قائمة الموقع

دخول "غليك" الكنيست ينذر بتصاعد استهداف الأقصى

2016-05-24T06:56:44+03:00
الحاخام المتطرف يهودا غليك
الرسالة نت-محمد هنية

شكل تعيين أفيغدور ليبرمان زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" وزيراً للجيش الإسرائيلي مفاجأة هزت الساحة السياسة الإسرائيلية، وكان لها تبعات ثقيلة تمثلت باستقالة موشيه يعلون من حزب الليكود واعتزاله الحياة السياسية، في خطوة وصفها الإعلام العبري بـ "القنبلة السياسية"، فاتحاً بذلك المجال أمام دخول الحاخام المتطرف يهودا غليك الكنيست بدلاً منه، الأمر الذي ينذر بأيام لا تُحمد عقباها في المسجد الأقصى.

ويُعد "غليك" من الناشطين اليهود الأكثر تطرفاً، ويتبع الجناح الإرهابي في حزب الليكود اليميني بزعامة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وعُرف بمحاولاته المستمرة لاقتحام المسجد الأقصى المبارك، في مسعى لتغيير القانون الإسرائيلي للسماح لليهود بأداء طقوسهم التلمودية في باحات الأقصى.

وأمضى "غليك" فترة طويلة في المستشفى قبل تماثله للشفاء من محاولة اغتيال نفذها الشاب معتز حجازي في تشرين أول من العام 2014 - قامت قوات الاحتلال بتصفيته لاحقاً- وبعد مغادرته المشفى، منع "غليك" من دخول الأقصى بسبب قرار قضائي نتج عن دعوة رفعتها ضده سيدة فلسطينية إثر ضربه لها داخل الأقصى وكسر يدها، حيث قام قضاء الاحتلال بتسوية الأمر دون إصدار أي حكم ضده.

وينبئ دخول "غليك" للكنيست الاسرائيلي باضطراب أمني وميداني في الوضع القائم بالمسجد الأقصى المبارك، لا سيما وأن هذا الحاخام يوصف بأنه "مهندس اقتحامات الأقصى"، وهو معروف بدعواته الاستفزازية المستمرة لاقتحام المسجد وأداء الطقوس التلمودية بداخله وذبح القرابين في الأعياد اليهودية بل وتقسيم الأقصى زمانياً ومكانياً.

ويرى الخبير في الشؤون الإسرائيلية أليف صباغ من الداخل المحتل، أن تحركات الأعضاء في المستوى السياسي الاسرائيلي لها تأثير على المستوى العام، وتابع أن السياسة الاسرائيلية العامة مرسومة في إطار حكومة وليس شخصية، وبالتالي فإن "غليك" سيضطر للالتزام بها"، وفق تقديره.

وبحسب حديث صباغ "للرسالة"، فإن أي مساس بالسياسة الاسرائيلية الراهنة سيولد اضطرابات على الأرض الحكومة الاسرائيلية في غنى عنها الآن، لا سيما وأن أحداث الأقصى والاقتحامات المتواصلة تؤجج العمليات الفدائية ضدها.

وقال صباغ "إن نتنياهو ومن منطلق سياسته العامة تجاه الأقصى سيعمل على كبح طموح غليك كي لا يسبب اضطرابا في المرحلة الراهنة بالقدس المحتلة والتي تتجه إلى هدوء حذر"، لكنه يعتقد بأن دخول "غليك" إلى الكنيست قد يساعده على القيام بحملات واقتحامات أكثر للأقصى.

وكثيراً ما يهاجم غليك أعضاء الكنيست ورئاسة الوزراء الإسرائيلية بسبب ما يعتبره "عدم اهتمامهم" بما يسميه "الحق اليهودي في إقامة الصلاة بالأقصى وزيارة جبل الهيكل"، وينظم مسيرات بشكل دائم -برفقة أحد أبرز المتطرفين اليهود هو موشيه فايغلين-لاقتحام المسجد الأقصى، وهي المسيرات التي ازدادت مؤخراً.

وهنا يؤكد صباغ بأن وجود "غليك" بالأقصى سيزيد من حدة التوتر وسيضع الحكومة الاسرائيلية في حرج لأنها لن تستطيع منعه أو التعرض له كونه يمتلك حصانة قانونية، منبهاً إلى أن عودته للأقصى هذه المرة ستكون أكثر استفزازاً للمسلمين.

 استفزاز متعمد

من جهته، أكد نظام أبو الرموز أحد المرابطين الدائمين في المسجد الأقصى المبارك، أن تاريخ "غليك" في الأقصى على مدار الأشهر الماضية التي سبقت وتلت محاولة اغتياله "سيء"، وتابع أنه "يتعمد أثناء دخوله إلى استفزاز المسلمين بعبارات وحركات مستفزة".

وأشار إلى أن اقتحامات "غليك" للأقصى تلهب قلوب المقدسيين المرابطين، وجميعهم يتمنون أن يقتلوه، وهذا ما حصل بالفعل من محاولة اغتياله، متوقعاً أن يشهد الأقصى اضطراباً ميدانياً كبيراً في حال اقتحام "غليك" للأقصى لأنه سيعمد على إتباع أساليب وأشكال جديدة للاقتحامات، وبالتالي فإن المرابطين لن يقفوا مكتوفي الأيدي.

وتقلد "غليك" الذي يبلغ من العمر 48 عاماً سلسلة مناصب مهمة منها العمل لعشر سنوات في وزارة الاستيعاب والهجرة، وعمل متحدثاً باسم الوزير السابق بولي أدلشتاين، ومدير العلاقات لمركز "الهوية اليهودية"، ومدير مكتب عسقلان الإقليمي، حتى أعلن استقالته منها عام 2005 بعد خطة فك الارتباط عن غزة.

اخبار ذات صلة