تتصاعد وتيرة ملاحقة أجهزة السلطة الأمنية لطلاب وكوادر الكتلة الإسلامية الذراع الطلابية لحركة حماس تزامناً مع استعداداتهم لخوض انتخابات الجامعات في الضفة الغربية المحتلة، مترافقة بذلك مع شّن قوات الاحتلال اعتقالات واسعة ضدهم لمنعهم من الترشح للانتخابات.
سياسة الاعتقالات التي تنتهجها السلطة بحق ناشطي الكتلة تأتي قبل أيام معدودة من انطلاق حملة الدعاية الانتخابية للكتلة في إطار ترشحها للانتخابات في جامعات الضفة المحتلة.
وتحاول أجهزة أمن السلطة من خلال سياسة الاعتقال والاستدعاء لأفراد الكتلة الإسلامية ومصادرة مقتنياتهم، إفشال مشاركتهم في انتخابات الجامعات في الضفة، وإفساح ساحة الانتخابات أمام الشبيبة الفتحاوية، التي شهدت العام الماضي تراجعاً في نسبة الحصول على أصوات الطلبة مقارنة مع الكتلة.
وفي الفترة الأخيرة أخذت الملاحقة السياسية لنشطاء الكتلة في الضفة أشكالًا متعددة، تبدأ بمراقبتهم داخل الجامعة وخارجها، وثم يجري استدعاؤهم والملاحقة وصولًا إلى الاعتقال في سجون السلطة دون أي مسوغات قانونية.
ورغم الحملة الأمنية المكثفة ضد أفراد الكتلة الإسلامية، إلا أنها أعلنت عن مشاركتها في انتخابات الجامعات، حيث حاصرت الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة، طلبة الكتلة الإسلامية داخل جامعة بولتيكنك فلسطين بمدينة الخليل بالضفة المحتلة، قبل إجراء الانتخابات بيوم.
تميز نقابي
بدورها، استنكرت الكتلة الإسلامية في جامعات الضفة المحتلة، حملة الاعتقالات والملاحقات التي تشنها الأجهزة الأمنية بحق أبنائها، والتي تزامنت مع حملة اعتقالات شرسة تشنها قوات الاحتلال بحقها.
وأكدت الكتلة في بيان صحفي، أن السلطة تعمدت في الآونة الأخيرة تكثيف ملاحقتها لأبنائها على خلفية تميزهم النقابي في خدمة عموم الطلبة في شتى المجالات العلمية والنقابية والأنشطة التي تخدم الطالب والوطن على حد سواء.
وشددت على أن الحملة الأمنية لن تثني من عزيمة أبناء الكتلة في مواصلة العمل والجد من أجل تقديم الخدمة لإخوانهم الطلبة الذين أولوهم ثقتهم في الانتخابات السابقة. ودعت الكتلة الطلاب والمؤسسات والأطر الطلابية لاتخاذ موقف موحد رافض للاعتقالات السياسية ومصادرة حرية العمل الطلابي، مشيرة إلى أن يدها ممدودة للجميع من أجل التعاون وتنسيق الجهود في هذا الإطار.
وطالبت الكتلة في بيانها إدارات الجامعات في الضفة بتحمل مسؤوليتها تجاه ملاحقة واعتقال أبنائها الطلبة، مشيرةً إلى أن ذلك يقلل من احترام وهيبة الجامعات أمام سطوة القبضة الأمنية التي تفرضها أجهزة السلطة بحق عدد من الطلبة على خلفية نشاطهم داخل حرم الجامعة.
إقصاء متعمد
بدوره، وصف النائب عن حركة حماس في طولكرم فتحي القرعاوي، الحملة الأمنية المكثفة التي تنتهجها السلطة ضد أفراد الكتلة الإسلامية في الضفة، بـ "سياسة الاقصاء المتعمد" بهدف إفساح المجال أمام الشبيبة الفتحاوية لخوض الانتخابات.
وقال القرعاوي لـ "الرسالة نت": إن الشبيبة الفتحاوية لن تجرؤ على خوض أي انتخابات جامعية خشية من هزيمتها"، لافتًا إلى أن فوز الكتلة بانتخابات الجامعات العام الماضي دليل على اصطفاف الطلاب خلفها.
وأوضح أن الحملة الأمنية المسعورة ضد أفراد الكتلة تعبر عن خشية حركة فتح من الخسارة في الانتخابات الجامعية، مبينَّا أن الاعتداء على أفراد الكتلة يكشف الوجه الحقيقي للسلطة في الضفة، والهدف منه منع الكتلة من المشاركة في الانتخابات.