قائد الطوفان قائد الطوفان

في حال نفذت "إسرائيل" تهديداتها

كيف يستعد الإعلام الفلسطيني للحرب القادمة؟

فضائية الأقصى: سنترك ساحة الدفاع للإعلام الصهيوني وننتقل للهجوم

قناة القدس: رسالتنا ملاحقة الحدث وكشف الإرهاب الإسرائيلي

صحيفة الرسالة: لدينا خطة طوارئ للعمل في الأزمات

الرسالة نت- شيماء مرزوق

جثث منتشرة, ونساء تصرخ وأطفال تبكي وصواريخ تتساقط كالأمطار على رؤوس الغزيين الذين يركضون في كل اتجاه هرباً من الموت الذي يلاحقهم في كل مكان.. مشاهد واظبت وسائل الاعلام العربية والعالمية على نقلها خلال أي حرب يشنها جيش الاحتلال على غزة, والتي يخشي الغزيون من تكرارها في حال نفذت "إسرائيل" تهديداتها بشن عدوان موسع أو حرب جديدة على القطاع.

استقلالية العمل

وسائل الإعلام العاملة في قطاع غزة كان لها نصيب كبير من الاعتداءات الاسرائيلية الأمر الذي شل عمل الكثير منها ووضعها تحت ضغط هائل لإيجاد بدائل سريعة من اجل متابعة تغطيتها ووضع خطط طوارئ استعداداً لحرب قادمة, وفي هذا السياق أكد عماد الإفرنجي مدير مكتب فضائية القدس بغزة أن تجربة الحرب السابقة أفادتهم من خلال تغطية أحداثها وتداعياتها, لافتاً إلي انه تم عقد اجتماع لفريق عمل الفضائية في فلسطين لتقييم التجربة في السياسة الإعلامية وآليات التغطية وأساليبها, واستخلاص العبر والدروس لتقديم تغطية أفضل في حال شنت حرب جديدة.

وشدد على أن الجميع أشاد بتغطية فضائية القدس للحرب الأخيرة, موضحاً أنه تم إعداد خطة طوارئ متكاملة, حيث جهزت الطواقم والمعدات للعمل في أي وقت وفي أصعب الظروف , منوها إلى أن الفضائية ستعمل باستقلالية هذه المرة لأنها تعمل بمعداتها الخاصة حالياً وبالتالي تستطيع التحرك بشكل اكبر.

وأضاف الإفرنجي أن الصحفيين والمراسلين اكتسبوا خبرة عالية من التجربة السابقة, كما تم توفير دروع واقية لهم وعدد من السيارات الخاصة بالفضائية لضمان سرعة تحرك الطواقم, هذا عدا عن توفير أماكن بديلة للبث وخطط للعمل تحت الضغط وفي حالات الطوارئ.

وأما عن السياسة التحريرية فقد اعتبر بأن رسالة فضائية القدس واضحة وهي تعزيز صمود المواطنين وإظهار الإجرام والإرهاب الإسرائيلي والموازنة بين صورة الفلسطيني الضحية والفلسطيني البطل, وقال: " لا نريد أن نقول للعالم أن الفلسطيني الذي يعيش في غزة هو إنسان خارق للعادة, لكنه مناضل وصابر ويدافع عن أرضه التي يريد الاحتلال إخراجه منها".

واضاف: طواقمنا جاهزة للعمل والتغطية في حال شنت إسرائيل حربا جديدة .

ولم يستبعد الإفرنجي استهداف فضائية القدس, معتبرا أن كل وسائل الإعلام الفلسطينية في دائرة الاستهداف دون استثناء وان كانت بعض الوسائل مستهدفة أكثر من غيرها.

خطة طوارئ

"إسرائيل" لم تترك شيئا لم تستهدفه حتى الصحفيين والمؤسسات الإعلامية نالت نصيبها من الاستهداف والتدمير, فقد استشهد سبعة صحفيين خلال الحرب, كما تم قصف مكتب قناة أبو ظبي الفضائية وتهديد العديد من وسائل الإعلام, بالإضافة إلي تدمير مقري صحيفة الرسالة و مبني فضائية الأقصى بالكامل.

وفي هذا السياق أوضح محمد ثريا نائب مدير فضائية الأقصى أن تجربة حرب الفرقان أعطت فريق العمل دروسا ومحفزات للعمل في أصعب الظروف, مؤكداً على وجود خطة طوارئ للتعامل مع أي حرب أو عدوان موسع قادم .

وأشار إلى أن الحرب السابقة كانت صعبة بكل المقاييس, كما تم وضع خطة للعمل من حيث عدد العاملين وتوزيعهم على عدة أماكن للتعامل مع حالات الطوارئ, بالإضافة إلى توزيع أقسام المونتاج والجرافيك وطواقم الإدارة للعمل في أماكن بديلة, منوهاً الى وجود بعض الإشكاليات الفنية والتي تتمثل في صعوبة إدخال الأجهزة اللازمة لعمل الفضائية بسبب الحصار وإغلاق المعابر.

الرسالة القادمة أقوى

وبدوره أوضح وسام عفيفة رئيس تحرير صحيفة الرسالة بأن طاقم الصحيفة خاض تجربة قاسية خلال الحرب الأخيرة على غزة تمثلت بتدمير مقر الصحيفة بالكامل, وتقسيم القطاع إلى عدة مناطق منعزلة عن بعضها البعض مما أدى لصعوبة وصول الصحفيين الى اماكن عملهم, مشيراً إلي أن الإعلام الفلسطيني لا تؤثر عليه أية مفاجئة ودائماً يجد البدائل والخيارات لاستئناف عمله واستمرار توصيل رسالته.

وأكد أن الصحيفة لديها خطة طوارئ للعمل في الظروف الصعبة, لافتاً إلى أن العمل لم يقتصر على إصدار الصحيفة المطبوعة وإنما تم تعزيز قدرات الصحيفة من خلال الموقع الإخباري الرسالة نت والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في توفير البدائل وقت الأزمات مثل إيجاد بديل عن انقطاع التيار الكهربائي والانترنت.  

دحض الشائعات

 إبراهيم ضاهر مدير إذاعة صوت الأقصى بغزة قال أن الإذاعة مستهدفة على مدار العام سواء كان هناك تصعيد ومواجهة أم لا, موضحاً أنه تم إعداد خطة طوارئ خاصة للعمل بها وقت الأزمات والتصعيد, حيث وفرت أماكن بديلة للعمل والبث منها وتوفير أماكن خاصة لعمل الصحفيين والمراسلين, بالإضافة إلي إعداد خطة برامج إذاعية تتوافق مع أي تصعيد قادم.

وقال ضاهر" لو قصفت الإذاعة ألف مرة ستبقى صامدة وستستمر في عملها ونقل رسالتها", وشدد على أن رسالة الإذاعة هي نقل الحدث بدقة وموضوعية ووضع المواطن في صورة الأحداث, إلى جانب طمأنة الشارع الغزي والتخفيف من حدة التوتر وخلق رأى عام يتبنى المقاومة والصمود, معتبراً بأن توصيل هذه الرسالة أصعب بكثير من تغطية الأحداث.

واعتبر ضاهر بأن حرب الفرقان كانت قوية جداً ومدمرة ولم يستطع احد مجابهة الاحتلال في التطور التكنولوجي الذي يحظي به, إلا أن الإذاعة عملت بشبكة اتصالات بديلة.   

ويبقى للإعلام الفلسطيني الدور الأكبر في كشف الحقائق والجرائم والخروقات الصهيونية في غزة التي ستبقى نقطة سوداء في تاريخ البشرية، وشاهدة على بشاعة جرائم الاحتلال وتواطؤ العالم من خلفه الذي ارتضى أن يرقص على جثث الأبرياء من اجل مصالحه.

 

البث المباشر