غزة-الرسالة نت
أكد وزير الثقافة الفلسطينية د.أسامة العيسوي أن الانقسام السياسي الفلسطيني أثر على المشهد الثقافي بشكل عام، وقال: "بكل تأكيد الانقسام شيء غير محمود ولا توجد جهة تحبذه، وأثر على المثقفين وكنا نأمل أن يكونوا أعلى من هذه المفاهيم".
وأضاف العيسوي لـ"الرسالة نت" :"المثقف يجب أن يكون الشخص الأول في توحيد أطياف الشعب وزرع مفاهيم تعزيز الوحدة".
واعتبر أن الثقافة تمثل جزءا من كينونة الشعب الفلسطيني وتعكس الجو المحيط به وتعطي صورة دقيقة عن واقع الشعب الفلسطيني..، قائلا: "الثقافة هي انعكاس لتاريخ وتصور لمستقبل".
توافق العادات
وأشار إلى أنهم يعملون على بلورة ثقافة فلسطينية تتوافق مع عادات وتقاليد الشعب الفلسطيني. وبين أن الاحتلال حاول أحيانا ونجح أخرى في طمس معالم الثقافة الفلسطينية والتراث المادي والأدبي للشعب الفلسطيني، مبينا أن البعض انجر وراء هذه المخططات التي كان الغرض منها إبعاد الشعب الفلسطيني عن ثقافته الأصيلة النابعة من عروبته وانتمائه لدينه الحنيف.
وقال العيسوي: "نعمل جاهدين لإعادة البوصلة الثقافية للاتجاه الصحيح..منذ قدوة السلطة وحتى فترة بسيطة ماضية لم تكن موجهة بالطريقة الصحيحة، لكن مؤخرا زاد الاهتمام بالثقافة وتوجيه وتكوين الإنسان الفلسطيني".
وبين حرص وزارة الثقافة على تعزيز وجود المراكز الثقافية لاحتضان المواهب، وقال:"جزء من منهجيتنا هو إتاحة الفرصة للجميع لتطوير المشهد الثقافي وتوجيهه للقبلة الصحيحة".
وأوضح أن وزارته أعطت هامشا من الحرية لكافة المراكز الثقافية العامة في قطاع غزة، وذلك للعمل على تطوير الثقافة"، موضحا أن العامين الماضيين شهدا نقلة نوعية وطفرة في عدد الفعاليات التي أقامتها المراكز الثقافية التي لم يكن متاحا لها سابقا هذا الهامش من العمل.
وقال العيسوي: "في السابق كانت النشاطات هدفا أم اليوم أضحت وسيلة"، منوها إلى أنهم نفذوا عددا من النشاطات بالتعاون مع المراكز الثقافية في قطاع غزة.
وذكر وزير الثقافة أن العام الماضي شهد المؤتمر الثقافي الأول الذي شهدته فلسطين على المستوى الحكومي، والذي كان الهدف منه دعم المراكز الثقافية الفلسطينية، مبينا أنهم عملوا على تحفيز المراكز الثقافية من خلال تخصيص جائزة لأفضل مركز ثقافي في العام 2009.
تطور تكنولوجي
في سياق آخر أرجع العيسوي عدم حضور المكتبات العامة وقلة الاهتمام بالقراءة، لطبيعة التطور التكنولوجي الذي يتيح إمكانية الحصول على أي كتاب عبر الانترنت والاسطوانات المدمجة، إضافة إلى قلة تنوع الكتب بسبب الحصار.
وقال:"منذ أربع سنوات لم تدخل عناوين كتب جديدة للقطاع والمكتبات لم تشهد تجديدا حقيقيا"، مشيرا إلى أن مفهوم القراءة عند المواطن العربي بصفة عامة والفلسطيني بصفة خاصة بحاجة لتطوير.
في الوقت نفسه أشار وزير الثقافة إلى قلة المكتبات العامة و أنها تعاني من نقص روادها، منوها إلى أن وزارته زودت المكتبات بـ150 ألف كتاب.
وشدد على اهتمام الوزارة بتعزيز العادات القرائية لدى المواطنين، وحثهم عليها، مشيرا إلى أنهم أقاموا خلال العام الماضي، سلسلة ندوات بصورة شبه شهرية لطرح كتاب جديد ومناقشته، بحضور مجموعة من المفكرين.
ويقول الوزير العيسوي: "نحث المواطنين على القراءة عبر المسابقات البحثية، مثل قراءة في فكر المفكر فتحي يكن، والعلامة يوسف القرضاوي، وغيرهم".
على نحو منفصل أكد العيسوي أن فعاليات إحياء الذكرى الثانية والستين للنكبة الفلسطينية، شهدت تنوعا في الفعاليات والفئات المستهدفة، مشيدا بالمشاركة الواسعة للأدباء في إحياء هذه الذكرى.
من ناحية أخرى لفت إلى أن هناك العديد من المشاريع المنوي تنفيذها لاحقا، كمهرجان غزة الدولي الثاني للأفلام التسجيلية والذي سيعلن عنه قريبا، وسيحمل عنوان (الحرية للأرض والإنسان).
تحقيق نهضة ثقافية
إضافة إلى ذلك فالوزارة تنوي إصدار العدد الثاني من مجلة "مدارات" المتخصصة في الشأن الثقافي، بجانب التحضير لمؤتمر يحمل عنوان "نحو تحقيق نهضة ثقافية شاملة".
وأوضح العيسوي أنهم يعتزمون توفير مكتبة متنقلة في قطاع غزة، وكذلك ابتعاث مجموعة فنانين إلى الخارج بالتنسيق مع وزير الثقافة السويسري.