"تصريح القسام" فند كذب الاحتلال وحرك المياه الراكدة

الرسالة نت - عائد الحلبي

ثلاثون ثانية كانت كفيلة بنسف الأكاذيب التي بثتها دولة الاحتلال بشأن قضية الجنود الأسرى، وإشغال الرأي العام الصهيوني، وكشف كذب قادة الاحتلال الإسرائيلي وأحاديثهم المتكررة عن تقدم في الجهود لحل القضية، فقد كشف تصريح أبو عبيدة الناطق الإعلامي باسم كتائب القسام ضمنياً عن وجود أربعة جنود صهاينة أسرى، وأنه لا حديث حول مصيرهم دون أن يدفع الاحتلال الثمن إزاء ذلك.

محللون اعتبروا أن هذا التصريح لم يكشف عن أي معلومة جديدة، بل أحدث زلزالاً سياسياً في (إسرائيل).

رسالة صادمة

وفي السياق أكد الدكتور إبراهيم حبيب الخبير الأمني أن كتائب القسام لم تكشف أي معلومة جديدة لأن الصور الأربعة التي ظهرت في التصريح سبق الحديث عنها لأـكثر من مرة، ولم تؤكد الكتائب أنهم موجودون لديها، لكنها تحدثت عن أسمائهم.

وقال لـ "الرسالة نت": "شاؤول أرون تحدثت عنه كتائب القسام خلال حرب العصف المأكول، فيما أعلن الاحتلال عن فقدانه لهدار جولدن في الحرب ذاتها، وبعدها تم الحديث عن فقدان مجند إسرائيلي من عرب النقب، وقبلها كان الأثيوبي منغستو، إذن فالقسام فعلياً لم تكشف شيئا جديدا".

وأوضح حبيب أن رسالة القسام ألقت حجراً في المياه الراكدة، وأن صور الجنود كانت "نكرة" فلم تتحدث عن شيء، ولم تعلن إن كان هؤلاء الجنود أحياء أو أموات، وإنما كان الهدف تفنيد كذب قادة الاحتلال".

وكان رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد صرح قبل أسبوعين عن حدوث "تطور مهم" بشأن الجنود الإسرائيليين المفقودين بقطاع غزة، وقال إن هناك جهودًا تبذل بهذا السياق، وإنه عقد لقاءات بهذا الخصوص، وتلقى بلاغًا مهمًا عن ذلك، دون الإفصاح عن فحواه.

وعن تداعيات هذه الرسالة في الداخل المحتل، أشار حبيب إلى أن نتنياهو حاول تقديم طمأنة للجمهور الإسرائيلي من خلال مؤتمره، إلا أن الرسالة كانت صادمة للمستوى السياسي الإسرائيلي.

وبحسب الخبير الأمني فإن قضية إبرام صفقة جديدة لا تمر بسرعة ويجب أن تأخذ مداها، حتى تقتنع كل الأطراف بإنهاء الملف، فجزء من الصهاينة يعتقدون أن ما دفعوه في صفقة وفاء الأحرار كان كبيراً لذلك سيماطلون كثيراً، لكن الصفقة ستعقد آجلاً أو عاجلاً".

عامل الوقت مهم

بدوره، أكد حمزة أبو شنب الكاتب والمحلل السياسي أن حكومة الاحتلال تعيش مأزق ملف الجنود المفقودين في غزة وتخشى الحديث فيه لأنه قد يسبب انهيار الائتلاف الحاكم.

وقال أبو شنب لـ "الرسالة": "أُجبر نتنياهو على الحديث عن المفقودين خلال مؤتمر صحفي، وتحدث بالحصول على تقرير مهم بخصوصهم وعدم رغبته بالحديث الإعلامي في القضية، مما جعل الشريط يشكل إعادة إحياء للملف على الساحة الإسرائيلية وإن كان تأثيره محدوداً إلا أنه عملية تراكمية تبنى على سابقتها.

وأوضح أن بث الصور وربطها بما بث في السابق من صور لشاليط يقودنا إلى أن القسام أراد إيصال رسالة بأن عامل الوقت ليس في صالح (إسرائيل).

وأشار أبو شنب إلى أن عائلة هدار لم تتحرك بعد وهي عائلة يمينية قومية متطرفة وتنتخب البيت اليهودي وتمتلك مفاتيح استقرار الحكومة فإذا تحركت ستكون النتائج سلبية بالنسبة لنتنياهو الذي يفكر في الاستمرار في الحكومة لولاية جديدة في أي انتخابات قادمة.

وأضاف قائلاً: "جاء التوقيت لقطع الطريق على حديث نتنياهو المبهم، ويؤكد على أن الخبر اليقين لدى المقاومة وليس لدى الاحتلال".

واعتبر أبو شنب أن رسالة القسام داعمة لانتفاضة القدس ورفع الروح المعنوية لدى الجمهور الفلسطيني، في ظل الخطاب المتدني من قبل "فريق المفاوضات في رام الله".

وكانت كتائب القسام أعلنت مساء 20 يوليو 2014 أسرها جنديًا إسرائيليًا يدعى شاؤول أرون، خلال عملية شرق حي الشجاعية شرق مدينة غزة إبان العدوان البري؛ لكن جيش الاحتلال أعلن عن مقتله.

وفي الأول من أغسطس من العام الماضي، أعلن جيش الاحتلال فقد الاتصال بضابط يدعى هدار جولدن في رفح جنوب قطاع غزة، وأعلنت القسام حينها أنها فقدت الاتصال بمجموعتها المقاتلة التي كانت في المكان، ورجحّت استشهادها ومقتل الضابط الإسرائيلي.

وفي يوليو 2015 سمحت الرقابة الإسرائيلية بنشر نبأ اختفاء الإسرائيلي "أبراهام منغستو" من ذوي الأصول الأثيوبية بقطاع غزة قبل 11 أشهر (سبتمبر 2014)، بعد تسلله من السياج الأمني شمال القطاع، وهو الأمر الذي لم يتعاطَ معه القسام مطلقًا.

 

البث المباشر