خرج الملثم أبو الكوفية الحمراء كما يحب أن يصف الشعب الفلسطيني والعربي والمحب للمقاومة أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام، ليؤكد على حقيقة أن نتنياهو يكذب، ويخدع شعبه ويناور من خلال خلق الأكاذيب حتى يوهم مستمعيه انه مهتم بقضية الجنود المفقودين لديه، والذين هم بحوزة المقاومة الفلسطينية (كتائب القسام) ويعلن أنه حصل على معلومات مفيدة في موضوع الجنود المفقودين ؛ ولكن ماهية هذه المعلومات ومحتواها لم يتفوه به نتنياهو واكتفى بهذه الكلمات المبهمة وغير الواضحة .
لم يطل بنا الوقت كثيرا حتى خرج علينا أبو عبيدة معلنا كذب نتنياهو، وطارحا رسالة جديدة أمام الجميع سواء كان هذا الجميع فلسطينيا، أو (إسرائيليا)، أو عربيا أو دوليا، ويؤكد أن لا اتصالات بين القسام صاحب ملف الأسرى والقادر على فتحه أو إغلاقه، والمتحكم فيه الوحيد، والقادر على إجبار نتنياهو على الانصياع والاستجابة عندما يفتح الملف وإن ناور كعادته أو تثعلب؛ ولكن في النهاية لا مفر له من الوقوف أمام حقيقة مؤكدة أن المقاومة والقسام إذا قالت كان قولها الحق، وإذا وعدت أوفت بوعدها، لا تكذب، ولا تناور، بل تقول وتفصح عنما تريد دون لف أو دوران، وتطرح ما لديها وتفتح باب التفاوض غير المباشر مع الاحتلال عبر أي وسيط ترضاه (إسرائيل)، لأن هدفها سبق أن حدده قائدها الشهيد الشيخ أحمد ياسين في قولته الشهيرة (احنا بدنا أولادنا يروحوا) قولا واحدا لا قولين.
واليوم هدف القسام من الأسر لجنود الاحتلال واحد وهو الإفراج عن الأسرى من سجون الاحتلال، قالها القسام اليوم وأمس بكل وضوح، أمس في صفقة شاليط حدد ووضع الشروط وفاوض بجدارة واقتدار وكان مدرسة في فن التفاوض، وقدم نموذجا لم يعرفه الاحتلال من قبل حتى أصبحت مرحلة التفاوض بين القسام والاحتلال بحق منهج يدرس في علم التفاوض والسياسة، وأذلت التجربة نتنياهو وجنوده ولم يجدوا أمامهم إلا الاستجابة رغم كل الإرهاب الذي مارسه الاحتلال، والاعتداءات التي نفذها والتي كان على رأسه أهدافها تخليص شاليط من اسر المقاومة والتي تمكنت على مدار ما يزيد عن خمس سنوات الاحتفاظ بسر شاليط دون أن يعلم الاحتلال شيئا عن مكانه وظروفه، ونسج الكثير من الأكاذيب، هل هو موجود في غزة أو خارجها؟، هل هو يعيش في نفق مظلم أو يرى النور؟، هل يشاهد الشمس أو اعتلى العفن جسده؟، ثم تُخرج القسام ما في جعبتها بعد استشهاد وحدة الظل من صور لفيديوهات نفت كل التخرصات والتخمينات، وأظهرت الطريقة الحضارية والإنسانية التي التزمت بمنهج الإسلام السامي في التعامل مع الأسرى وضرب بذلك نظرية الأخلاق الإنسانية الكاذبة لدى الاحتلال والتي يتشدق بها ويدعيها كذبا مخادعا العالم بأكاذيب الواقع يكذبها.
واليوم لم يتغير الهدف وهو إطلاق سراح أسرانا من سجون الاحتلال، ولا سبيل أمام نتنياهو إلا الاستجابة للمقاومة والعمل على تحقيق صفقة جديدة لا تقل عن سابقتها بل أزود، فالسابقة كانت مقابل جندي واحد، واليوم أربعة جنود، ولا نريد أن نستبق الأمور ونحدد ما تريده القسام لأن ثقتنا بها كبيرة وهي لديها الخبرة والتجربة والإرادة التي من خلالها ستعمل على تحقيق صفقة مشرفة تثلج الصدور وتحيي الأمل من جديد بالمقاومة والقسام.
بعد سبت الصمت سنراقب سلوك نتنياهو وصحافته كيف يكون رد الفعل، وكيف سيوضح كذبته ويفسره وماذا وكيف سيتصرف؟، لسنا على عجل وإن كنا على أحر من الجمر لأننا اشتقنا للحظة فرح وطاقة نور تبعث الأمل من جديد.