في ظل الحديث عن خليفته

(إسرائيل) تتحسب لما بعد عباس وتبحث عمن يحقق مصالحها

صورة رمزية (خاص الرسالة نت)
صورة رمزية (خاص الرسالة نت)

غزة-لميس الهمص

يشغل ملف خليفة رئيس السلطة محمود عباس بال دولة الاحتلال التي تبحث عن بديل يحقق مصالحها الأمنية والسياسية، بعض النظر عن الأسماء والمكانة السياسية التي يشغلها المرشح.

ويبدو أن هناك خشية من دولة الاحتلال من الملف لأنها تعد أبو مازن شريكا "ممتازا" قد لا يتكرر لأنه يحقق لها جل احتياجاتها في موضوع التنسيق الأمني، وتعتبره شريكا حقيقيا في عملية السلام. وفي السياق قال الدبلوماسي الإسرائيلي السابق أوري سافير إن (إسرائيل) منشغلة بمن سيخلف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، معتبرا أنه شريك حقيقي في السلام، وليس هناك من تأكيدات بأن من سيأتي بعده سيفكر بطريقته السياسية ذاتها.

وأضاف سافير في مقال بصحيفة معاريف الإسرائيلية أنه يبدو من الصعوبة على (إسرائيل) التوصل مع خليفة لعباس إلى اتفاق سلام، وهو ما قد يتلاقى مع ما تروج له إدارة بنيامين نتنياهو من أنه لا يوجد حاليا شريك فلسطيني للسلام.

محلل الشؤون الإسرائيلية الدكتور عمر جعارة يرى أن البدائل الأمريكية جاهزة فالعديد من رؤساء الدول العربية لم يكونوا معروفين من قبل ولم يكن لهم دور بارز في عالم السياسة.

وذكر أن دولة الاحتلال تتعامل مع مواقف وليس مع أشخاص ومسميات، مشيرا إلى أن أي شخص يهدد أمنها ستزيله كما فعلت مع الراحل ياسر عرفات.

في المقابل ومع الحديث مع تعيين ماجد فرج مستشارا للأمن القومي الفلسطيني، فإن موقع "المصدر" للدراسات البحثية الإسرائيلية يؤكد أن "الكثير من الأوساط في (تل أبيب)، باتت ترشح وبقوة، اللواء ماجد فرج، ليكون خليفة للرئيس محمود عباس أبو مازن".

وتوضح هذه الأوساط أن "فرج أعاد إلى جهاز المخابرات مكانته، وهي المكانة التي لم تكن فقط على الصعيد الفلسطيني الداخلي فحسب، وإنما كذلك على صعيد أجهزة المخابرات العالمية، كجهاز يمكن الاعتماد عليه والتعاون معه، في الكثير من الملفات الشائكة والحساسة".

وذكر تقرير خاص نشره التلفزيون الإسرائيلي أن "نقطة ضعف اللواء فرج، رغم إنجازات جهازه، هي عدم القبول به من بعض المحيطين بأبو مازن الذي يفسر الشائعات التي أُطلقت في أكثر من مرة عن رغبة الرئيس في إنهاء عمله كمدير لجهاز المخابرات، وهو ما تبين المرة تلو الأخرى أنه غير صحيح.

بدورة يعتقد محلل في الشأن الإسرائيلي الدكتور مأمون أبو عامر أن الاحتلال لديه شروط ومحددات في التعامل مع الرئيس المحتمل، مبينا أن شكل السلطة سيكون مختلفا عن الوضع الحالي. ولفت إلى أن الاحتلال لن يجد عباس جديدا يملك كل أمور السلطة، بل ستكون السلطة موزعة على عدة أشخاص ما بين الرئاسة ورئاسة الوزراء والأجهزة الأمنية، وهو ما سيؤثر على طبيعة تعامل الاحتلال مع كل شخص.

وذكر أن الاحتلال سيدفع باتجاه من هو أكثر توافقا معه خاصة من الناحية الأمنية، مستدركاً أنه من الصعب القبول بشخصية أمنية من الشارع الفلسطيني ما سيعني ان الوضع يحتاج شخصية سياسية لديها قابلية للتعامل مع الاحتلال وهو ما يتوافق مع صائب عريقات.

ويعتبر أعضاء في لجنة الخارجية والأمن الإسرائيلية "إن عدم بلورة استراتيجية شاملة للتعامل مع مرحلة ما بعد عباس، ستحلق بـ(إسرائيل) ضررا استراتيجيا هائلا." ووفقا لصحفي الإسرائيلي بن كسيبت فإن أعضاء في لجنة الخارجية والأمن التي تشرف على أداء جيش الاحتلال ومخابراته يعتقدون أن غياب الرئيس محمود عباس الذي تجاوز ثمانين عاماً عن المشهد ستكون له تداعيات خطيرة.

البث المباشر