قائمة الموقع

على أعتاب البوابات العنصرية..تعليم تحت حراب الاحتلال!

2010-05-24T16:23:00+03:00

قلقيلية – لمراسل الرسالة نت                 

الانتظار امام الحواجز العسكرية والبوابات العنصرية سلوك الفلسطينيين الدائم في الضفة الغربية ، حتى اصبح من ابجديات الحياة اليومية .

البوابات العنصرية التي اقيمت بعد بناء الجدار العنصري تنتشر في معظم مناطق الضفة الغربية وتحتل محافظة قلقيلية قرابة 22 منها على امتداد الجدار العنصري بطول عشرين كيلو مترا، وعزل هذا الحدار اكثر من عشرين الف دونم زراعي خلفه مزروعة بالدفيئات واشجار الحمضيات .

ومن مآسي البوابات العنصرية على الفلسطينيين منظر العديد من المعلمين والمعلمات جنوب قلقيلية الرافضين للتفتيش الالكتروني الالتقاء بطلابهم في مرحلة التوجيهي عند بوابة رأس عطيه جنوب قلقيلية قبل عدة اسابيع، وشوهد قيام المعلمين باعطاء الدروس اللازمة للطلاب بالقرب من البوابة ، وتحت حراب بنادق الاحتلال ، ولم يسمح حراس البوابة الصهاينة للمعلمين بالدخول نحو مدارسهم في التجمعات المعزولة خلف الجدار الا بعد خضوعهم للتفتيش الالكتروني الذي يرفضه قطاع المعلمين البالغ عددهم قرابة 22 معلم ومعلمة.

تعليم على اعتاب بوابة عنصرية

يتحكم في فتح البوابة العنصرية الزراعية جنود من جيش الاحتلال ، وتوضع التعليمات عند البوابة على لوحة كبيرة تتضمن ساعات فتح واغلاق البوابة ، فهي تفتح ثلاث مرات يوميا لمدة ساعة واحدة ، في الصباح ووقت الظهر وعند المساء بداية حلول الظلام ، ولا يسمح لاي كان دخول البوابة الا في هذه الاوقات وبعد الحصول على تصريح يسمح لحامله بالدخول ، ويتأخر في كثير من الاحيان الجنود في فتح البوابة.

الطالب عبد الحميد مراعبة قال للرسالة : اننا نعيش مرحلة صعبة فنحن نتعلم بالقرب من بوابة عنصرية وبنادق جنود الاحتلال وجدران الجدار عوضا عن غرفة الصف والصبورة ، فالاحتلال يعيدنا الى عصور الظلم والتخلف ، ويريد ان يساومنا على كرامتنا مقابل ان نتلقى تعليمنا .

واضاف: يريدون اهانة من يعلمنا امامنا من خلال التفتيش الالكتروني حتى لا يكون هناك احترام لهذا المعلم داخل غرفة الصف ، ونحن لن نقبل هذه المساومة وسنواصل تعليمنا ولو حتى كانت مقاعدنا الصخور والحجارة .

بدوره قال صادق الاعرج رئيس مجلس محلي مغارة الضبعة للرسالة : نفذ المعلمون اعتصاما احتجاجيا شارك فيه الطلاب والطالبات وجرى فيه توجيه رسالة عاجلة الى المستوى السياسي في اسرائيل مفادها: لن نوافق على الاذلال مقابل التعليم وعلى الجهات الحقوقية والانسانية تعرية موقف اسرائيل العنصري ، فطلابنا اصبح تعليمهم بالقرب من البوابات العنصرية وقرب الاسلاك الشائكة ، فهذا الامر فاق افعال النازيين .

معاناة المزارعين

احد المزارعين من ممحافظة قلقيلية قال للرسالة عن المعاناة الناجمة عن البوابات العنصرية : يطالبنا الاحتلال وحراس البوابة الالتزام بمواعيد فتح البوابة وكأننا نعيش حياتنا على الكبسة ، ففي احدى المرات تأخرت عن موعد فتحها عدة دقائق لانني تأخرت في عملية ري المزروعات ، الا ان حراس البوابة قالوا لي بلغة عربية رقيقة " احنا بنفتح البوابة على الكبسة وبنسكرها عل الكبسة ، وحياتك بين الكبستين مفهوم ".

ويضيف المزارع : تصور ان مواعيد حياتك على هذا المنوال ، بالتأكيد ستكون حياة جحيم وعذاب متواصل ، واصبح هاجسي ان التزم بمواعيد البوابة حتى اتمكن من العودة الى منزلي وان لا ابيت في داخل البيارة مع الخنازير البرية التي يطلقها الاحتلال في المنطقة لتخريب مروعاتنا ، ويحظر علينا قتلها.

سائق الشاحنة التي رصدت الرسالة صورة لها امام البوابة العنصرية جنوب قلقيلية قال: البوابة الان مغلقة ولا نستطيع عمل اي شيء سوى الانتظار ، ومن يحاول منا الاحتجاج يمنع من الدخول ، ويوضع على القائمة السوداء ، ويسحب التصريح منه .

واضاف : ليس لنا الا الصبر على الاذى وتحمل ما يصدر من جنود الاحتلال ، فمن يحتج يكون مصيره الاعتقال والحرمان من الدخول الى ارضه ، لذا ترى المزارعين والسائقين يلتزمون الهدوء التام على تصرفات واستفزازات حراس البوابة ، حتى لا تتاخر ساعات فتحها ، وحتى يتمكن المئات من المزارعين من التوجه الى اراضيهم لانقاذ ما يمكن انقاذه من المحاصيل والثمار بعد اقامة الجدار العنصري .

 

 

اخبار ذات صلة