هناك فرق بين من يركب وسيلة مواصلات وبين صاحب هذه الوسيلة في درجة الحرص الشديد عليها ومحاولة حمايتها وجعلها في أبهى وأنصع صورة ويعمل جاهدا أن تصل إلى بر الأمان بسلامة محققة أهدافها، ونحن نعتبر أنفسنا لسنا عابري طريق أو ركاب على الطريق ما يعنيه هو الوصول إلى المكان الذي يريد، كيف، بأي وسيلة، متى، أين.. كل ذلك لا يعنيه.
وأنا أعتبر نفسي في حركة حماس صاحب مركب ولست عابر سبيل، وأحرص ممن يدعي الحرص عليها، وأخاف عليها أكثر مما يخاف عليها الكثيرون، نفديها بأرواحنا وأموالنا وبكل ما نملك، ومؤتمنون عليها حريصون على تعهداتها، وداعمون لمواقفها، ولكن هناك من يحاول بقصد أو بغير قصد أن يشكك في هذا الحرص وهذا الاهتمام لكل كلمة، ونعي جيدا ما يفيد وما يضر وإن صدرت بعض الكلمات في غير مكانها من المكلفين في الحديث نحاول أن نخفف من سلبياتها ونبين المقصود منها، ندافع بما نملك عنها بالكلمة، هذا هو سلاحنا ولن نحيد عنه وسنبقى كذلك حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.
ما دفعني لهذا القول هو مطالبة بعض الحريصين على حركة حماس وما يصدر عنها عندما يكون كلاما خاصا أن ينشر عبر وسائل الإعلام، وكوني معروف للجميع بأني صحفي وإعلامي وكاتب اشعر بضيق عندما يرى المتحدث في مثل هذه المواقف بعض الإعلاميين يقول في نهاية قوله هذا ليس للنشر، ويا (ريت) الصحفيين ما يتحدثوا به، مثل هذه العبارات تتكرر في كل لقاء خاص، علما أن كل اللقاءات التي يكون فيها الحديث خاص لم يسرب أو ينشر منه أي كلمة؛ لأن من يتحدث أمامهم المكلف بالحديث يعلم أنهم مؤتمنون على ما يقول وأن حرص الحضور لا يقل عن حرص المسئول لأنهم جميعا مسئولون، بمعنى أنهم ليسوا ركابا بل هم أصحاب مركب، وهل يخرق صاحب المركب مركبه وهو يعلم ما يعني الخرق للمركب في عرض البحر.
يؤلمني أكثر عندما ينظر إليك الحضور ويقولوا أنت المقصود بالقول ابتسم وأقول لهم ما عندي أكثر مما قيل وما قلته قبل ما يقال أكثر مما يقال.
أتمنى على الإخوة المكلفين بالحديث الخاص أن يحسنوا اختيار جمهورهم ومن لا يرون أنه أهلا للحضور فلا يدعونه بدلا من هذا الحديث المزعج وغير المناسب، لأننا، اكرر، مؤتمنون على ما هو أكثر ألا نؤتمن على حديث ليس كما يرى البعض خطورته، وأنني أقول وعلى المستوى الشخصي بأنني أصل إلى وصف ما يتعلق بحماس ومواقفها وتصريحاتها دون أن ابلغ بذلك أو أعطى معلومة تعين على ذلك، والجميع يعلم ذلك ويتابعونه وبعد ذلك يتوافق ما أقوله من قول مع ما يقولونه لاحقا.
لم يعد السبق الصحفي يهمنا، ولا نجري خلف المعلومة. نحافظ على السرية ونتعامل مع ما يصدر بمسئولية عالية، ومسئولون عن كل كلمة نقولها ليس خوفا من أحد؛ ولكن حبا وتقديرا وحرصا على المصلحة التي نعيها جيدا ونقدرها أين تكون، فلا تخشوا شيئا، وأقول لكم حتى لا تنزعجوا لن احضر أي لقاء فيه كلام خاص حتى لا اسمع كلمة (ليس للنشر يا صحفيين).