مصطفى الصواف
كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن موافقات من قبل السيد محمود عباس لعروض أمريكية، او هبات منه حتى يقال انه مرن في التعامل مع القضية الفلسطينية وعملية السلام، ويقدم منح وهبات للإدارة الأمريكية حتى وإن كانت على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه.
أبو مازن تحدث أكثر من مرة في موضوع تبادل الأراضي كما يحلو له وللإدارة الأمريكية "وإسرائيل" تسميتها، وتحدث أكثر من مرة أن هذا التبادل لن يتعدى الـ 2%، قال ذلك في أكثر من خطاب، وأكثر من لقاء، أو حديث صحفي، وهو يقولها دون خجل أو تردد، وعن قناعة تامة، وقالها وبحضرة صائب عريقات، الذي يخرج اليوم وينفي موافقة أبو مازن على فكرة تبادل الأراضي مع الاحتلال الصهيوني، وهذا تسليم واضح من قبل أبو مازن وفريق التفاوض بأن للاحتلال حق في ارض فلسطين، ومن خلال هذا الحق يمكن أن تتبادل معه ( السلطة الفلسطينية) بعض الأراضي التي في حوزتها مقابل أراضي في حوزته.
حديث قديم وخرائط عرضت وتم التفاوض عليها في شرم الشيخ وبحضور صائب عريقات، وكان هناك خلاف على النسب، وتم الاتفاق على هذه النقطة خلال حكومة اولمرت، وبرعاية أمريكية مصرية، لماذا إذن اليوم عريقات يكذب، وينفي أن يكون عباس قد وافق على التبادل، أو أن عريقات يريد أن يخدع الفلسطينيين كعادته، ويمارس هواية الكذب المكشوف والمفضوح، لأننا في فلسطين نتابع ونسجل وذاكرتنا لازالت حيه، وما يكذبه عريقات أيده أبو مازن، كما اشرنا أكثر من مرة.
وفي قضية أخرى أكد عليها أبو مازن للصحافة الأوروبية أنه يقبل بوجود لقوات دولية في الأراضي الفلسطيني؛ فيما لو وافق الاحتلال على منحه دولة فلسطينية، هذه القوات كما أشار إليها أبو مازن ليست لمراقبة الاعتداءات "الإسرائيلية"، وتقديم الحماية للشعب الفلسطيني الضعيف، وإنما هدفها هو مراقبة الفلسطينيين ومراقبة الحدود ومراقبة الداخل حتى تطمئن دولة الاحتلال من عدم إدخال أسلحة إلى الدولة الفلسطينية العتيدة التي سيمنحها الاحتلال لأبي مازن في المستقبل.
حول هذه القضية وقع عريقات في تناقض كشف كذبه مرة أخرى، فقد نشرت وكالة معا الخميس 20 من الشهر الجاري تقرير يشير إلى موافقة عباس على قوات الناتو، وفيه ينفي عريقات ، حيث قال التقرير (... نفى الدكتور صائب عريقات رئيس دائرة شؤون المفاوضات في تنفيذية منظمة التحرير، أن يكون عباس قد ابلغ الإدارة الأمريكية، موافقة السلطة على وجود قوات من حلف شمال الأطلسي "الناتو" في الضفة العربية المحتلة، حال إعلان الدولة الفلسطينية، خلال اجتماعه مع المبعوث الأمريكي لعملية السلام في الشرق الأوسط السيناتور جورج ميتشل، أمس الأربعاء).
وفي نهاية التقرير يعود عريقات للحديث عن إمكانية تواجد قوات دولية على غرار تلك الموجود في سيناء وجنوب لبنان، ويقول( ... وفي حال إعلان الدولة ربما يكون هناك قوات دولية على غرار الموجودة بين مصر "وإسرائيل" ولبنان و"إسرائيل"، وهذا شيء طبيعي)
اعتبر عريقات الذي ينفي موافقة عباس على القوات الدولية أن وجودها هو أمر طبيعي، أليس من يقول هذا ثم ينفي، ثم يعتبرها أمر طبيعيا، بأنه كاذب، كاذب، كاذب، ولكن نقول نحن تعودنا على كذب عريقات، وتناقض المسئولين الفلسطينيين قبل الانقسام وبعده وفي كل مراحل التفاوض، كان كل واحد منهم يناقض الأخر، هذا يؤكد وذاك ينفي، وهذا يقدم معلومة اليوم ويعود لينفيها في اليوم التالي، وهذا حالهم لم يتغير والسبب أنهم يعلمون أن ما يقومون به في غير صالح الشعب الفلسطيني، فيكذبون ويتناقضون حتى يقع المواطن الفلسطيني في حالة من الإرباك ولا يفهم ما يدور حوله، لكم أمرهم بات مكشوفا.