قائمة الموقع

مقال: وهم الفرص الضائعة ..بقلم مصطفى الصواف

2010-11-24T13:45:00+02:00

مصطفى الصواف   

يتهم الفلسطينيون والعرب بأنهم خير من ضيع الفرص، خاصة في موضوع ما يسمى بالسلام مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، ويظنون أن المطروح في حل القضية الفلسطينية منذ قرار التقسيم حتى اليوم أضاع الفرص الكثيرة أمام الفلسطينيين في إقامة دولة لهم، وكأن هذه القرارات أو المواقف الدولية هي بالفعل فرصة ذهبية لتحقيق الحقوق الفلسطينية.

والواقع أن هذه الفرص التي يطلق عليها بعض المراقبون والمحللون بأنها ضائعة وأنها قدمت للفلسطينيين أفضل مما تقدمه مشاريع القرارات التي يجري الحديث عنها اليوم في الساحة السياسة الفلسطينية، وهم يعتمدون على فرضية أن الاحتلال كان دوما يسعى إلى تحقيق السلام، وهي فرضية خاطئة، لان المحتل الصهيوني لا يريد أن يتقاسم فلسطين المغتصبة من أهلها مع أهلها بقدر ما يسعى إلى استكمال عملية الطرد للفلسطينيين مما تبقى من الأراضي الفلسطينية المسكونة بالفلسطينيين، ودليل ذلك هذه القوانين العنصرية وفكرة يهودية الدولة القديمة الجديدة.

لم تُقدم حتى هذه اللحظة وعلى مدى تاريخ الصراع مع الصهاينة على ارض فلسطين أي فرصة يمكن أن تكون ذات قيمة يعتد بها ويمكن أن نطلق عليها فرصة ضائعة؛ لان كل ما طرح من حلول ومقترحات هي ترسيخ للاغتصاب وإقراره ومنحه الشرعية على حساب حقوق الشعب الفلسطيني الثابتة تاريخيا وجغرافيا وسياسيا، لذلك كان الفلسطينيون يرفضونها ،والعرب رفضوها في فترة من الزمن، بدءا من قرار التقسيم وليس انتهاء بكل قرارات الأمم المتحدة ومشاريع التصفية المعروضة من قبل أمريكا والعالم الغربي.

والفرصة الحقيقية والتي لم تأت بعد هي فرصة إعادة الأمور إلى نصابها والحقوق إلى أصحابها، وهذه الفرصة لم تأت حتى يضيعها الفلسطينيون، ولا نعتقد أن هناك إمكانية لأن تأتي عبر مشاريع التسوية والتصفية والسلام الموهوم، وهذه الفرصة لا طريق ثاني لها وطريقها الوحيد يمر عبر المقاومة والبندقية والتمسك بالحقوق والثوابت.

مخطئ من يظن أن "إسرائيل" تريد سلاما يمنح الفلسطينيين دولة إلى جوار كيانهم الغاصب، وأن ما تسعى إليه "إسرائيل" هو استكمال حلقات السيطرة على ما هو ابعد من فلسطين، وهي تتبع سياسة الخطوة خطوة، والتي بدأتها بقبول قرار التقسيم، ثم بالعدوان واحتلال بقية الأراضي الفلسطينية إلى جانب الأراضي العربية المجاورة ( سيناء وهضبة الجولان )، وما الانسحاب من سيناء إلا لهدف تكتيكي هو تحييد اكبر قوة عربية ( مصر) وإخراجها من دائرة المواجهة والمساندة، ولو أن "إسرائيل" تعلم أن سوريا لها من القدر والقوة التي كانت عليها مصر لانسحبت من الجولان أيضا لنفس السبب الذي انسحبت من أجله من سيناء، وهي ماضية في مشروعها إذا بقي العرب على حالهم وسكن الفلسطينيون وتركوا مقاومتهم.

ليس هناك فرص ضائعة، وهذا الحديث وهم المراد منه التضليل للدفع بالفلسطينيين أولا بالقبول بما هو معروض عليهم اليوم حتى لا يضيع ما تبقى من فرص كما ضاعت الفرص الماضية، وذلك من أجل تمرير المشروع الصهيوني واستكمال حلقاته.

والمطلوب من الفلسطينيين عدم الانجرار وراء وهم الفرص الضائعة، والعمل على تحقيق الفرصة الواجبة من خلال التمسك بالثوابت والحقوق ووحدة الصف وعدم الالتفات إلى مشاريع الخداع، لان هذا الموقف هو الفرصة التي يجب أن لا تضييع، لأن ضياعه فيه ضياع للقضية.

 

اخبار ذات صلة