تشهد إسطنبول لقاءات بين مسؤولين أتراك وزعماء الدول المشاركة بقمة منظمة التعاون الإسلامي، ومن المرتقب اعتماد المنظمة غدا الجمعة خطة عمل استراتيجية بناء على مباحثات القمة ومسودة البيان الختامي التي قدمها وزراء الخارجية.
وعلى هامش القمة، التقى رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو الرئيس الباكستاني ممنون حسين، ثم التقى نظيره اللبناني تمام سلام، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، والتقى أيضا رئيس حكومة الوفاق الليبي فايز السراج، ورئيس مجلس الرئاسة البوسني بكير عزت بيغوفيتش، كما التقى أوغلو نظيره الأردني عبد الله النسور.
وعقب الجلسة الافتتاحية للقمة، وقع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ونظيره السعودي عادل الجبير وثيقة تفاهم لإنشاء "مجلس التعاون الاستراتيجي السعودي-التركي"، بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، وذلك لزيادة مستوى التنسيق بين البلدين وتعزيز التعاون الاستراتيجي وتوطيد أواصر الصداقة.
الجلسة الافتتاحية
وفي كلمة الافتتاح، قال أردوغان إن على المنظمة الدعوة إلى إعادة تشكيل مجلس الأمن في ضوء التغيرات العرقية والدينية، حتى يكون للعالم الإسلامي تأثير فيه.
وحث أردوغان المجتمعين على تشكيل هيئة لمكافحة الإرهاب، كما قدم اقتراحات لتفعيل منظمة التعاون، منها تشكيل مجلس نسائي لتعزيز دور المرأة، وإنشاء هيئة شبيهة بالهلال الأحمر لتقديم المساعدات.
وأعرب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد مدني عن أمله بأن تحقق القمة آمال الشعوب الإسلامية، وقال في كلمته إن المنظمة تتابع عن كثب جهود الأمم المتحدة لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية، كما ناشد الفرقاءَ الفلسطينيين العمل لتشكيل حكومة وفاق، وتطرق للأوضاع في اليمن والعراق وليبيا.
ودعا مدني باقي الدول الأعضاء إلى التصديق على اتفاقية محكمة العدل الإسلامية، وكذلك على اتفاقية الإرهاب التي قال إنه لم يوقع عليها سوى 21 دولة عضوا من بين 75 دولة.
من جانبه، تحدث الملك سلمان عن معالجة قضايا الأمة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وشدد على حل الأزمة السورية وفقا لمقررات بيان جنيف-1، كما أكد دعمه لجهود الأمم المتحدة لحل الأزمة اليمنية، وشجع على حماية جيل الشباب من الإرهاب.
بدوره طالب أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدول الإسلامية بمضاعفة جهودها لمواجهة التحديات والأزمات التي يمر بها العالم الإسلامي في الفترة الراهنة.
ودعا أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح إيران إلى العمل على إقامة علاقات طبيعية مع جيرانها تقوم على عدم التدخل في الشؤون الداخلية، وأعرب عن أمله في نجاح مفاوضات الأطراف اليمنية التي تستضيفها بلاده الاثنين المقبل.
لبيان الختامي
وخلال الاجتماعات التحضيرية التي سبقت انطلاق القمة اليوم، قدم وزراء خارجية الدول الأعضاء في المنظمة مسودة البيان الختامي التي من المنتظر أن يعتمدها قادة الدول ورؤساء الوفود خلال القمة المتواصلة حتى الغد، وجاء في المسودة الدعوة إلى إقامة "علاقات حسن جوار" بين إيران والدول الإسلامية، ودعم التسوية السياسية للأزمة السورية وفق بيان جنيف-1، ودعم الدول المستضيفة للاجئين السوريين.
كما دعت المسودة إلى عقد مؤتمر دولي لتقرير الحماية للشعب الفلسطيني وإنهاء الاحتلال، ودعت جميع الدول إلى عدم التدخل في شؤون ليبيا الداخلية.
وتضمنت المسودة دعوة أرمينيا إلى سحب قواتها من إقليم ناغورني كرباخ الأذربيجاني، ودعما لـ"القضية العادلة للمسلمين القبارصة الأتراك"، وطالبت حكومة ميانمار بحماية حقوق مسلمي الروهينغا.
ودعمت المسودة "التحالف العسكري الإسلامي لمحاربة الإرهاب"، وطالبت دول منظمة التعاون بالانضمام إليه، كما دعتهم للمشاركة في القمة الإنسانية العالمية المنعقدة بإسطنبول في مايو/أيار المقبل.
ونقلت وكالة الأناضول عن أعضاء في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أن اعتبار قضية فلسطين أولوية في القمة يشير إلى مركزية القضية، معربين عن أملهم بتطبيق قرارات القمة لمواجهة الاحتلال وحماية المقدسات في القدس المحتلة.
وقال مراسل الجزيرة إن المنظمة ستعتمد غدا خطة العمل الاستراتيجية للسنوات العشر القادمة، وسيظهر من خلالها مدى استجابة الدول الأعضاء للمقترحات المقدمة خلال القمة.
الجزيرة نت