قائد الطوفان قائد الطوفان

تكامل وظيفي بين السلطة والاحتلال في ملاحقة إعلام المقاومة

الرسالة-محمد العرابيد

تؤدي وسائل الإعلام الفلسطينية دورا مهما في دحض افتراءات الاحتلال في إطار تغطيتها المهنية لانتفاضة القدس المندلعة منذ أكتوبر الماضي؛ لذا تتعرض للاستهداف من قبل الاحتلال "الإسرائيلي"، إلى جانب مشاركة السلطة في التضييق عليها.

وتتعرض فضائية الأقصى وطواقمها في الضفة الغربية لإغلاق مقراتها، واعتقال مراسليها من أجهزة أمن السلطة والاحتلال، حيث منعت السلطة قبل أشهر شركات البث من التعامل مع القناة، ولاحقت مراسليها، حيث يعتقل جهاز مخابرات السلطة الصحفي طارق أبو زيد مراسل فضائية الأقصى في مدينة نابلس، ويرفض الإفراج عنه بكفالة.

ويأتي قرار مخابرات السلطة بتمديد اعتقال الصحفي أبو زيد في ظل الحملة الشرسة التي يشنها الاحتلال على الإعلام الفلسطيني الداعم للانتفاضة وإغلاقه أكثر من 4 إذاعات محلية والاعتداء على العشرات من الصحفيين في مناطق المواجهات، وهو ما يثير السؤال حول غرض السلطة من إجراءاتها؟.

اتفاقات أمنية 

النائب في المجلس التشريعي بالضفة الغربية منى منصور، أكدت أن هناك اتفاقات أمنية بين أجهزة أمن السلطة والاحتلال "الإسرائيلي" تهدف إلى تكميم أفواه الصحفيين ومنعهم من نقل الحقيقة، وقالت في حديث لـ "الرسالة": "الكل يعلم أن الصحفي أبو زيد يعمل لنقل الحقائق وجرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين في الضفة، فلماذا اعتقلته أجهزة أمن السلطة؟".

وأوضحت أن أجهزة أمن السلطة تحارب الصحفيين بالضفة، لمنعهم من نقل الحقائق للشارع الفلسطيني ومساعدة الاحتلال "الإسرائيلي" في وأد انتفاضة القدس، مشيرة إلى أن هناك تواصلا مع مؤسسات حقوقية في الضفة، للضغط على السلطة للإفراج عن الصحفي أبو زيد.

بدوره، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بغزة أحمد المدلل، إن استمرار أجهزة أمن السلطة باعتقال الصحفي أبو زيد مراسل فضائل الأقصى بالضفة، يمثل تكاملا وظيفيا مع الاحتلال.

وأضاف المدلل في حديث لـ "الرسالة" أن السلطة تمارس سياسة تكميم الأفواه للصحفيين في الضفة الذين يعملون ليل نهار في فضح جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين، موضحاً أن استمرار الاعتقالات السياسية في الضفة المحتلة وصمة عار على جبين السلطة الفلسطينية

وأكد المدلل أن "اعتقال السلطة لقيادات المقاومة ضربة لانتفاضة القدس والشعب الفلسطيني الذي يواجه انتهاكات الاحتلال".

واعتقل جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة الليلة الماضية القيادي في حركة الجهاد أحمد النصر (58 عامًا) من قرية كفر نعمة غرب مدينة رام الله وسط الضفة المحتلة، وهو أحد مبعدي مرج الزهور.

وأوضح المدلل أن استمرار السلطة بشن حملة اعتقالات سياسية لا مبرر له، وهي خدمة مجانية للاحتلال، الذي فشلت خيارته في وأد الانتفاضة. وشدد على أن اعتقال السلطة لقيادات المقاومة وناشطي الانتفاضة يؤكد على دور الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة في حماية الاحتلال ومستوطنيه.

وأكد أن "حركته ترفض استمرار الاعتقالات السياسية في الضفة وخاصة المقاومين الذين يواجهون جرائم الاحتلال ويدافعون عن بلادهم"، مشيراً إلى أن استمرار السلطة بالاعتقالات السياسية والتنسيق الأمني مع الاحتلال؛ يعتبر شرخًا للوحدة الفلسطينية وعقبة أمام أي جهود لإنهاء الانقسام.

وصمة عار 

بدروها، قالت حركة "حماس" إن استمرار اعتقال أجهزة السلطة في الضفة، للصحفي أبو زيد مراسل فضائية الأقصى في مدينة نابلس وصمة عار على جبين السلطة. ودعا حسام بدران، المتحدث باسم الحركة، في تصريح صحفي، السلطة وأجهزتها الأمنية إلى الإفراج الفوري عن الصحفي أبو زيد، مطالباً بتكثيف الفعاليات الداعمة له.

وأكد أن التهم الموجهة إلى أبو زيد باطلة، مشيراً إلى أنها تأتي في سياق تغطية الأجهزة الأمنية على اعتقاله جراء الحرج الشديد الذي تتعرض له من قبل الهيئات الحقوقية والأصوات الحرة المنادية بإطلاق سراحه على الفور. وطالب بدران الصحفيين والأحرار كافة من أبناء شعبنا بمواصلة التضامن والاحتجاج على استمرار أبو زيد الذي يمثل كل صحفي حر ينحاز إلى قضايا شعبه وأمته.

وعدّت كتلة "الصحفي الفلسطيني" اعتقال مراسل فضائية "الأقصى" الفضائية، بأنه "تلذذ باغتصاب حرية الإعلام، واستمتاع باعتقال الصحفيين الفلسطينيين وامتهان كرامتهم الذين يقفون على ثغورهم ويواجهون الاحتلال بالكلمة والصورة".

وطالبت الكتلة في بيان صحفي السلطة الفلسطينية وجهاز "المخابرات" تحديدًا بالإفراج الفوري عن أبو زيد، وتقديم اعتذار رسميٍ له ولكل الصحفيين والإعلاميين الذين يتراصّون في صفوف متقدمة لمواجهة الاحتلال وعصريته.

البث المباشر