نظمت وزارة الثقافة الفلسطينية في غزة، اليوم الاثنين، الملتقى الفكري الثاني نحو تعزيز ثقافة المقاومة الفلسطينية.
وقال مدير عام التنمية الثقافية بوزارة الثقافة وسام أبو شمالة إن وزارته عملت على الحفاظ على الهوية الفلسطينية عبر نشر الوعي بأهمية المقاومة كطريق لدحر الاحتلال.
وأوضح أبو شمالة، خلال لقاءٍ ثقافي نظمته وزارة الثقافة اليوم الإثنين بمدينة غزة، أن معركة شعبنا مع الاحتلال معركة وعي، وأنه في حال نجاح "إسرائيل" بتغيير قناعات شعبنا، فإنه باستطاعتهم خلق الروح الانهزامية لنا للتراجع عن أرضنا وحقوقنا.
واستعرض أبرز التحديات التي تحول دون نشر ثقافة المقاومة لدى الشعب الفلسطيني أهمها الانقسام السياسي الذي أسهم بخلق صعوبة حول حشد اجماع وطني لمقاومة الاحتلال.
وأوصى أبو شمالة بضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني لتعزيز الوفاق وحشد المثقفين حول القضية الفلسطينية، والعمل على سبل تعزيز المقاومة كطريق وخيار.
ودعا الفصائل الفلسطينية لبذل جهد للوصول إلى حالة وفاق وطني تنأى بنسها عن الانقسام السياسي الذي يضر بالقضية الفلسطينية.
بدوره، قال القيادي في حركة(حماس) صلاح البردويل إن حركته "دفعت أثمانًا باهظة نتيجة مواقفها السياسية وحفاظها على ثقافة المقاومة لدى الشعب الفلسطيني".
وذكر البردويل، خلال القاءٍ الثقافي، "أن عقيدة المقاومة لحماس عقيدة راسخة تجسّدت في مواقفها السياسية من الاحتلال الإسرائيلي".
وأضاف "اجتمعت كل دول العالم متمثلةً بموقف الرباعية الدولية ضد حماس؛ لنبذ المقاومة والتخلي عن سلاحها والاعتراف بإسرائيل. رفضنا ذلك وكان مقابله الحصار والعدوان والتضييق على قطاع غزة".
وأضاف "عززت حماس ثقافة المقاومة لدى شعبنا من خلال تربيتها للجيل الناشئ على حب الوطن والدفاع عن أرضه وكذلك النساء والرجال".
وشارك في اللقاء الثقافي الذي نظمته وزارة الثقافة الكاتب والمحلل السياسي محمود العجري، ومدير عام التنمية بوزارة الثقافة وسام أبو شمالة، في حين اعتذرت حركة الجهاد الإسلامي عن حضور اللقاء.
من جانبه، رأى الكاتب والمحلل السياسي محمود العجرمي أن ثقافة المقاومة "ظاهرة إنسانية تظهر في العقائد والأخلاق والقوانين والتجارب والعادات".
وقال العجرمي، في كلمته، إن "حركتي حماس وفتح تنتهجان ثقافتين مختلفتين تماماً، الأولى بالمقاومة والثانية بالمفاوضات مع الاحتلال".
وأضاف "فتح تتبنى ثقافة أوسلو بغض النظر عن التزام الاحتلال بها، وأوسلو غيرت ثقافة الشعب الفلسطيني من شعب يناضل من أجل التحرر إلى سكان يدارون من خلال السيطرة السياسية للاحتلال".
واعتقد العجرمي "أن المفاوضات لم تكن يومًا من أشكال النضال للشعب الفلسطيني؛ بل هي وسيلة لنحصد بها ما أنجزناه"، مؤكداً أن الاحتلال في مواجهته للمقاومة المسلحة لن يستطع تحقيق أي من أهدافه السياسية.
وقال "المقاومة فرضت على العدو تآكلاً في نظرياته الردعية، وحين عجز الاحتلال عن تحقيق أي من أهدافه السياسية تقل نسبة ردعه".
ولفت العجرمي إلى أن المقاومة الشعبية ليست مقاومة سلمية "كما يدعي البعض"؛ بل هي استخدام جميع وسائل المقاومة ضد الاحتلال.