قائمة الموقع

مقال: في القصاص حياة

2016-05-16T04:59:25+03:00
مصطفى الصواف
مصطفى الصواف

غاب تطبيق القانون فاستهان البعض بالروح الإنسانية التي كرمها الله عز وجل وجعل لها مكانة سامية، حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم (لأن تهدم الكعبة حجرا حجرا أهون على الله من أن يراق دم امرئ مسلم). وفي رواية: (لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم) أو كما قال صلى الله عليه وسلم، انظر إلى عظم الكعبة وهي أول بيت وضع للناس لعبادة الله؛ فإن هدمها أهون على الله من إراقة الدماء بغير حق وإزهاق أرواح الناس من أجل حفنة من المال يعتقد القاتل أنها موجودة في حوزة المقتول، وقد يجد أو لا يجد من سعى إليه، وأزهق روح بريء لا ذنب له ولا جريرة غير أوهام في عقل الجاني حولته إلى مجرم قاتل.
الإعدام هو الحل، لأن الجزاء من جنس العمل، وطالما خلا ارتكاب الجريمة من شبهة تخفف الحكم وكان القتل مع سبق الإصرار والترصد ومن أجل السرقة فهو قد يصل إلى حد الحرابة وعليه فالقاتل يقتل وبذلك يكون القصاص من الجاني هو الرادع الوحيد الذي يجعل الكثير ممن يفكرون بارتكاب الجرائم بإعادة النظر في تفكيرهم والتريث لأنه لن يتمكن من الاستمتاع بسرقته لأن يد العدالة ستكون قريبة منه.
لا تنتظروا موافقة ما يسمى بالرئيس على حكم الإعدام، فالرئيس غير موجود والانتظار يعني استمرار جرائم القتل؛ لأن القاتل يعتقد أنه سيفلت من العقاب رغم أن مثل هذه الجرائم يتم ضبطها ويبقى الأمل لدى المجرم أن يخفف عنه العقاب أو ينال العفو من أهل المقتول أو سيأتي الرئيس ويرفض الإعدام ويحوله إلى سنوات سجن وربما يسمح له بالخروج في إجازة ويعيش لبضعة أيام ثم يعود للاعتقال من جديد ليجد عناية من أهله بشكل يومي ويقدمون له ما لذ وطاب من المأكولات والمشروبات وأهل الضحية يعيشون العذاب في كل يوم ولحظة.
فعّلوا قانون الإعدام، ولا تأخذكم رأفة بالمجرم، ولا تنظروا إلى ما ستقوله ما تسمى بمنظمات حقوق الإنسان خاصة في جريمة القتل مكتملة الأركان؛ لأن هذه المنظمات تسترزق من وراء بيانات الشجب والإدانة عند تنفيذ حكم الإعدام فيمن أزهق أرواح الناس بلا جريرة أو ذنب.
القضاء والمحاكم يجب ألا تنتظر لأن القضية باتت قضية رأي عام والإسراع في الإجراءات مطلب وإصدار الحكم بعد الاعتراف بالجريمة ومعرفة أسباب دوافعها ونتائجها وأثرها على المجتمع تستوجب إنهاء مثل هذه القضايا بالسرعة القصوى حتى يطمئن المجتمع وترتاح نفوس المواطنين ويرتدع المجرمون عن جرائمهم ونحفظ النفس التي حرم الله قتلها وفي نفس الوقت تحفظ نفوس من يفكرون بارتكاب مثل هذه الجريمة.
الانتظار يبث الأمل في نفوس المجرمين ويحرك شهواتهم طالما أن هناك أملا في الحياة بعد أن أزهق حياة الآخرين ، العديد من جرائم القتل لا يزال منفذوها على قيد الحياة يمارسون حياتهم داخل السجون يضحكون ويمرحون غير مكترثين بالقضاء الذي يقف عاجزا عن تنفيذ الحكم لأسباب مختلفة ، ولكن تم الإسراع في تنفيذ حكم الإعدام والقصاص من القتلة بالسرعة القصوى طالما أن الاعتراف بمحض الإرادة قائم وكما يقولون الاعتراف سيد الأدلة والقضاء هنا لا يريد مزيدا من الوقت، لأن هذا المزيد هو مضيعة للوقت وإهدار لحقوق العباد وفرصة لمزيد من الجرائم .
هناك من يتصيد في المياه العكرة ولا يهدف من وراء تصرفاته وتصريحاته إرساء قواعد العدل والقانون ويحول هذه الجرائم إلى أداة للكسب التنظيمي من خلال الكذب ومن خلال تلفيق الحقائق وتزوير الواقع محاولة منه الحصول على مكسب تنظيمي أو استرضاء أسياده فيصف هذه الجرائم ويعتبرها فلتانا أمنيا ، علما أن هذه الجرائم موجودة في كل المجتمعات ولم تصل في مجتمع غزة حد الظاهرة ولم تترك هذه الجرائم مجهولة أو يتم الكشف عنها بعد سنوات ولكن الملاحقة الامنية لها سريعة في الغالب وضبط المجرمين أسرع حيث تؤكد مصادر الداخلية أن الكشف عن الجرائم الكبرى (القتل) يتم بنسبة 100%، وأن كل هذه الجرائم لا بعد سياسيا لها .
إن المتصيدين هم من يغذون هذه الجرائم وهم من أسبابها ويحاولون إيجاد المبررات لمثل هذه الجرائم عندما يتحدثون عن بعد سياسي أو أنها نوع من الفلتان الأمني والذين يخططون لتحقيقه على ارض الواقع وفشلوا في ذلك وهم يريدون أن يطلقوا على هذه الجرائم فلتانا امنيا، علما أنها تحدث في كل المجتمعات ونحن كمجتمع فلسطيني لسنا إلا جزءا من هذه المجتمعات.

 

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00