قائد الطوفان قائد الطوفان

الحكومة تكثف جهودها لاستقبال "أسطول الحرية"

هادى إبراهيم- الرسالة نت

كثفت الحكومة الفلسطينية بأجهزتها المختلفة جهودها لترتيب ميناء غزة البحري لاستقبال سفن (أسطول الحرية) الذي شرعت لجان شعبية دولية في تسييره عبر البحر الأبيض المتوسط إلى القطاع الساحلي.

وأجرت الأجهزة الأمنية الفلسطينية اليوم الأربعاء مناورات تحضيرية في ميناء غزة البحري استعداداً لاستقبال الأسطول المتوقع وصولة بداية الأسبوع المقبل.

وشارك في المناورات العشرات من أفراد الشرطة والدفاع المدني عبر تنفيذ عدة تمارين واستعراضات داخل المياه وخارجها واختبار القوارب التي ستستقبل الأسطول البحري في عرض البحر لنقل ما يحمله من إمدادات إنسانية.

مناورة بحرية

وقال وزير الداخلية فتحي حماد الذي حضر المناورة إن النوايا الإسرائيلية الهادفة إلى وضع العراقيل أمام وصل الأسطول البحري إلى قطاع غزة "لن تؤثر على استمرار الحكومة في عملية التحضير لاستقباله".

واعتبر حماد في تصريحات للصحافيين "أن الأشراف التركي على الأسطول البحري يجعل من التهديدات الإسرائيلية ضعيفة بسبب المكانة التي تحتلها تركيا في العالم.

وأوضح أنه من الممكن أن تكون هناك اتصالات بين الأتراك والجانب الإسرائيلي لعدم اعتراض القافلة".

وتعمل طواقم تابعة لوزارة الأشغال لنحو 12 ساعة يومياً على أمل إنجاز مهمة الاستعداد تهيئة المرفأ الذي أصابته القذائف الإسرائيلية إبان الحرب الأخيرة لرسو سفن كسر الحصار.

وانطلقت تسع سفن ضمن أسطول دولي من عدة موانئ أوروبية على أن تصل السبت المقبل قطاع غزة لنقل إمدادات غذائية وإنسانية في مسعى هو الأضخم لكسر الحصار الإسرائيلي على القطاع المفروض منذ ثلاثة أعوام.

ورغم التهديدات الإسرائيلية المعلنة بمنع وصول أسطول السفن إلى موانئ غزة إلا أن طواقم المهندسين لم يتوقفوا عن العمل في المرفأ الذي أعيد افتتاحه نهاية العقد الأخير من القرن الماضي لكنه لا يصلح لاستقبال السفن الكبيرة.

وصرح ياسر الشنطي وكيل وزارة الأشغال في الحكومة "إن الهدف الأساسي من هذا العمل ترتيب أوضاع المرفأ بشكله الحالي لتطوير قدرته البسيطة الحالية المقتصرة على سفن ومراكب الصيد الفلسطينية واستقبال أكبر عدد من السفن".

وقال الشنطي في اتصال هاتفي مع "الرسالة نت" إن الطواقم المهنية والفنية تواصل عملها في الميناء بشكل غير مسبوق بمشاركة جميع الوزارات والهيئات الحكومية المعنية في قطاع غزة.

وأضاف فيما يواصل عمال الميناء شفط الرمال بواسطة آلة كبيرة من قاع المرفأ لتعميقه "أن عملية التعميق تحتاج وقتاً وتستلزم جهداً كبيراً كما أن ضعف الإمكانيات يحول دون تسريع العمل بسبب الحصار ".

وتحمل سفن أسطول الحرية أكثر من 10 آلاف طن تتضمن مساعدات طبية ومواد بناء وأخشاب و100 منزل جاهز لمساعدة عشرات آلاف السكان الذين فقدوا منازلهم في الحرب الإسرائيلية على غزة مطلع عام 2009.

كما يحمل معه 500 عربة كهربائية للمعاقين حركياً لا سيما وأن الحرب الأخيرة  خلفت نحو 600 معاق في غزة إلى جانب أنه يقل 7500 متضامناً من أكثر من 60 دولة.

نجاح التجارب

وفي جنبات ميناء غزة المختلفة تعمل طواقم فنية على تشغيل رافعة وحفار فيما تسعى أخرى إلى تسريع التوسعة المطلوبة وردم وتسوية الطريق بالرمل والطين تمهيداً لافتتاحه قريباً.

وتحول بساطة بناء وتجهيزات الميناء الصغير دون إمكانية رسو السفن الضخمة فيه حتى لو تم تعميقه إلى العمق المطلوب وذلك لافتقاده للجوانب الخاصة والدعامات المتينة في الرصيف لتثبيتها.

لكن مدير عام سلطة الموانئ البحرية في غزة بهاء الأغا يؤكد نجاح التجارب العملية لنقل البضائع من سفن الشحن المرافقة لـ "أسطول الحرية" من عرض البحر إلى ميناء غزة عبر العوامات المصنعة محلياً.

وذكر الأغا أن التجارب العملية لنقل حمولة من البضائع تزن حوالي 35 طناً عبر عوامات كبيرة مصنعة في قطاع غزة قد تكللت بالنجاح وذلك عبر استخدام عوامات كبيرة بمساحة 100 متر مربع.

ونجح الآغا ورفاقه أمس الثلاثاء في إجراء تجربه عملية للعوامتين في حوض المرفأ بهدف استقبال السفن.

وتلك العوامتين تطوفان فوق سطح الماء وتحملان حفارين يقومان بتعميق حوض الميناء لتتمكن السفن الكبيرة من الدخول والخروج بسهولة دون عوائق.

وستقوم العملية وفق مخططات مهندسي وزارة الاشغال على نقل حمولة تزن 35 طنا على العوامات الكبيرة إضافة إلى نقل حمولة تزن 25 طنا عبر العوامات الصغيرة ذات مساحة 45 مترا مربعا.

وسيتم ذلك عبر رسو الشحن الضخمة في أقرب نقطة من شاطئ البحر يصل عمقها إلى 8.5 متر لإفراغ حمولتها في هذه العوامات التي ستتجر بواسطة قوارب صيد من عرض البحر إلى الميناء.

وقامت عملية تجهيز ميناء غزة على مرحلتين الأولى بتبطين حوض المرفأ الذي تبلغ مساحته 250 دونماً والثانية بحفر حوض الميناء بشكل جزئي ليتراوح عمق المياه إلى 4.5 -5.5 متر إضافة لتعبيد الطرق المارة على طول ميناء غزة البالغة 2000 متر بالكامل.

وتكفلت مؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية "Ihh" بتمويل عملية ترميم وتجهيز مرفأ غزة وفق مسؤولون في الحكومة المقالة.

ومنذ الاحتلال الإسرائيلي عام 1967 فإن مرفأ غزة الذي كان نقطة عبور هامة على مدار عصور سابقة للبضائع بين آسيا وأفريقيا وأوروبا لم يستقبل أية سفن من خارج المياه الإقليمية للقطاع حتى تمكنت سفينتا كسر الحصار في آب/ أغسطس 2008 من الوصول إليه.

ونجحت الحملة الدولية في تسيير خمسة قوافل إغاثة إلى غزة حتى الآن رست عبر مرفأ غزة وهي تقل إمدادات إنسانية متنوعة لكنها ذات طابع رمزي.

ويفرض الاحتلال الصهيوني حصارا، مشدداً على قطاع غزة الذي يقطنه مليون ونصف نسمة منذ حزيران/يونيو 2007.

 

 

البث المباشر