قائد الطوفان قائد الطوفان

الاستفراد بالقدس يتزايد بعد عزل "الشيخ" ودخول المتطرف "غليك" الكنيست

غزة-أمل حبيب

لم يكتف الاحتلال الإسرائيلي بحملة اعتقالاته الواسعة للمقدسيين بذريعة التحريض أو النية في أعمال "إرهابية"، فطال خط الدفاع الأول عن المسجد الأقصى المتمثل في المرابطات، إلى أن وصل لاعتماده سياسة الإبعاد عن القدس كالتي تجددت بحق الشيخ كمال الخطيب رئيس لجنة الحريات في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948.

حظر الحركة الإسلامية، وسجن رئيسها الشيخ رائد صلاح، وإغلاق المؤسسات التي تعمل خدمة للقدس والأقصى سياسات تسعى من خلالها (إسرائيل) للاستفراد بالمدينة المقدسة وتفريغها من أهلها والتي استشرت بالتزامن مع انتفاضة القدس مطلع أكتوبر العام الماضي.

لم يتوقف التعدي عند ذلك حيث نقلت وسائل إعلام إسرائيلية، بأن المتطرف اليهودي يهودا غليك سيخلف وزير الحرب الإسرائيلي المستقيل موشيه يعلون في الكنيست الإسرائيلي، الأمر الذي يزيد من توجس المقدسيين من قرارته المستقبلية بحق الأقصى.

ويبدو أن حالة القلق تزداد بشكل تدريجي عند أهل المدينة لاسيما وهي المرة الأولى التي يدخل فيها غليك الكنيست، حيث يقود الحاخام اليهودي حركة تطالب بالسماح لليهود بأداء طقوسهم التلمودية في باحة المسجد.

"سأكون سفير الشعب الاسرائيلي في الكنيست" هو أول ما صرح به أبرز قادة اليمين القومي المتطرف غليك للصحافة الاسرائيلية فور استقالة يعلون الجمعة الماضي، الأمر الذي قد يكون مدخلًا لإصدار قرارات أو اتخاذ إجراءات تعسفية بشأن المقدسيين. 

المتابع لشخصية غليك يدرك جيدًا أنه يحارب بقوة من أجل تمكين اليهود في الأقصى وزيادة المساحة المسموح لهم دخولها، وهو من عرف عنه بأنه أكثر الشخصيات كرها لدى الفلسطينيين لتصريحاته ومواقفه التي تستفز المصلين في القدس.

حالة الغضب من غليك وخشية الاستفراد بالقدس في ظل غياب الشيخ صلاح، صدتها تصريحات الخطيب والتي بثت من خلال روح الصمود حين قال: "قرارات الاحتلال بمنع المقدسيين والمتضامنين من الوصول للقدس والأقصى لن تمنع أبناء شعبنا الفلسطيني من التضامن معهما ونصرتهما"، مؤكدًا أن "غياب الحركة الإسلامية وحظرها لن يحولا دون استمرار مناصرة الفلسطينيين للقدس والأقصى".  

وحول قضية تجديد إبعاده لستة أشهر أوضح رئيس لجنة الحريات في الداخل الفلسطيني المحتل أن هدف سلطات الاحتلال الإسرائيلي من ذلك هو الاستفراد بالمسجد الأقصى والقدس.

الاحتلال اتخذ قرارًا بمعركة ضد القدس والأقصى بشكل علني وعبر وسائل وأشكال مختلفة لن تكون آخرها عزل الشيخ صلاح في سجن "رامون" بصحراء النقب ومنعه من التواصل مع الأسرى.

الشيخ صلاح الذي بدأ بترجمة اعتكافه في عزله، من خلال التعبد والقراءة وتأليف أول كتاب له وفق المحامي خالد زبارقة الذي زاره، أرسل من زنزانته التحيات لكل الوفود التي تضامنت معه ورافقته إلى السجن، وحمل بين عبارته أملًا رغم كل الخطط التي تحاك لتفريغ المدينة من سكانها وطمس هويتها الاسلامية.

سعي سلطات الاحتلال إلى تمكين تواجد اليهود المتطرفين ودخول الأقصى بحرية، بات أمرًا طبيعيًا من خلال اقتحام المستوطنون بشكل شبه يومي لباحاته، إلا أن الأمر بحاجة لاستراتيجية جديدة للتعامل مع المخططات الإسرائيلية التي ترمي إلى ما هو أخطر من الاستفراد بالقدس.

البث المباشر