ذلك بجهد تبذله تركيا أو مصر أو كلاهما سويًا"، مستبعًدا في الآن ذاته أن يكون هناك تنسيق مشترك لحلحلة الأوضاع في غزة.